أخبار الآن | حلب – سوريا (REUTERS)

لم يكن عبد المولى إبراهيم تجاوز العام السادس عشر من عمره، عندما تسلل إليه إحساس بأن حياته انتهت. كانت سيارته تجتاز نقطة تفتيش في شمال سوريا، واخترقت رصاصة طائشة ساقه اليسرى، فكسرت عظامها واضطر الأطباء لبترها من فوق الركبة. كانت أسرته معه بنفس السيارة.

قال إبراهيم، الذي أصبح الآن شابا في الرابعة والعشرين، إنه أحس في تلك اللحظة بأنه “كرهان حالي وحياتي”.

وأوضح “عام ٢٠١٢ تعرضت لإصابة، هي الإصابة أدت لبتر رجلي من فوق الركبة.. بالفترة الأولى كنت كتير متضايق وكرهان حالي وحياتي ويعني نفسيتي كتير تأزمت”.

لكن نظرته للحياة تغيرت بعد تركيب ساق صناعية مكان الجزء المبتور.

كان ذلك التطور مصدر إلهام للشاب، الذي يعيش في مدينة الباب قرب حلب، لكي يحصل فيما بعد على شهادة أخصائي علاج طبيعي متخصص في الأطراف الصناعية.

يعمل إبراهيم الآن في مركز الباب للأطراف الصناعية، الذي تموله جمعية (يد في يد من أجل المساعدة والتنمية) وهي جمعية خيرية مسجلة في المملكة المتحدة وتقدم المساعدات الطبية في جميع أنحاء سوريا.

يصمم إبراهيم الأطراف الصناعية ويطورها، معتمدا على رصيد تجربته الخاصة، ويقدم العلاج الطبيعي ويجري الحوارات والأحاديث بهدف تشجيع مبتوري الأطراف الآخرين الذين يزورون المركز.

وقال “صار لي سبع سنين بشتغل بهاد المجال. قدرت إني أخدم عدد كتير كبير من الناس، من خلال تجربتي، من خلال خبرتي بهاد المجال كمصاب وكمعالج لهذا الأمر. الحمد لله كان كتير في حالات تجاوب معي بسبب إنه أنا مريت بالحالات والصعوبات إلي مروا فيها الأشخاص إلي متلي”.

وشرح الدور الذي يقوم به في المركز. وأوضح “دوري هو تركيب أو تصنيع الطرف الصناعي من أول مرحلة لآخر مرحلة، وملاءمته وتدريب المريض أو المستفيد عليه”.

وقال عبد الرحيم خلوف، مدير مركز الباب للأطراف الصناعية والجبائر، إن عشرات الآلاف فقدوا أطرافهم في شمال البلاد بسبب الحرب متعددة الأطراف المستمرة منذ تسع سنوات.

وأضاف “في كمية كتير كبيرة من الأشخاص المبتورين حاليا في الشمال بشكل عام، عدد كتير كبير أكبر مما تتصور. الأهم من كل شي إنه بعد تركيب الطرف، فكرة دمجهم في المجتمع، عبد المولى ممكن يعطي فكرة لأي واحد مبتور أو أي واحد مركب طرف إنه كيف يقدر يرجع يطور حاله يرجع يقوون حاله من لا شيء”.

ويشير تقرير نشره صندوق الطوارئ الدولي للطفولة التابع للأمم المتحدة في عام 2018، إلى أن أكثر من 1.5 مليون سوري يعيشون الآن بإعاقات دائمة سببها الصراع، بما في ذلك 86 ألفا فقدوا أطرافهم.

ويضيف التقرير أن هناك كثيرين يتألمون لعجزهم عن الحصول على الرعاية الطبية أو الدعم النفسي، ويتعرض كثيرون منهم للإقصاء من مجتمعاتهم.

قال إبراهيم، الذي تزوج مؤخرا، إنه يحلم الآن بمواصلة تعليمه في الخارج لاكتساب المزيد من المعرفة لمساعدة مبتوري الأطراف الآخرين.