أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة (سامي زرقة)
نسمع الكثير من قصص غضب سائقي السيارات على الطرق، والمشاركات المليئة بالنقد والتذمر المرير على وسائل التواصل الاجتماعي، ونسمع أحياناً أخباراً عن سياسيين فقدوا السيطرة على هدوئهم واتزانهم.. فلماذا نغضب إذاً؟ وربما الأهم من ذلك هو، هل الغضب شيء سيء؟
كثير من الباحثين يرون كيف أن جزءاً مهماً من هذا “التحكم في العقل” يأتي من “الوجه الغاضب” للإنسان والذي يظهر عليه: حواجب معقودة وتضخم فكي الوجه نتيجة إطباق الفكين على بعضهما وتوسع فتحات الأنف.
قد يظن البعض أن أسلافنا الذين لم يغضبوا ولم يدخلوا في شجار، عاشوا لفترة أطول من الذين غضبوا ودخلوا في مشاجرات، لكن هذا لم يحدث، والحقيقة هي أن الأشخاص الذين لديهم شكل من أشكال الغضب تفوقوا على أولئك الذين لم يغضبوا “.
عندما تغضب، يبدأ نظامك العصبي الودي (السمبثاوي)، الجزء المسؤول عن الشجار أو الهرب، بالعمل، فيزداد معدل ضربات قلبك، ويزيد معدل تنفسك، وتبدأ بالتعرق ويتباطأ عمل جهازك الهضمي”.
من الواضح، أن إيذاء الشخص الذي أغضبنا ليس مفيداً أو مثمراً، لذا نحن بحاجة إلى إيجاد طرق أخرى للسيطرة وتنظيم غضبنا.. فالإنسان لديه قدرة على السيطرة على الغضب أكثر مما نعتقد.
العواطف ليست بالضرورة نتاجاً للتطور، فهي أدوات نتعلمها ونطورها، ونغيّرها ونزرعها في نفوسنا بطرق خلاقة للغاية، والغضب لا يحتاج دائماً إلى إثارة عدوان.
يُمكن للغضب أن يجعل الشرر يتطاير من عيوننا، ويمكنه أن يجعلنا نعتدي جسدياً أو لفظياً على الآخرين أو حتى في تغريداتنا على موقع تويتر، لكنه يمكن أن يجعل أذهاننا تركز، ويمنحنا الطاقة اللازمة لاتخاذ ما يلزم إزاء من أخطأ بحقنا.
القدماء في عهد أفلاطون وأرسطو اعتقدوا أن هناك شيئاً يسمى الغضب الحميد، فالشخص الذي يغضب قد يكون خيّراً، إذا ما قام بتحويل طاقة الغضب بطريقة مثمرة أثناء غضبه.
الغضب يُمكن أن يُلهم شخصاً ما ليكون شجاعاً أو قد يُلهمه على أن يجمع حججاً جيدة قد تجعل قضيته عادلة، فما نحتاجه فقط هو ممارسة السيطرة على هذه المشاعر القوية وغير العملية وتوجيهها بفعالية، حتى لا ينتهي بنا المطاف في دوامة لا نهاية لها من الحزن والعدوان.
المزيد: