أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – بواسطة "سعد لطفي " بالتعاون مع أراجيك
إذا كنت تمتلك قائمة بالأشخاص الذين يودون قتلك أو التخلص منك، ستجد بكل تأكيد الأطباء مسجلين ضمن أسماء تلك القائمة! ربما لا يتصدرون القمة لكنهم على الأقل يسعون الى ذلك من خلال بعض الممارسات التي قد تؤدي الى قتلك في لحظات دون أن تشعر بذلك.
بالتأكيد الطب مهنة من أسمى المهن البشرية، مما يجعلها في موضع مسئولية يختلف عن مسئوليات المهن الأخرى بشكلٍ كبير، فالخطأ في الطب قد يتكلف حياة المريض!
على كلٍ هذه بعض الممارسات التي يرتكبها بعض الأطباء والتي كثيرًا ما تؤدي للفتك بحياة المرضى، لذا سيكون من الجيد لو أعاد الأطباء التفكير في تلك الممارسات، فربما يتم انقاذ العديد من المرضى بدلًا من قتلهم.
1- الأخطاء
كما ذكرت سابقًا، الطب يختلف عن غيره من المهن. ربما في مهنة أخرى يكلفك الخطأ خسارة عميل، أو إضاعة الوقت، أو خسارة المال، لكن في الطب حينما تخطئ، تصبح النتائج أسوأ بكثيرٍ من هذا!
على سبيل المثال، أحد النساء الحوامل والتي تدعى “مارينا سيلفا” قامت بزيارة سريعة الى صيدلية من أجل الحصول على أدوية المضادات الحيوية. لم يستغرق الأمر طويلًا حتى اكتشفت تلك السيدة أنها ابتلعت حبّة من عقار الإجهاض والذي صرفه الصيدليّ المختص على سبيل الخطأ. لحسن الحظ نجا طفل مارينا من تأثير هذا العقار، لكن في بعض الحالات الأخرى لا يمكن تدارك الخطأ.
“ايمي فرانسيس” ذهبت الى مستشفى في المملكة المتحدة من أجل عملية استئصال للكلية، لكنها ماتت بمجرد أن بدأ الجراح في استئصال الكبد بدلًأ من الكلية!
أضف على هذا الأخطاء التي كثيرًا ما نسمع عنها في وسائل الإعلام، مثل أن ينسى الجراح بعض الأدوات داخل جسد المريض والتي أصبحت عادةً منتشرة داخل أرجاء الوطن العربي. من يدري ربما نسمع قريبًا عن طبيب قام بنسيان أحد مساعديه داخل جسد المريض أيضًا 🙂
حسب بعض الإحصائيات من معهد الطب، الأخطاء التي يرتكبها الأطباء تقوم بقتل ما يقرب من 44 ألف مريض أمريكي بصورة سنوية. حاول إذًا تخيل رقم الوفيات الذي ينتج عن الأخطاء في بلادنا العربية.
2- رشاوي الترويج والإعلانات
هناك القليل من الأطباء الذين يتنازلون عن ضميرهم المهني مقابل حفنة من الأموال للترويج لمنتجاتٍ ليس لها علاقة بالدواء الطبي بل تسبب في الكثير من الأحيان العديد من الأمراض والمخاطر بالنسبة للمرضى.
منتجاتٍ مثل بعض الأعشاب، المشروبات الساخنة، مساحيق مجهولة المصدر، لاصقات رديئة، أحزمة لا تتحدث من تلقاء نفسها، ومعجون مجهول يتم الإشارة اليه على أنه مخصص للأسنان.
كل تلك المنتجات تبدأ في الانتشار تدريجيًا نظرًا لأن هناك طبيبًا يروج لها بصيغة من الكلام الذي يوهم المرضى ويتسبب في خداعهم. وبدلًا من أن يتحول الحال الى أحسن بالنسبة لهؤلاء، يتدهور الوضع تدريجيًا حتى تتوفاهم المنية نتيجة لهذا الفعل.
3- تحديد الأهداف
ربما تجلس على مكتبك أو وسط موظفيك من أجل تحديد خطة يجب اتباعها للوصول الى هدف ما في اطار العمل. في أمور الطب هذا الأمر لا يؤثر سوى بالسلب. هناك بعض المستشفيات التي تحاول تطبيق سياسة تحديد الأهداف مما يجعل جميع الأطباء والممرضين يعملون تحت ضغطٍ هائل من أجل تحقيق تلك الأهداف.
وكنتيجة لهذا الضغط سيتم اهمال الكثير من الأمور التي يجب الاهتمام بها من أجل الوصول الى الرقم القياسي الذي حددته الإدارة. بالطبع يمكنك التخمين أن الضغط والإهمال سيكونان سببين رئيسين في تدهور حالات الكثير من المرضى أو وفاتهم.
