• “مقابر جماعية” لسيارات الأجرة المتوقفة منذ شهور
  • نصف سيارات الأجرة في العاصمة والمحافظات المجاورة متوقفة
  • عربات التوك توك التايلاندية الشهيرة تحنّ إلى مجدها الغابر

تكتظ المئات من عربات التوك توك التي تشتهر بها تايلاند في مواقف أشبه بمقابر ضخمة بسبب غياب الزبائن، إذ تشهد الدولة الآسيوية ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا ولا تزال مغلقة بدرجة كبيرة أمام السياح.

وتغطي طبقة سميكة من الغبار عشرات عربات التوك توك المتوقفة عن العمل منذ شهور والمركونة تحت طريق سريعة في العاصمة التايلاندية، ووحدها ألوانها الفرحة تذكّر بمجدها الغابر، إذ كان الملايين من سكان بانكوك والسياح  يستخدمونها في تنقلاتهم قبل الجائحة.

ويقول ويتشاي سوباترانون الذي يملك في العاصمة التايلاندية مرأباً لتأجير هذه العربات إن مدخوله “انخفض بنسبة 95 في المئة”.

وأضاف “95 في المئة من سائقينا لم يتحملوا وطأة الجائحة وعادوا إلى مدنهم”.

 

تايلاند استقطبت نحو 40 مليون زائر أجنبي عام 2019

 

وأعيد فتح عدد قليل فقط من الجزر الجنوبية في الأسابيع الأخيرة للسياح الذين تلقوا اللقاح، لكن القيود الكثيرة التي فرضتها السلطات على الدخول والإقامة تثني معظمهم عن الذهاب إلى هذه المناطق.

وتشهد تايلاند ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين، كما فُرض حظر تجول ليلاً على سكان العاصمة البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة، فيما دعتهم السلطات كذلك إلى تجنب التنقلات نهاراً.

ويعلّق ويتشاي سوباترانون قائلاً “الوضع سيئ فعلاً بالنسبة إلينا هذه المرة”.

ويشرح أن “غالبية المصابين من الطبقات المحتاجة”، كسكان أحزمة البؤس والباعة الجائلين، وغالبية من يستخدم عادة التوك توك للتنقل هم المنتمون إلى هذه الفئات.

وحتى القلّة من السائقين التي لا تزال تعمل تعاني وضعاً صعباً. ويشكو سومساك بونتوك (57 عاماً) أنه لم يعد يكسب سوى “ما بين ستة وتسعة دولارات في اليوم” بعدما كان دخله يقارب الثلاثين قبل الأزمة، مشيراً إلى أن هذا المبلغ “يكفي لدفع تكاليف البنزين ليس إلا”.

ويقول “قريباً، لن أعود قادراً على دفع بدل الإيجار،  وسأضطر إلى أن أسكن بالدين” من المالك.

ويضيف “أرغب في اعتزال هذه المهنة، لكني تقدمت في السن، وبالتالي لن يوظفني أحد في أي مكان آخر”.

 الضرر لا يقتصر على عربات التوك توك

ثمة مئة ألف موظف في قطاع النقل باتوا عاطلين من العمل، وتقتصر نسبة الحافلات السياحية التي تزال تعمل على عشرة في المئة من أصل 40 ألفاً، في حين أن نصف سيارات الأجرة البالغ عددها نحو 20 ألفاً في العاصمة

والمحافظات المجاورة متوقفة، بحسب رئيس اتحاد مقدمي خدمات النقل  لواسوشيت سوفونساثيان.

ويوضح أن “المساعدات المالية التي خصصتها السلطات لا تصل إليهم، وبالتالي فإن شركات كثيرة في القطاع على وشك الإفلاس و 50 في المئة من السائقين اتجهوا من الآن إلى مهن أخرى”.

وتعرضت الحكومة التايلاندية لانتقادات واسعة بسبب إدارتها الاقتصادية للأزمة وبطء تنفيذ حملة التلقيح. إذ لم تشمل بشكل كامل إلى الآن سوى 5 في المئة من 70 مليون نسمة.