أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
“العصور الوسطى” مصطلح يريد قائله الإشارة الى حالة التأخر الحضاري الذي عاشته أوروبا في تلك الحقبة أو ما يعرف عند العامّة بعصر الظلام.
لكن أمينة المكتبة العامة البريطانية لها رأي مغاير إذ ترى أن العصور الوسطى كانت على غير ما يعرف عنها، بل وتميزت بريطانيا خلالها بأنواع الفنون والعلوم التي تدل على حالة من الإستقرار والتطور..
وتعلل الخبيرة قولها بأن العالم آنذاك شهد انحدارا كبيرا ليس في أوروبا وحدها. مشيرة الى أن اعتماد هذه النظرة السلبية تجاه ذلك العهد أمر غير منصف للحقائق التاريخية الغنية بالإبداع والتفكير المستنير. وقالت الدكتورة “كلير بريي” إن نظرة واحد فقط للأعمال والتحف التي تعرضها المكتبة كافية للتأكد من أن بريطانيا كانت متطورة ورائدة في تلك الفترة من الزمن.
تقول الدكتورة “بريي” لصحيفة “تلغراف”: “نحن نحاول أن نظهر للجمهور أدلة أدبية وفنية معقدة ومتطورة مستقاة من العهد الأنغلوسكسوني”.
في ذلك الوقت، كانت بريطانيا “تقود العالم” في مجالات مثل الشعر، وهذا ما يظهر جليا من خلال نصوص عظيمة مثل ملحمة بياولف، والطب، وتنظيم الأراضي والضرائب، وهو ما يظهر بدوره في كتاب يوم القيامة. وأضافت الدكتورة “بريي”: “هذا الأمر جعل بريطانيا جذابة للغاية لأن تغزى من قبل دول أخرى إذ كانت مزدهرة ومنظمة بشكل جيد.
إقرأ: “خلص” تنهي القطيعة بين زياد الرحباني وفيروز
“المعرض الذي افتتح يوم الجمعة 12 أكتوبر/ تشرين الأول برعاية المكتبة العامة البريطانية يضم العديد من الأمثلة على مدى تطور تراثنا الأدبي.
ويمكنم كذلك أن تروا العديد من التحف المصنوعة بحرفية عالية وهذا ما جعلها تصمد أمام اختبار الزمن، وعلى الأخص المخطوطات المزينة بألوان زاهية والتي لا تزال تتوهج بحبرها الأصلي.
هذه المخطوطات تؤرخ لفترة ممتدة على مدى 6 قرون، من أيام “بريطانيا الرومانية” في القرن الخامس إلى الفتح النورمندي سنة 1066.
المعرض يضم أيضا مجموعة من المجوهرات المعقدة التي كان يرتديها الأغنياء في ذلك العهد، إضافة الى عرض أربعة مخطوطات أصلية من الشعر الإنكليزي القديم للمرة الأولى، مع مخطوطة المكتبة البريطانية الفريدة لملحمة بياولف المعروضة بجانب النسخة الأصلية من كتاب “فرتشيلي” الذي يعود إلى إنكلترا لأول مرة من مدينة فرتشيلي الإيطالية.
يمكن للزوار أيضا مشاهدة عشرات المخطوطات الموسيقية المعروضة الى جانب اللآلات الأصلية التي عزفت بها. وهنالك الكثير من النوادر في هذا المعرض، مثل السيرة الذاتية لأول إمرأة مارست السياسة آنذاك، إضافة الى أول حرف كتب باللغة الإنكليزية.
إقرأ أيضا: رواية “بائع الحليب” تفوز بجائزة مان بوكر
مصدر الصور: موقع صحيفة “تلغراف” البريطانية