أخبار الآن | الولايات المتحدة – vice – BBC
خلال الاحتجاجات القائمة في الولايات المتحدة الأمريكيّة، عقب وفاة المواطن الأمريكي من أصولٍ أفريقيّة جورج فلويد على يد الشرطة الأمريكية في 25 مايو/أيار، لم تكن منصّات مواقع التواصل الإجتماعي محصورةً فقط بالحملات المناهضة للعنصريّة، ولم تكن منصّة فقط للأشخاص المنتفضين لأجل فلويد، بل كانت أيضاً مساحة للعديد من أفراد الشرطة الأمريكية، الذين بادروا إلى نشر محتوى عبر الإنترنت يعزّز العنصريّة، ويُصوّب السهام باتجاه التظاهرات والإحتجاجات، والأمرُ هذا استدعى تدخلاً من إدارات الشرطة التي عملت على إقصاء وعزل هؤلاء العناصر.
ففي 1 يونيو/حزيران، جرى عزل الشرطي هانتر بيكويذ من قسم شرطة نيويورك، وذلك بعد نشره منشوراً عبر “انستغرام”، ذكر فيه أن “السود يهتمون فقط بحياة بعضهم عندما يقتلهم شخص أبيض”. وفي 3 يونيو/حزيران، تمّ طرد تومي ماكلاي من قسم شرطة دنفر، إثر نشره صورة لنفسه إلى جانب ضابطين آخرين، وهم يرتدون سترات وخوذات مضادة للرصاص، وأرفقها بتعليق جاء فيه: “لنبدأ أعمال الشغب”. وهنا، اكّدت إدارة الشرطة أنّ المنشور يتعارض مع قيمها”.
كذلك، يواجه شرطيّ في ولاية ميسوري الأمريكية، الطرد من وظيفته بسبب منشورات وصفت بأنها “متهورة وغير ملائمة” عبر “فيسبوك”، وقال في إشارة إلى فلويد: “إذا كنت تتحدث، فأنت تتنفس”.
وفعلياً، فإن السلوك العنصري عبر وسائل التواصل الإجتماعي ليس بالأمر الجديد لدى أفراد قوة الشرطة الأمريكيّة. ووفقاً لتقرير سابق نشره موقع “BuzzFeesNews” حول مشروع “Plain View Projcet”، وهو قاعدة بيانات لمحتوى “فيسبوك” العام المنشور عبر ضباط الشرطة في الولايات المتحدة، فقد تبيّن أنّ “1 من كل 5 ضبّاط شرطة حاليين و 2 من كلّ 5 ضباط شرطة متقاعدين سابقين في جميع أنحاء البلاد، نشروا مادّة مسيئة تظهر التحيّز للعنف أو تستخدم لغة لا إنسانية”.
وفي الكثير من الأحيان، فإنّ العنف الذي تقوم به الشرطة بحق المواطنين السود، يتمّ ردّه إلى “عنصر سيء”، أي رجل شرطة عنصري وغاضب، يمكن أن ينفعل بشكل غيرِ مبرر خلال أداء واجبه. ولذلك، وفي إطار سعيها للتخلص من هكذا عناصر، عمدت بعض أجهزة الشرطة إلى طرد العناصر التي اعترفت بتبنيها لأفكار عنصرية جهراً. ففي أواخر تموز/ يوليو الماضي، طردت شرطة مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا 13 من عناصرها الذين كانوا قد نشروا مداخلات عنصرية تدعو إلى العنف في منصات التواصل الاجتماعي، ولكن ذلك لم يحصل إلا بعد أن فضحت جماعة حقوقية تلك المداخلات.
ويقول المراقبون أنّ نشر عناصر الشرطة للتعليقات والمنشورات المسيئة، قد تزيدُ من الحساسية والحدّة بينهم وبين المواطنين، وهو الأمر الذي يفرِض تدخلاً من إدارات الشرطة لتعزيز الرقابة على حسابات العناصر عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وهي الخطوة التي قد تعتبر جزءاً من عملية الإصلاح المطلوبة داخل أجهزة الشرطة الأمريكية.
تحقيق جديد في الولايات المتحدة حول وفاة رجل أسود خنقاً أثناء توقيفه في مارس الماضي
فتحت سلطات ولاية واشنطن يوم الأربعاء تحقيقا جديد بشأن وفاة رجل ذي بشرة سمراء خنقاً خلال توقيفه على يد افراد الشرطة في شهر آذار/مارس الماضي ، فيما كان يشكو من عجزه عن التنفس، كما حصل مع جورج فلويد في مينيابوليس الشهر الماضي.
مصدر الصورة: getty
للمزيد: