أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
من قرأ في سير العرب عن حرب البسوس يعلم مدى الأسى الذي يمكن للفتنة أن تفعله إذا وقعت، أربعون عاما والحرب بين قبيلتي بكر وتغلب تشعل الضغينة في سائر قبائل العرب، خصومة ومعارك وحصار وتبرّؤ من الذمم وصلة الدم. وما أشبه اليوم بالأمس إلا أن سبب الخلاف في رواية الماضي هو ذاته سبب الصلح في رواية الحاضر.
فقد نجحت ناشطة يمنية، في حل صراع دموي بين قبيلتين استمر 11 عاماً، وأزهق أرواح أكثر من 60 شخصاً، و130 جريحاً بينهم أطفال ونساء وشباب، وفشلت في وضع حد له كل الوساطات الحكومية والمحلية والقبلية والشخصيات الاجتماعية.
"نزيف الدم أجبرني أن أغادر الصمت وإن كنت امرأة وفي مجتمع محافظ"، ذلك ما تقوله سمية أحمد الحسام، التي رسمت نهاية لقصة صراع طويل بين قبيلتي بني بدر وبيت القاعدي، في محافظة حجة شمال غرب اليمن، التي تنحدر منها.
وبادرت سمية الحسام إلى اقتحام مجال حل النزاعات القبلية ونجحت بالفعل في حل هذا الصراع الدموي، بين القبيلتين، حول قطعة أرض، نتج عنها مسلسل ثأر حصد أرواح 60 شخصاً من أبناء القبيلتين، وأكثر من 130 جريحا بينهم أطفال ونساء وشباب، منذ بدء المواجهات المسلحة بينهما عام 2012.
إقرأ: "صيني" يكافئ فريقه بأكبر هدية في تاريخ كرة القدم
وأرجعت فشل كل جهود الوساطات السابقة، إلى عدم التعاطي مع جذور المشكلة بما يكفل نجاح واستدامة الحل، لافتة إلى أن ترك الخيار للأطراف المتصارعة فيما يتعلق باختيار الحلول، هو الضمان لإنهاء الصراع لكونهم المناط بهم مسؤولية تنفيذ أي اتفاق.
وباشرت الناشطة سمية الحسام تنفيذ خطة عملها بعد تحقيقات ميدانية في منطقة الصراع لمعرفة جذوره وأسبابه ورؤى القبيلتين المتحاربتين للحل، وإشراك كل الأطراف والجهات المعنية، لتتكلل جهودها بإنجاز اتفاق صلح أوقف كل مظاهر الصراع وأعاد الحياة إلى طبيعتها في المنطقة.
وتحمل سمية، التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني اليمني 2013 مبادرة "خطوة نحو السلام الدائم برؤية امرأة"، وترشحت بموجبها للمنافسة في برنامج الملكة "ملكة المسؤولية الاجتماعية" لهذا العام 2017، وهو برنامج يجمع مشاركات من كافة أنحاء الوطن العربي، للبحث عن الكفاءات النسائية والمبادرات التي تستهدف خدمة المجتمع المدني.
وتؤكد الحسام، أنها تسعى من خلال هذه المبادرة "لجعل الحلم حقيقة ولو على مساحة صغيرة في وطني الكبير".
إقرأ أيضا: لأول مرة ..سعودية تدخل غطاء الرأس في تصاميم الأزياء العالمية