4- المضادات الحيوية
حينما نصاب بعدوى بكتيرية أو فيروسية، نذهب الى الطبيب من أجل الحصول على مجموعة من المضادات الحيوية بكل بساطة.
بجانب تلك العملية البسيطة، هناك عملية أكثر تعقيدًا تحدث داخل الجسد البشري. المضادات الحيوية لا توفر أرباحًا مالية هائلة كغيرها من العقاقير، مما يستدعي مصانع مافيا الأدوية عدم الاستثمار في تلك المضادات الحيوية وإنتاج مضادات جديدة..
بل تكتفي بتوجيه الأموال الى العقارات التي قد تعود عليهم بأرباح طائلة. في تلك الحالة يصاب الجسد بظاهرة مرعبة تسمى “مقاومة المضادات الحيوية”.
تبدأ البكتيريا سريعًا بالتطور، مما يسمح لبعض سلالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بالتضاعف حتى تصبح جميع البكتيريا مناعية ومقاومة لتلك المضادات الحيوية، وتشكل تلك المرحلة أسوأ كابوسٍ قد تمر به في حياتك!
في تلك الحالة، كل الأمراض التي نظن أنه تم القضاء عليها منذ عدة قرون ستعود سريعًا من أجل الانتقام، السيلان أو “E-coli” سيقومان بالمحاربة غير عابئين بتلك المضادات التي لم يعد لها أي تأثير مطلقًا.
5- العقاقير التجريبية
بالتأكيد الجميع يتذكر هذا المشهد في أحد الأفلام، المريض يستلقي على أحد الأسرة داخل المستشفى في انتظار إعلان وفاته. يأتي الطبيب بكل هدوء ليخبره أن هناك عقارًا جديدًا تجريبيًا لم يتم اختباره بعد ولكنه من الممكن أن ينجح، ثم يسأل المريض عن موافقته من أجل تجريب الدواء. في نهاية الأمر يعتقد المريض أن الأمور لن تصبح أسوأ مما هي عليه بالفعل ويوافق على اختبار هذا العقار الذي قد ينجح في شفائه.
هذا ما يحدث في الأفلام وفي بعض الواقع، لكن بالتأكيد هناك فارق كبير بين أن تنهي حياتك بيأس وشقاء، وأن تنهيها بيأسٍ وعذاب!
في دراسة موسعة، وجد الباحثون أن أقل من ثلث الأدوية التجريبية لديها تأثير جيد على المرضى، في حين أن الثلثين الباقيين يتسببان على الأقل بواحدٍ من الآثار الجانبية التي قد تهدد حياة المرضى.
من المحتمل أن المريض سيموت بجميع الأحوال، لكن تناول هذه العقاقير هو بمثابة عملية اسراع للقضاء على حياتك وليس الحفاظ عليها.
6- الجراحات الزائدة والغير ضرورية
من المفترض أن تظل الجراحة هي أخر الحلول التي يتم تطبيقها حينما تصبح هي الملاذ الوحيد من أجل العلاج، وليس مجرد وسيلة يتم استخدامها باستمرار دون داعي، فأولًا وأخيرًا أن تتوغل داخل جسد أحد المرضى وتقوم بالالتفاف حول الأعضاء الداخلية والأوعية والعضلات دون أي داعي لهذا، ليست فكرة ظريفة على الإطلاق!
7- الإهمال والتجاهل
الأسوأ من اجراء عملية جراحية لا داعي لها، هو تجاهل شعور المريض.
في تقرير تم نشره عن الوفيات في مستشفيات المملكة المتحدة، وُجد أن عدد الوفيات التي تنتج بسبب التجاهل كثيرة لدرجة تجعل من الصعب احصائها هنا، لكن إذا كان هذا الوضع في دولة أوروبية عريقة مثل المملكة، تخيّل إذا الوضع في بلادنا العربية، بالتأكيد سيكون الرقم أسوأ بكثيرٍ من أن يتم توقعه.
كاين جوري، والذي يبلغ من العمر 22 عامًا، مات من العطش بعد أن رفض الطاقم الطبي إعطاءه الماء! موقف سخيف أليس كذلك؟ ربما لا تدري أن هناك 110 شخصًا أيضا واجهوا نفس المصير العام الماضي، و 43 ماتوا جوعًا!
يمكنكم الرجوع الى المصدر من أجل قراءة القصة كاملة، فهذا ما يحدث عندما يتجاهل الطبيب مريضه.
