أخبار الآن | الصين – FRANCE 24
تعتبر صناعة البخور في منطقة يونجتشون الصينية، حرفة تتناقلها الأجيال عبر الزمن. ففي تلك المنطقة الجبلية الواقعة في مقاطعة فوجيان، تنتج نحو 300 شركة عائلية قديمة، كمية كبيرة من البخور، تحرق في كل أنحاء آسيا.
ففي مزيج متناغم من الألوان، يغمس عشرات العمال عيدان الخيزران الرفيعة في خليط من الأعشاب والتوابل وبودرة معطرّة، قبل وضعها في الشمس لتجفيفها. وتعتبر هذه الفترة من السنة مهمة جداً لسكان هذه المنطقة الذين يصدّرون منتجاتهم إلى أماكن كثيرة حول العالم.
ويعمل ما لا يقل عن 30 ألف شخص في حرفة صناعة البخور، الذي يحتاج إنتاجه إلى 18 مرحلة، ويتطلب عملاً متواصلاً على مدار 24 ساعة. وبعد يوم طويل من العمل، ينتهي المطاف بالعمال مزينين بالبودرة الملونة، ويبدون كأنهم هم عيدان البخور.
ومن المقرّر يوم 25 يناير/كانون الثاني أن تحرق عشرات الملايين من عيدان البخور في المعابد البوذية أو الطاوية؛ مع الاحتفال بالعام الصيني الجديد، وهذا التقليد يرمز إلى وصول صلوات المؤمنين إلى السماء.
ومن بين العائلات العاملة في هذا المجال، عائلة هونج تشونجسن، التي تعيش في بلدة دابو الصغيرة في قلب مقاطعة يونجتشون، هذه الصناعة من جيل إلى آخر. وقال هونج: “صنع البخور مهم جداً لعائلتي، وهو ليس مجرد وظيفة، بل هو أيضاً محاولة للحفاظ على حرفة الأجداد وتقليد ديني”.
من جهتها، قالت لي تشوتشن (57 عاماً) والتي تعمل في هذه المنطقة حيث الطقس متقلب، وهي تنشر عيدان البخور لتجف: “أنا تحت رحمة الأحوال الجوية”.
ورغم الحاجة إلى أتمتة بعض جوانب هذه الصناعة، يصر هونج البالغ 31 عاماً على مواصلة القيام ببعض المهمات يدوياً، بما في ذلك الصباغة والتجفيف. ويقول: “بخور يونجتشون فريد من نوعه، إذ إنه يتميز بملمس ورائحة معينين. إنه فن بحد ذاته، ويمكن أن يؤدي تغيير بسيط في طريقة الإنتاج إلى تعديل الجودة”.
مصدر الصور: afp
للمزيد: