أخبار الآن | غارنيتش – رومانيا (أ ف ب )
لا شيء يمنع ألويس وجوزيف من شراء الخبز والطحين من أي متجر، لكنهما يصرّان على أن تكون لقمة عيشهما نتاج طواحينهما المائية الرائعة الجمال، فيمدّان هذه الآلات التي يبلغ عمرها مئات السنين بالقمح، مما يجعلهما من بين قلّة لا تزال تستخدمها رومانيا.
في بلدة غارنيتش في جنوب غرب رومانيا، يصر قلة من القرويين على كسب عيشهم من الطواحين المائية التي يبلغ عمرها مئات السنين، والتي بات استخدامها نادراً جداً.
و يقول المزارع جوزيف كابيتش: الطواحين تعتمد على غزارة المياه. وإلإ فهي لن تعمل. فكّرنا حتى في استعمال الكهرباء لتشغيلها، لكننا نسكن بعيداً ونحتاج إلى سِلكٍ طويل.
وتتوزع الطواحين القديمة على امتداد مجاري المياه في هذه المنطقة التي يمرّ فيها نهر الدانوب في مقاطعة بانات، حيث كان كل طاحون ملكاً مشتركاً لعدد من العائلات.
وأفرغت الهجرة من الريف منطقة غارنيتش التي كان المستوطنون من بوهيميا أول من سكنها قبل نحو 200 عام. ولم يعد عدد سكان المنطقة اليوم يتجاوز 230 نسمة، لتصمت بالتالي أصوات حجارة الطحن التي تجرش البذار الذهبية.
و قال المزارع ألويس نيميتشيك: لا أظن أن الجيل الجديد سيشغلّ الطواحين. ومن هم أكبر سناً باتوا اليومَ يشترون الخبز في حين كانوا يُعِدّون خبزَهم الخاص منذ مدة. لذا أظنّ أن الطواحين ستبقى للزينة فقط.
وقد أطلقت جمعية محلية مشروعاً لترميم هذه الطواحين وإدراجها ضمن مسار سياحي، حرصاً منها على حفظ هذا الإرث الذي تراه قيّماً.