الأمم المتحدة، 17 أغسطس 2013، رويترز -أعلنت الأمم المتحدة ان وباء شلل الأطفال المُعدي، ينتشر بكثافة في الصومال، خاصة مع غياب الأمن في البلاد وهو ما يعرقل احتواء المرض والسيطرة َ على انتشاره.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في بيان له ان مئة وخمس اصابات بشلل الأطفال على الأقل تأكدت حتى منتصف اغسطس اب الجاري، في هذا البلد الذي كان يُعَد خاليا من الفيروس منذ عام ألفين وسبعة ، مضيفا ان اربعة ملايين شخص تم تلقيحهم ضد المرض في عدد كبير من مناطق الوسط والجنوب منذ ظهور الفيروس مجددا في مايو/ ايار الماضي، لكن الوصول الى بعض المناطق يبقى صعباً جداً وتعذر تلقيح حوالي 600 الف طفل معرضين للاصابة به.
وأضاف ان هذه الارقام تجعل من هذا الوضع «اسوأ وباء في بلد لا يستوطن فيه المرض، وينتشر على الرغم من كل الجهود لتطويقه».
وأوضح المصدر نفسه ان «العجز عن الوصول الى كل هذه المناطق يبقى عقبة كبرى في طريق السيطرة على الوباء».
سجلت إصابات تيضا في كينيا المجاورة، حيث لجأ أكثر من نصف مليون صومالي معظمهم في مخيمات لا تتوفر فيها أي شروط صحية.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض المناطق التي ظهر فيه الفيروس تخضع لسيطرة حركة الشباب المتشددة. وكانت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية قد أعلنت الأربعاء انسحابها من الصومال لأسباب أمنية جعلت من المستحيل عليها تقديم المساعدات إلى السكان، بعد نشاط دام 22 عاما.
وفي بيانها، اعلنت اطباء بلا حدود “وقف كافة برامجها في الصومال”، موضحة ان “هذا القرار ياتي اثر تعرض فرقها لهجمات خطيرة في اطار تسمح فيها المجموعات المسلحة والسلطات المدنية بالاغتيالات والخطف والهجمات على العاملين في المجال الانساني، ان لم تكن تدعمها”.
وتشهد الصومال حربا أهلية ومحرومة فعليا من أي سلطة مركزية منذ سقوط الرئيس محمد سياد بري في 1991، وتسعى الحكومة الصومالية التي تشكلت في سبتمبر 2012 بدعم المجتمع الدولي إلى بسط نفوذ الدولة على أراضي البلاد.