أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
ما حك جلدك مثل ظفرك، والواقع أن دعوات حماية البيئة والحفاظ على المناخ لم تعد تلقى آذانا صاغية، فجشع بعض التجار والصناعيين الراغبين بتمرير مصالحهم على حساب صحة الكوكب وسكانه، أصبح لا يمكن السكوت عنه، لا سيما أنه بات يهدد ما يعرف برئة العالم وأكثر البيئات عذرية في الأرض.
لذلك تعهدت قبيلة قديمة تعيش في الأمازون، بمحاربة شركات التعدين الدولية التي تخطط لتدمير منازلهم بحثا عن الذهب. وتعيش قبيلة وايابي الأمازونية في الغابات المطيرة في البرازيل، تحديدا في محمية وايابي، وهي غابة مطيرة بالقرب من الطرف الشرقي لنهر الأمازون.
وتعد المنطقة التي تقطنها القبيلة جزءا من محمية أكبر تسمى "رينسا" وهي تغطي مساحة بحجم سويسرا، وتحيط بها الأنهار والأشجار الشاهقة. وفقا لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
وتعتمد قبيلة وايابي قوانينها الخاصة وهي تعيش بشكل قريب من العصر الحجري أكثر منه إلى القرن الـ21، على الرغم من أن البرازيل الحديثة لا تبعد عنهم سوى بضع ساعات بالسيارة.
والآن، تعمل الحكومة على فتح منطقة رينسا أمام شركات التعدين الدولية التي تطمع في الحصول على أكبر قدر ممكن من الذهب والمعادن الأخرى المخبأة تحت البحر الأخضر.
إقرأ: كلوني يتبرع بمليون دولار لمكافحة الفساد في أفريقيا
وقد تعهد سكان القبيلة الصغيرة الذين يقطنون أكواخا من النخيل والقش مخبأة بأوراق الشجر، بالدفاع عن أراضيهم. ويرتدي سكان قبيلة وايابي ملابس باللون الأحمر ويحملون سهاما طولها يقارب المترين كسلاح للدفاع عن موطنهم أمام المستعمر الجديد.
ويقول تابايونا وايابي "36 عاما": "سنستمر في القتال.. عندما تأتي الشركات سوف نواصل مقاومتها، إذا أرسلت الحكومة البرازيلية جنودها لقتال الناس، سنواصل المقاومة حتى يموت آخر شخص منا".
وكان الرئيس البرازيلي ميشيل تامر قد ألغى القيود المفروضة على التعدين في أغسطس الماضي في مناطق من رينكا، مما أثار حفيظة النشطاء في المجال البيئي ومن بينهم الممثل ليوناردو دي كابريو.
وفي سبتمبر تراجع الرئيس البرازيلي عن قراره، إلا أن قبيلة وايابي لم يتبق منها سوى أعداد قليلة بسبب الأمراض والفيروسات التي انتشرت بينهم منذ أن اكتشفها "الغرباء" في عام 1970، باعتبار أن الشعوب الأصلية لا تتمتع بالمناعة التي بإمكانها حمايتهم من فيروسات مثل الإنفلونزا والحصبة.
ووفقا للتعداد السكاني، يبلغ عدد سكان القبيلة نحو 151 شخصا فقط في عام 1973، ويفتقد هؤلاء السكان إلى أهم أساسيات الحياة العصرية مثل شبكات الهواتف المحمول وشبكات الكهرباء ومحطات الوقود.
ولم يعد المرض أمرا مرعبا بالنسبة لسكان القبيلة بقدر ما أصبحت مسألة السماح للشركات بالتعدين في المنطقة مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم، حيث قال رئيس القبيلة تساكو وايابي: "نكافح لمنع ذلك، وهذا ما أقوله لأطفالي وأحفادي وشعبي: نحن مستعدون للحرب الآن ولن نتراجع أبدا".
إقرأ أيضا: "هن أيضا": في قلب الديمقراطية الأوروبية.. نساء تعرضن للتحرش