الضحك.. وسيلة نجاة قد لا يدركها البعض
- الضحك مرتبط برفاهيتنا الجسدية والعاطفية والعقلية
- يُعتقد أن الضحك قد تطور كشكل من أشكال الترابط الاجتماعي في الحيوانات
- الضّحك تطور لدى البشر كإشارة اتصال
- الضحك يمكن أن يسهل على الأزواج التواصل والحفاظ على روابط العلاقة
يحب الجميع الضحك من وقت إلى آخر، والعلم يدعم هذا الشعور أيضاً، إذ أن الدراسات أظهرت أن الضحك مرتبط برفاهيتنا الجسدية والعاطفية والعقلية، حتى أنه مرتبط بعلاقاتنا.
وثمة أشياء عديدة قد لا نعرفها عن الضّحك الذي يعتبر أحد أبرز التعابير الإنسانية الرائعة.
حقائق عن الضحك
الضحك وسيلة نجاة
يُعتقد أن الضحك قد تطور كشكل من أشكال الترابط الاجتماعي في الحيوانات وكطريقة للتعبير عن النية المرحة، حيث تضحك العديد من الثدييات عندما تتعرض للدغدغة.
إلا أن الإنسان البشري لا يحتاج إلى محفز جسدي للضحك، رغم أننا لا نستطيع عدم الضحك عندما نشعر بالدغدغة.
وقالت جانيت جيبسون، وهي أستاذة في علم النفس المعرفي بكلية جرينيل في ولاية أيوا، إن الضّحك تطور لدى البشر كإشارة اتصال.
وأضافت: “لطالما كان الضّحك إشارة خارجية يمكنها إخبار المجموعة بأن كل شيء على ما يرام، ويمكننا الاسترخاء. ليست هناك حاجة للقلق أو الشعور بالتهديد بسبب ما يحدث من حولنا. وبالتالي ستكون هذه حقًا أداة نجاة رائعة لمجموعات من البشر”.
وبحسب شبكة “CNN“، يعتقد علماء الأنثروبولوجيا أن الضحك هو أمر عالمي، لكن هذا لا يعني أن كل ثقافة تجد نفس الأشياء مضحكة.
ويعد الضحك عملية معقدة بشكل مدهش، حيث تشترك في مناطق متعددة من الدماغ والجسم. كذلك، يُعتقد أن الفص الأمامي يساعدك على تفسير الأجزاء المختلفة من المعلومات التي تتلقاها، سواء كانت أصوات أو صور، ثم يقرر ما إذا كانت مضحكة أم لا.
بدورها، قالت صوفي سكوت، أستاذة علم الأعصاب الإدراكي في كلية لندن الجامعية، إن الضّحك يمكن أن يمنحك إحساساً مسكناً للألم.
وبمجرد ما أن تضحك، ينخفض مستوى الأدرينالين لديك. وعلى مدى فترة زمنية أطول، تنخفض مستويات هرمون التوتر الكورتيزول.
وعلى هذا النحو، يمكن أن يحسن الضّحك من مزاجك ويجعل استجابتك الجسدية والعاطفية للتوتر أقل حدة. وتضيف سكوت: “أنت أكثر استرخاءً، وأقل توتراً، ولديك شعور لطيف بالحيوية”.
الأزواج الذين يضحكون معاً يظلون معاً
واقترحت دراسة أجريت على الأزواج في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، لأكثر من 150 علاقة طويلة الأمد بدأت في عام 1989، أن الضّحك هو “الغراء الذي يُبقي الناس معاً”.
ووجد فريق الدراسة بقيادة أستاذ علم النفس، روبرت ليفنسون، أن الأزواج الراضين يضحكون أكثر من الأزواج غير الراضين.
وفي إحدى التجارب، طُلب من الأزواج مناقشة مشكلة أو صراع في علاقتهم أثناء تصويرهم بالفيديو، وقام جهاز كشف الكذب بقياس علامات فسيولوجية وعاطفية مختلفة.
وكان الضّحك خلال المحادثة المجهدة مرتبطاً بأن المشاعر تصبح أكثر إيجابية، بحسب “CNN”.
ولهذا، تقول سكوت إنّ الضّحك يمكن أن يسهل على الأزواج التواصل والحفاظ على روابط العلاقة.
كذلك، يمكن أن يكون الضحك غير اللائق أحياناً علامة على وجود خطأ ما في الإدراك. ووجدت إحدى الدراسات أن إحدى العلامات المبكرة للخرف هي إحساس متغير بالفكاهة والضحك في لحظات غير مناسبة.
وبالإضافة إلى ذلك، لا يصاحب الضّحك دائماً المشاعر الحقيقية، بل يمكن أن يكون أيضاً للعرض الاجتماعي. وعليه، سيستخدم الناس الضّحك لنزع فتيل المواقف العصيبة أو المزاح لكسر الجليد.
ومن المرجح أن يحدث الضّحك بصحبة الآخرين 30 مرة أكثر مما يحدث عندما يكون المرء بمفرده. ومع هذا، فإن الضّحك مُعدي، فمن المرجح أيضاً أن تضحك إذا سمعت شخصاً آخر يضحك.
وقالت جيبسون: “إنها مجرد أداة في خزانة الأدوية الخاصة بك والتي تساعدك على الشعور بالتحسن، وأود أن أقول إنها مجانية.. تعتبر أداة رائعة لاستخدامها ويجب عدم الاستغناء عنها على أنها سخيفة أو لا قيمة لها”.