دبي، الامارات العربية المتحدة، 19 فبراير 2014، الحدث –

“طفلة في الثامنة من العمر تشكو مدرستها من عدم تركيزها المستمر وتمردها على الواجبات المدرسية.. نصح المدرسون أباها بعرضها على طبيب نفسي فكانت المفاجأة أن اختبار الذكاء يؤكد أنها تتمتع بمعدل 154 أي فوق المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 90 و120.

المضحك المبكي أن وزارة التربية والتعليم طلبت “وثيقة رسمية” تثبت هذا الأمر، وفوجئ الأب بأن المكان الوحيد الذي يمكن أن يقدم اعتماداً رسمياً لاختبارات الذكاء هو “مستشفى الأمراض العقلية”.

هذه القصة كانت مدخلاً للتحقيق الميداني الذي أجراه برنامج “الشارع المصري” الذي تقدمه الزميلة ضحى الزهيري، ويذاع اليوم على “الحدث” الساعة التاسعة بتوقيت القاهرة، وخرج بنتائج مدهشة عن أحوال الأطفال العباقرة في مصر، والذين تقدر نسبتهم بين 3 و5% من أطفال المدارس في مصر.

ووفقاً لتقديرات الخبراء، يوجد في كل مجتمع ما بين 3 و5% من السكان لديهم نسبة ذكاء عالية، ولكن المشكلة أنه من بين 42 ألف مدرسة تنتشر في مصر لا يوجد إلا مدرستان فقط مخصصتان للأطفال مرتفعي الذكاء.

والمشكلة أيضاً أن نظم التعليم القائمة على التلقين لا تتيح الفرصة أمام أصحاب المواهب للابتكار وتنمية قدراتهم، ما يجعل هؤلاء الأطفال ذوي القدرات العقلية الفائقة عرضة لفقدان مواهبهم وقدراتهم، والأخطر من ذلك الإحباط أو الانحراف السلوكي وتوجيه ذكائهم إلى ما يضر المجتمع ولا ينفعه.

فكثير من المجرمين يتمتعون بمعدلات ذكاء مرتفعة، ولكن إحساسهم بالإحباط وعدم التقدير دفعهم لاستخدام ذكائهم في ما يضر المجتمع ولا يفيده، فإذا كان المجتمع المصري يوجد به 3% من مرتفعي الذكاء، فهذا معناه عدد يقدر بأكثر من 2.5 مليون مواطن عبقري، والمجتمع هو الذي يحدد مسار هؤلاء العباقرة بين أن يكونوا علماء أو أدباء أفذاذاً أو أو أن يكونوا مجرمين أفذاذاً.

وحاولت الجمعيات الأهلية تعويض النقص في المدارس المتخصصة، من خلال نادي المخترع الصغير، ولكنها تعاني من غياب الدعم الحكومي.