أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (ديما نجم)

كشف علماء يوم الجمعة عن العثور على بيضة لطفيل البلهارسيا في مقبرة عمرها 6200 عام في سوريا، ما قد يمثل أقدم الشواهد على أن أساليب الري الزراعي في منطقة الشرق الأوسط، كانت المسؤولة عن تفشي هذا المرض.

يسبب داء البلهارسيا طفيل ينتمي للديدان المفلطحة يعيش في الأوعية الدموية والمثانة والأمعاء لدى العائل، ويمكن أن تؤدي الإصابة به إلى فقر الدم والفشل الكلوي وسرطان المثانة.

وفي اكتشاف جديد عثر فريق من علماء الآثار والسلالات البشرية على بيضة طفيل البلهارسيا فى منطقة الحوض والمثانة والأمعاء لرفات لشخص مصاب مدفون في منطقة تل زيدان شمال سوريا.
وبعد ان جمعوا عينات من رفات الرأس والقدم في مكان الدفن، وجدوا أن هذه العينات تحتوي هي الاخرى على بيض الطفيل، وأشاروا إلى أن التلوث به ليس حديث العهد.

وفى دراسة أوردتها دورية لانسيت للأمراض المعدية، قال الباحثون إن المرض ربما يكون قد استفحل فى اعقاب تطبيق نظام عتيق لرى المحاصيل فى حضارة بلاد الرافدين على ضفاف نهرى دجلة والفرات، وهى منطقة تشمل الآن أجزاء من العراق وإيران والكويت وسوريا وتركيا.

طفيل البلهارسيا قتل مئات الآلاف من الناس فى مصر منذ أيام الفراعنة، ومع مرور الزمن شاعت الإصابة به وصارت تمثل عبئا ومرضا متوطنا فى شتى أرجاء العالم، اذ تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 240 مليون شخص يصابون بالطفيل حول العالم، ويعد مرضا متوطنا فى 76 دولة حول العالم.

يشير الباحثون إلى أن دورة حياة البلهارسيا تشمل الانتقال من المياه الملوثة إلى البشر عن طريق الجلد، لتخترقه وتصل إلى الأوعية الدموية فى المثانة أو الكبد على حسب نوع الطفيل، ويمكن للدودة أن تعيش لما يقرب من 5 سنوات داخل الإنسان، وتتكاثر لتنتج البيض الذى ينزل مع البول أو البراز إلى المجارى المائية ويلوثها لتبدأ دورة عدوى جديدة.

وبحسب الباحثين فإن الطفيل يفرز مادة تشبه هرمون الاستروجين الأنثوي، تحفز نمو السرطانات عن طريق تسببها لتلف في الحمض النووى ويمكن الكشف عنها باختبار بول بسيط حيث توجد في بول ما يقرب من 93% من النساء المصابات.

يذكر ان أقدم بيضة لطفيل البلهارسيا كانت قد اكتشفت فى مومياء فرعونية مصرية عمرها 5200 عام.