دبي، الامارات العربية المتحدة، 27 اكتوبر 2013، وكالات

كشف فريق من الباحثين بجامعة كامبريدج عن معلومات جديدة ومثيرة للغاية بشأن أحد اِلاكتشافات الطبية التى ستحدث ثورة كبيرة فى علاج مرض السمنة، وستساهم كثيراً فى تطوير أدويةٍ جديدة. وتمكن الباحثون البريطانيون، وبعد أبحاث طويلة شملت 2101 شخصاً، من اكتشاف جين الجوع والمسئول الأول عن الإصابة بالسمنة، كشفت النتائج ُأن الأشخاص الذين يعانون من وجود طفرات وتحورات فى هذا الجين، غالباً ما يصبحون أكثرَ جوعاً وتثارُ شهيتهم بشكل أكبر، وكما أنه يؤثر على عملية التمثيل الغذائى ويقلل عملية حرق الدهون لديهم، مقارنة بالأشخاص الذين يحملون نسخ طبيعية من هذا الجين، ولذلك فقد يمكننا اعتباره المسئول الأول عن الإصابة بالسمنة.

وأكد الباحثون أن هذا الاكتشاف سيساهم فى فهم نشوء وتطور مرض السمنة منذ مرحلة الطفولة، وفهم آليتها، وخاصة أنه جين “KSR2” يعد هو المسئول عن عملية الاختلاف والتباين بين أوزان الأشخاص، وأنه سيفتح الباب نحو تطوير أدوية جديدة لعلاج هذه الحالة المرضية الشائعة.

جاءت هذه النتائج بالمجلة العلمية الشهيرة “Cell”، وذلك على الموقع الإلكترونى الخاص بها فى الرابع والعشرين من شهر أكتوبر الجارى.

هذا وتزيد السمنة من احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض، وخاصةً أمراض القلب، وسكري النمط الثاني، وصعوبات التنفس أثناء النوم، وأنواع معينة من السرطان، والفصال العظمي. وعادةً ما تنتج السمنة من مزيج من سعراتٍ حراريةٍ زائدةٍ، مع قلةٍ في النشاط البدني والتأثيرات الجينية. ذلك على الرغم من أن القليل من الحالات تحدث في المقام الأول بسبب الجينات، واضطرابات الغدد الصماء، والأدوية، والأمراض النفسية.

ويجب ملاحظة أن الدلائل على أن الأفراد الذين يعانون السمنة يأكلون قليلاً لكنهم يزيدون في الوزن بسبب بطء عمليات الأيض قليلةٌ؛ في المتوسط فإن فقدان الطاقة لدى الذين يعانون السمنة أكبر من نظرائهم الذين لا يعانونها بسبب الحاجة للطاقة من أجل الحفاظ على كتلة جسم متزايدة. ويتمثل العلاج الأول للسمنة في اتباع حميةٍ غذائيةٍ وممارسة التمارين الرياضية. ولتدعيم مثل تلك الأنشطة، أو في حالة خيبة عن هذا العلاج، فربما يكون من الممكن تعاطي أدوية التخسيس لتقليل الشهية أو لمنع امتصاص الدهون. إلا أنه في الحالات المتقدمة، يتم إجراء جراحةٍ أو يتم وضع بالون داخل المعدة للتقليل من حجمها و/أو تقليل طول الأمعاء، مما يؤدي إلى شبع مبكر وخفض القدرة على امتصاص المواد الغذائية من الطعام.

و تعد السمنة سبباً رئيسياً للموت يمكن الوقاية منه على مستوى العالم أجمع، وهي تشهد شيوعاً أو انتشاراً متزايداً بين فئات الراشدين والأطفال، وتعتبر السلطات السمنة واحدةً من أكثر مشكلات الصحة العامة في القرن الحادي والعشرين خطورة. ويُنظر إلى السمنة على أنها وصمةٌ في العالم الحديث (خاصةً العالم الغربي)، على الرغم من أنها كانت يُنظر إليها -وعلى نطاقٍ واسعٍ – على أنها رمز الثروة والخصوبة في عصور أخرى عبر التاريخ، وهو رأي ما زال سائداً في بعض أنحاء العالم.