أخبار الآن| لندن – المملكة المتحدة (وكالات)
يحتفي البريطانيون اليوم بذكرى مرورِ مئةٍ وخمسةٍ وعشرين عاماً على تدشينِ جسر البرج “تاور بريدج” في لندن، أشهر جسور العاصمة البريطانية.
ويُعتبر هذا الموقع الذي يُسهل التعّرف إليه ببرجيه المتقابلين، ومنصته الوسطى التي تُـفتح لإتاحةِ عبور السفن
من أبرزِ معالم العاصمة البريطانية، لكن كان من الممكن أن يكون الوضع مختلفاً تماماً. فهذه التحفة المعمارية الأشبه بقصورِ قصص الخيال والمعلّقة فوق المياه، كانت أحد المشاريع الـخمسين التي طُرحت في القرن الـتاسعَ عشر لعبورِ نهر التايمز مع إتاحةِ مرور السفن.
ويقول كريس إيرلي، المسؤول عن سير الأعمال في الجسر: “أثيرت أفكار شديدة التنوّع البعض منها غريب عجيب”.
وكان أحد المشاريع يقوم على إنشاء شبكة طرق بشكل لولبي، “كما الحال اليوم في مواقف السيارات”، توصل في جزئها العلوي بجسر، بحسب إيرلي.
وطرح مشروع آخر فكرة ممرّ منحدر قبل الجسر بكثير، لكن تبيّن أن الخيول التي كانت تجرّ العربات كانت تنهك قبل بلوغها القمّة.
ومن بين المشاريع الأخرى التي رفضت، جسر دوّار أو نفق. ووقع الخيار في نهاية المطاف على مشروع جون وولف باري وهو جسر يفتح في الوسط مع قاعدة متينة في أسفل البرجين لتثبيت سطحه.
وتعرض، الأحد، في جسر “تاور بريدج” مخططات أولية لمشاريع بديلة، ويتجول ممثلون متنكّرون بأزياء عمال ومهندسين وشخصيات من العصر الفكتوري لمحاكاة الأجواء السائدة في تلك الحقبة، كما ستنظم حفلات موسيقية.
واستغرق بناء الجسر 8 سنوات، وافتتحه في 30 يونيو/حزيران 1894 الأمير ألبرت إدوارد، الذي نُصّب ملكاً سنة 1901 تحت اسم الملك إدوارد، وزوجته ألكسندرا.
وكلف هذا المشروع حوالي 1.6 مليون جنيه إسترليني، ما يعادل اليوم 200 مليون جنيه إسترليني (250 مليون دولار)، وقد طالته انتقادات كثيرة، إذ اعتبر النقاد أن أسلوبه القوطي الفكتوري قديم الطراز، إلا أنه أصبح سريعاً من أكثر معالم لندن إثارة للإعجاب.
وفي عامه الأول، فُتح الجسر الذي كانت منصته تحرّك بواسطة محرك بخاري أكثر من 6 آلاف مرة سنوياً، أما اليوم، فيُفتح هذا الجسر الذي تعمل منصته حالياً على المازوت والكهرباء حوالي 850 مرة سنوياً بشكل رئيسي للسفن السياحية التي يتوجّب عليها تقديم إخبار عن وصولها قبل 24 ساعة.
ويمتد “تاور بريدج” على حوالي 250 متراً، ويبلغ ارتفاع برجيه 65 متراً، ويمر عليه أكثر من 40 ألفاً من المشاة، و21 ألف مركبة يومياً.
ويقول إيرلي: “لا مثيل له في العالم. إنه هيكل مؤلف من الفولاذ والحديد ويضم ثلاثة أنواع مختلفة من الجسور”.
وفي مؤشر على الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها هذا الجسر، زاره حوالي 900 ألف شخص في عام 2018، وهو ما زال يشكل مصدر إلهام للمهندسين في أنحاء العالم. وهناك نسخة منه بأربعة أبراج في الصين وأخرى قيد الإنشاء في الفلبين.
وتثير النسخة الأصلية منه حماسة مستخدمي “أنستغرام” وغيرهم من رواد شبكات التواصل الاجتماعي الشغوفين بالتقاط الصور، ما يساهم في ترسيخ صورة لندن للسنوات المقبلة
مصدر الصورة: Photo by Dominic Lipinski – WPA Pool/Getty Images
اقرأ المزيد:
حمامة تتدخل في مباراة الأرجنتين – فنزويلا.. ماذا حصل؟ (فيديو)