دبي، الامارات العربية المتحدة، 7 فبراير 2014، ايلاف –

درس علماء بيولوجيون هولنديون انتشار سرطان الغدة الدرقية باستخدام طائرة لمحاكاة انعدام الوزن في تدريب رواد الفضاء. وحين أخضع الباحثون الهولنديون خلايا درقية سرطانية الى 22 ثانية كانت خلالها قوة الجاذبية تقرب من انعدام الوزن باستخدام طائرة لتدريب رواد الفضاء وجدوا ان الجينات والبروتينات تتصرف تصرفا مختلفا. وعقد العلماء من المركز الأكاديمي لطب الاسنان في امستردام مقارنة بين نتائج تصرف الخلايا السرطانية مع خلايا مماثلة أمضت 10 ايام على متن مركبة شينزو 8 الفضائية الصينية عام 2011.  واكتشفوا ان جينات وبروتينات الورم الخبيث في خلايا الغدة الدرقية اصبحت أقل استفحالا منها على الأرض.
وكتب فريق الباحثين في دراستهم التي نُشرت في مجلة اتحاد العلماء الاميركيين للبيولوجيا التجريبية ان قوة الجاذبية يمكن ان تؤدي الى تغييرات في انتشار الخلايا السرطانية وتمايزها ومؤشراتها. واوضخ العلماء ان قوة الجاذبية تبدو من الوهلة الأولى ضعيفة بحيث لا تؤثر في اجسام بحجم الخلية وبالتالي فان رد فعل الخلايا على الجاذبية كان محيرا ومهما لفهم التغيرات البيولوجية التي تحدث في الفضاء.

انعدام الجاذبية لمعالجة السرطان

واضاف العلماء ان هذا يوفر بيئة فريدة لدراسة رد الفعل الميكانيكي الصادر عن الخلايا.  ولم يذهب العلماء الى حد التوصية بارسال مرضى السرطان في رحلات فضائية للعلاج ولكنهم يعتقدون ان دراسة رد فعل المرض في بيئة تتسم بانخفاض قوة الجاذبية الى حدود دنيا يمكن ان يحل الألغاز المتعلقة بتصرف الخلايا ويؤدي في النهاية الى طرق علاج أفضل.
ويأتي سرطان الغدة الدرقية بالمركز العشرين بين أكثر انواع السرطان انتشارا في بريطانيا مثلا ويشكل نحو 1 في المئة من اجمالي الاصابات بالسرطان ، كما افادت صحيفة الديلي ميل استنادا الى ارقام نشرتها مؤسسة ابحاث السرطان في بريطانيا عام 2010.
واوضحت وكالة الفضاء الاميركية ان الفضاء الخارجي يوفر ظروفا مثلى لدراسة الخلايا السرطانية لأن خلايا الجسم البشري تنمو عادة في هياكل مساندة قوامها البروتينات والكاربوهيدرات وبهذه الطريقة تحافظ الأعضاء والأورام على اشكالها ثلاثية الأبعاد.  ولكن الخلايا في ظروف المختبر تنمو مسطحة ذات بعدين وتنتشر في صفائح. ولأنها لا تستنسخ شكلها في الجسم فهي لا تتصرف بنفس الطريقة ، وهذا يسبب مشاكل للعلماء الذين يحاولون فك اسرارها.
اما في الفضاء فان الخلايا الموجودة خارج الكائن العضوي الحي يمكن ان تتشكل في مجموعات ثلاثية الأبعاد على غرار الشكل الذي تتخذه داخل الجسم. ويدرس العلماء تأثير قوة الجاذبية على الخلايا في ظروف تقرب من انعدام الوزن منذ سبعينات القرن الماضي.