دبي 26 تموز ( خديجة الرحالي – أخبار الآن )

أظهرت الإحصائيات الحديثة أن نسبة الإصابة بمرض السكري في المملكة العربية السعودية تصل إلى نحو 14% من عدد السكان وتبلغ نسبةُ الإصابة بالمرض بين الفئة العمرية لأكثرَ من ثلاثين سنة 29% .
وأوضحت الدراسات أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيثُ الإصابةُ بالنوع الأول من السكري وخاصة الأطفال .
يشار إلى أن وزارة الصحة السعودية انشات نحو ثمانية وعشرين مركزا خاصا للتوعية بمرض السكري وعلاجه.
وأوضح مدير مراكز ووحدات السكري بوزارة الصحة الدكتور محمد بن يحيى الحربي خلال مؤتمر صحفي عقده نخبة من أطباء الغدد الصماء وأمراض السكري بالرياض لمناقشة أحدث مستجدات علاج مرض السكري على الصائمين أن الدراسات أوضحت أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث الإصابة بالنوع الأول من السكري وخاصة الأطفال بشكل كبير، مفيداً أن النوع الأول من مرض السكري لا شأن له بنمط الحياة لأنه قد يولد الطفل مصاباً بالمرض.
وأضاف أن وزارة الصحة عندما استشعرت خطورة الموقف بدأت بخطوات أولها إنشاء مراكز متخصصة للسكري في جميع مناطق ومحافظات المملكة بلغت 28 مركزاً متوزعة في 13 منطقة و7 محافظات، يعمل منها حالياً 19 مركزاً وسوف تستكمل بقية المراكز، بهدف أن تكون مراكز متخصصة تقدم العلاج لمرضى السكري ومرجعية.
وبين أن الخطوة الثانية هي أن الوزارة وبدلاً أن يكون مرض السكري كحال بقية الأمراض في وزارة الصحة، فقد خصصت له إدارة خاصة قبل عام، مما يعكس مواجهة الوزارة لهذا التحدي.
وأضاف الحربي أن الوزارة ستعمل في العام القادم على تنفيذ الخطة الوطنية للمكافحة وعلاج السكري حيث تعمل على إنشاء وحدات يصل عددها بين 45 إلى 50 وحدة بحيث يكون في كل منطقة مركز متخصص ووحدات في المستشفيات، كما أن هناك نحو 76 استشارياً في الغدد الصماء والسكري في وزارة الصحة.
واستعرض الأطباء نتائج دراسة علمية صدرت حديثا، وشملت 1300 مريض يصومون في شهر رمضان، في عشر دول إسلامية هي: المملكة، الكويت، الإمارات، البحرين، سلطنة عمان، مصر، لبنان، إندونيسيا، بنغلاديش، باكستان، وأظهرت أن تناول عقار(فيلداجليبتين) أحد موانع إنزيم دي بي بي 4 أدى إلى انخفاض نسبة الإصابة بهبوط سكر الدم إلى 6%، مقارنة ببعض الأدوية الأخرى المحفزة لإفراز الأنسولين التي تعدت نسبة الهبوط عندهم إلى 21%.
وقال استشاري الغدد الصماء والسكري بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني الدكتور صالح الجاسر : إن دول العالم تصرف سنويا 471 مليار دولار على مرض السكري، كما أن الولايات المتحدة وحدها تنفق نحو 230 مليار دولار بمعدل 10 آلاف دولار للفرد الواحد، فيما تنفق المملكة حوالي 1500 دولار سنويا على المريض الواحد، أي حوالي ستة مليارات ريال تصرفها على مرض السكري، ويشمل المرض المنظور وغير المنظور.
وتابع أن نسبة الإصابة بالسكري في المملكة للفئة العمرية بين 20 و80 عاما وصلت إلى 23.4% في نهاية نوفمبر 2012 طبقا لإحصاءات الاتحاد العالمي للسكري، ليصل عدد المصابين إلى 3.4 مليون مصاب.
وأوضح الدكتور صالح الجاسر أن مرض السكري يصاحبه في الغالب خلل في وظائف أخرى كارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول، كما أنه كلما زاد ارتفاع ضغط الدم وزاد معدل الكوليسترول زاد معدل التسرب في الشرايين الإنتاجية وأدى إلى ضيقها وانسدادها.
وأضاف أن هناك عوامل كثيرة تتعلق بالصوم ومرض السكري وتحديد العلاج الأمثل ونمط الغذاء الأفضل، منها العمر والوزن وطبيعة العمل وطول فترة المرض ونوع السكري ووجود أي حالات أخرى مصاحبة تختلف من شخص لآخر.
وأفاد أن هذه كلها عوامل مهمة جداً في تحديد نوع العلاج الأمثل، فنجد أن البعض يمكنه السيطرة على مستوى السكر بالدم من خلال إتباع نظام غذائي مع المحافظة على الوزن الأمثل, في حين يحتاج البعض الآخر لاستخدام الأقراص أو حقن الأنسولين لتحقيق ذلك، وكل هذه العوامل لها أهميتها في تقرير مدى القدرة على الصيام بدون مشاكل.
وطالب استشاري الغدد الصماء و السكري بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بتفعيل دور مؤسسات المجتمع كلها، ومناقشة القضايا الاجتماعية والصحية، وسرعة إدراج الرياضة البدنية في المدارس لمواجهة خطر ارتفاع معدلات البدانة والإصابة بمرض السكري وتأثيره.
إلى ذلك أشار استشاري أمراض الغدد بالشئون الصحية بالحرس الوطني الدكتور يوسف الصالح إلى إنه ومع أن شهر الصوم ينبغي أن يقل فيه الأكل ويزيد العمل لكننا نرى أن كمية الطعام للأسرة الواحدة تزيد أربعة أضعاف فيما عداه من الشهور مع قلة في النشاط البدني مما يؤدي إلى زيادة في الوزن.
وتابع: “هناك عامل مهم لمريض السكر وهو ارتفاع درجة حرارة الجو في رمضان لهذا العام فهو وقت الصيف مع طول فترة الصيام إلى مايقارب أربع عشرة ساعة تقريباً”.
وشدد استشاري أمراض الغدد الصماء في مستشفى الملك خالد الجامعي الدكتور أنور الجماح من ناحيته على وجبة السحور وقال: “كلما أخر مريض السكري وجبة السحور كلما كان أفضل وأي إهمال لها قد يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم أثناء الصيام” كما شدد على أتباع السنة النبوية المطهرة في تعجيل الفطر ومن ثم أخذ علاج السكر سواء حبوباً أو أنسولين مع آذان المغرب وتجنب القيام بتمرينات رياضية أثناء الصيام وخصوصاً بعد العصر لتفادي انخفاض السكر.