الأعاصير تزداد حدة.. ما السبب؟

  • العواصف الحادة ستصبح أكثر شيوعاً مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب
  • الإعصار إيدا غذته المياه الأكثر دفئاً من المعتاد في خليج المكسيك

نشرت شبكة “CNN” الأمريكية تقريراً جديداً أشارت فيه إلى أنّ تغير المناخ يؤدي إلى جعل الأعاصير أقوى وأبطأ وأكثر رطوبة وأعمق خطورة أيضاً.

وفي ظل ذلك، فإنها ستبدأ الأعاصير بإنتاج المزيد من الأمطار وتتحرك بشكل أبطأ بمجرّد الوصول إلى اليابسة وتولد عواصف أكبر على طول الساحل.

وكان إعصار إيدا مثالاً رئيسياً على تلك التغييرات، ويقول العلماء إن عواصف مثل هذه ستصبح أكثر شيوعاً مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وأدى الإعصار إيدا، الذي غذته المياه الأكثر دفئاً من المعتاد في خليج المكسيك، إلى تدمير المنازل واقتلاع الأشجار وقطع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص.

ومع هذا، فقد ضرب إيدا مسيسيبي وولاية لويزيانا الأمر الذي ترك أضراراً كبيرة، ويقول المسؤولون هناك إنهم يتوقعون زيادة عدد الضحايا جراء الاعصار في الأيام المقبلة.

وتزداد حدّة الأعاصير التي تسمى أيضاً الأعاصير المدارية أو الأعاصير خارج أمريكا الشمالية بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيط، والتي أظهرت الدراسات أنها امتصت ما يقرب من 90% من الحرارة الزائدة على كوكب الأرض المحتبسة بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي ينتجها الإنسان.

كذلك، كشفت دراسة جديدة أنّ كوكب الأرض أصبح يختزن في غلافه الجوي منذ عام 2005 كميات كبيرة من الحرارة بصورة غير مسبوقة ومثيرة للقلق، مما أدى إلى تضاعف اختلال الطاقة الأرضية خلال 14 عاماً فقط في الفترة ما بين عام 2005 و2019.

ومع ارتفاع حرارة الكوكب، تزداد قوة العواصف، وقد خلص تقرير الأمم المتحدة الأخير بشأن تغير المناخ أنّ النسبة العالمية للأعاصير التي تتراوح من الفئة 3 إلى 5 – أكثر العواصف شدة – قد ازدادت على مدى العقود الأربعة الماضية بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات بسرعة.

ومقابل كل درجة إضافية من الدفء، يقول العلماء إن نسبة الأعاصير الشديدة ستستمر في الارتفاع، ولكن من المتوقع أيضاً أن تزداد حدة أحداث الأمطار الشديدة بنحو 7%.

وقبلَ وصوله إلى اليابسة، يوم الأحد الماضي، مرّ إعصار إيدا بفترة من تكثيف واشتداد، إذ ازدادت رياحه القصوى المستمرة بمقدار 65 ميلاً في الساعة في غضون 24 ساعة فقط.

ويعرف العلماء التكثيف السريع وهي عملية كانت نادرة تاريخياً، على أنها زيادة قدرها 35 ميلاً في الساعة في 24 ساعة أو أقل، لكن إعصار إيدا تجاوز هذا الحد تقريباً.

وفي ظل كل هذا المشهد، فإنّع مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري، تجددت صرخة العلماء باتجاه الحكومات للعمل على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بسرعة أو مواجهة الآثار الأكثر كارثية لأزمة المناخ.

شاهد.. الإعصار إيدا يطيح بسقف مستشفى في جاليانو بولاية لويزيانا في الولايات المتحدة