اللاجئة السورية تعلمت التطريز للصمود أمام التحديات
عندما فرت من الحرب في سوريا إلى مخيم برج البراجنة في لبنان عام 2013، فقدت اللاجئة السورية فاطمة خليفة كل شيء تقريبا.
وبعد ذلك بأكثر من سبع سنوات تساعدها تقنية تطريز بسيطة من التراث الفلسطيني، تعلمتها في فصل للفنون، هي وأكثر من 30 امرأة أخرى على الصمود أمام المصاعب المتعددة التي يواجهنها في لبنان.
وتأمل فاطمة، مؤسسة استديو سما للتطريز الفلسطيني والمشاركة في مشروع تطريز مشترك اسمه (إل.في.بي وسما)، في أن يساعدها تعاونها الأخير في فتح الأبواب الموصدة أمامها ومطرزات أخريات سوريات ولبنانيات وفلسطينيات من أجل البقاء والتوسع.
وبدأ ذلك التعاون منذ سبعة أشهر، بعد وقت قصير من انفجار بيروت الذي نجت منه المصممة البريطانية السويسرية، لاريسا فون بلانتا، المتعاونة حاليا مع فاطمة بمغادرتها المدينة قبل يومين من حدوثه.
وجاءت فون بلانتا (27 عاما)، خريجة قسم التصميم المستدام بكلية سنترال سانت مارتن للتصاميم والفنون، بهذه الفكرة عقب الانفجار المدمر عندما كان الناس في أنحاء العالم يبحثون عن صيغة لتقديم يد العون للبنانيين.
وابتكرت فاطمة والنساء التصميم بمساعدة فون بلانتا التي تتصل بهن عدة مرات في اليوم للتحقق من إحراز تقدم. وفي بعض الأحيان تكتب العميلات الألوان التي يفضلنها للتطريز أو مكان وضع التصميم على قطعة الملابس المستعملة التي يرغبن في إعادة تدويرها، وبخلاف ذلك فهذا التطريز إبداع خالص.
اللاجئة فاطمة تسعى لتطوير عملها في المؤسسة
ولم يوفر المشروع بعد دخلا يُعوّل عليه ومستداما للمرأة. وتقول فاطمة إن هدفها هو الوصول إلى دخل لا يقل عن 100 دولار أمريكي لكل امرأة شهريا لكنهن لم يحققن ذلك بعد.
ومنذ أغسطس آب 2020 حتى الآن بلغ إجمالي دخل المشروع من 150 قطعة أُعيد تدويرها 5505 دولارات للنساء وفون بلانتا.
فمع جائحة فيروس كورونا التي تعطل النقل العالمي والأزمة المالية والاقتصادية في لبنان، لا يزال المشروع في مراحله المبكرة بهدف ضمان ثلاث شحنات كل عام لتوفير دخل منتظم.
ومع ذلك تقول اللاجئة السورية فاطمة، إن العمل يعطيها أفضل إحساس في العالم، حرية التصميم.
وطبقا لوتيرة عمل كل امرأة وحجم التصميم، يمكن أن يستغرق تطريز كل ثوب بين أسبوع إلى عشرة أيام ليكتمل.
وبعدها يُرسل الثوب إلى التنظيف الجاف قبل إعادة إرساله عبر البريد إلى صاحبته كقطعة ملابس مُعاد تدويرها بقصة جديدة ترويها.