أخبار الآن | الموصل – العراق (منهل الكلاك)
طفل لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره لكنه بشجاعة رجل حارب الفكر المتطرف على طريقته الخاصة، حيث حرم من ارتياد المدرسة بسبب مضايقات عناصر داعش وتغيير المناهج الدراسية التي تزرع الفتنة والتفرقة بين أبناء العراق.
ووجد بلال وقتا كبيرا بعد حرمانه من الاستمرار بالتعلم في المدرسة، عندها قرر ان يتعلم الغناء بنغم المقامات الطربية التي عرفت بها مدينة الموصل، وهو يعلم ان عقوبة داعش لمن يغني تصل لحد الاعدام لكنه اصر ان يتعلم لتيقنه بان لابد ان يدحر النور الظلام يوما ما.
وبعد ان تحررت الموصل واخواتها من براثن الإرهاب وعادت الحياة الى طبيعتها، حيث فتحت أبواب كثيرة امام ذلك الطفل بلال ليشارك ويحرز مراكز متقدمة في اغلب المسابقات والمنافسات التي بدأت تعود لهذه المدينة التي عرفت بمكانتها الفنية والثقافية بين الدول مستكملة محاربة الفكر الضال بكل ما أوتيت من علم وفن وادب لتنفض عن نفسها غبار الحزن قبل غبار الدمار.
وتمكن عناصر داعش من تدمير جامعات ومدارس ومكتبات ومسارح الموصل لكن لم يتمكنوا من تدمير العقول التي كانت ولا زالت مستمرة بالتقدم الى ما لا نهاية لتواكب العالم بتطوره العلمي والثقافي بالرغم من انها تحملت وزر حرب فاقت بضحاياها ودمارها اكبر مدينة تعرضت لويلات حرب عالمية.