أما الإهمال فهو من أقوى الأسباب التي تؤدي الى أمراض خطيرة أو ربما في بعض الحالات الوفاة. زعماء هذا الفصل هم أطباء الأسنان بالتأكيد، في الوطن العربي هم أحد الأسباب الرئيسية التي أدت الى انتشار العديد من الأمراض أبرزها فيروس سي.
حينما يهمل الأطباء وسائل التعقيم ومكافحة العدوى، بالتأكيد تكون النتائج كارثية. تخيّل أن يقوم طبيب أسنان باستخدام نفس الأدوات التي وُضعت في فم مريضٍ آخر دون أي وسائل تعقيم تضمن عدم انتقال أي عدوى. الأمر برمته مثيرُ للاشمئزاز حيث أن العديد يتجاهلون تلك الوسائل من أجل زيادة أرباحهم فقط لا غير.
8- الكسل
وقت العمل للعمل، وقت الراحة للراحة! الى أي مدى قد يصل الاستهتار بطبيبٍ يهمل أداء واجبه بسبب كسله.
أحد المستشفيات اكتشفت أن من يقوم بغسل أيديهم من الأطباء والممرضين هم فقط نسبة 10 % من جميع الأطباء العاملين بالمستشفى! نحن نعلم منذ القرون الوسطى أن فقط غسل الأيدي يساهم في تقليل نسب انتقال العدوى الى المرضى وبالتالي خفض معدل وفياتهم، لكن الأمر لا يقتصر على هذا!
بل هناك العديد من الأطباء الذين يتكاسلون عن أداء المهام الأساسية مثل الفحوص الروتينية، أو قياس ضغط الدم إما بسبب أنهم نسوا ذلك، أو لأن هذه الفحوصات والقياسات لا تهم.
الى جانب العديد من الأفعال التي لا يقوم بها بعض الأطباء لكونهم مجموعة كسالى لا يبالون بصحة مرضاهم على الإطلاق، لكن التحدث عن تلك الأفعال يدعو بالفعل الى الإحباط والإكتئاب نتيجة لتلك الأفعال.
9- القتل الرحيم
تلك المشاهد أيضًا بالتأكيد قد مرت عليك في أحد الأفلام، باستثناء أنها تحدث في الواقع أيضًا. مريض مصاب بغيبوبة طويلة الأمد، أو مرض قاتل في الدماغ، ومن المستحيل إنقاذ حياته بأي صورة من الصور. ثم يأتي الطبيب المسئول من أجل اقناع العائلة بسحب المريض من على الأجهزة التي تبقيه حيًا حتى بالطبع لا يستهلك هذا المريض المزيد من موارد المستشفى أو يقوم بتوفير السرير الخاص به من أجل مريض آخر!
يدعي هؤلاء الأطباء أن هذا هو أفضل ما توصلوا اليه من حلول، لكن لا يوجد أي منطق في أن يقرر طبيبًا انهاء حياة مريضٍ ما فقط من أجل توفير سرير لغيره أو من أجل الحفاظ على موارد المستشفى.
هناك العديد من التقارير المخيفة التي توضح أن بعض الأطباء يقومون بممارساتٍ ما من أجل زيادة نسبة المرض وإيهام المرضى بأن هذه هي نهاية المطاف وأن “القتل الرحيم” هو أفضل الحلول من أجل راحتهم!
ربما حينما يتعلق الأمر بحياة غيرك، رجاء لا تقدم أي اقتراحات تتضمن قتله فهو بالتأكيد سيكون حريصًا على اتخاذ القرار بصورة أفضل منك.
10- معامل التحاليل
يساهم أيضُا أطباء الأشعة والتحاليل بجزء هام ضمن الأفعال التي قد تؤدي الى الفتك بحياة المريض. بعض المعامل قد تستخدم أدواتٍ رخيصة وغير دقيقة مما ينتج عنها نتائج غير صحيحة، يقوم الطبيب المختص بالتشخيص وفقًا للنتائج الخاطئة لتلك التحاليل، فتبدأ الآثار الجانبية بالظهور وربما تكون النتائج أسوأ من هذا بكثير.
ممارسة الطب سواء من خلال التمريض، التشخيص، الأسنان، التحاليل وغيرهم من التخصصات يدور في حلقات متتابعة، إذا قام أحد أعضاء تلك الحلقة بالخطأ سيتحمل المريض وحده آثار النتيجة التي ستحدث والتي قد تؤدي في الكثير من الأحيان الى موته.
لذا إذا كنت تود فعليًا الانخراط في هذا المجال عليك تجنب هذه الممارسات بشتى الطرق الممكنة، بالتأكيد جميعنا بشر وجميعنا نخطئ لكن حاول تجنب ذلك قدر الإمكان حتى لا يتحمل مريضك دفع ثمن أخطاء ليس له علاقة بها