لم تكن حياة مصمم الأزياء الشهير الراحل بيير كاردان عاديّة، إذ أنه أحدث ثورة وانقلاباً في عالم الأزياء والموضة في التسينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وأدخل لمسات عصرية جعلته يتميّز بقوة.
بيير كاردان: أسطورة قلبت عالم الموضة
في 2 تموز/يوليو 1922، ولد الفرنسي بيير كاردان في إيطاليا، وتلقى علومه في فرنسا، وقد برزت لديه مواهب مميزة.
ودخل بيير كاردان عالم التصميم وعمره لا يتجاوز الـ14. في البداية، بدأ متدرباً في بيوت أزياء مهمة مثل “سكياباريللي” و “كريستيان ديور”، كما تدرب على تصميم ملابس الأفلام مع المخرج جون كوكتو. وفي العام 1947، كان كاردان شاهداً على ولادة “دي نيو لوك”، الموضة التي أطلقها الراحل كريستيان ديور وغيرت شكل الأنوثة إلى الأبد.
وعندما استقل بداره أول مرة عام 1950، كان هدف بيير كاردان أن يتخصص في ملابس المسرح والسينما، لكن جرأته في ابتكار أشكال جديدة فتح عليه عيون نجمات من مثيلات إليزابيث تايلور وبريجيت باردو وميا فارو عليه، وكانت النتيجة تقديمه عروضاً حازت على مزيد من النجاح.
وفي الواقع، فإن فلسفة بيير كاردان في البداية كانت أن يجعل الموضة الراقية متاحة للجميع، أو على الأقل للأغلبية.
ومع ذلك، فقد كان تأثير كاردان رائداً بالخياطة التقليدية، ما سمح له بتفكيك المعتقدات المعروفة في التصاميم المستقبلية التي أصبحت علامته التجارية. وبحلول أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، كان قد أنشأ أول مجموعة من الأزياء الرجالية الخاصة به، وقام لاحقاً بتصميم مجموعة أيقونية من بدلات بلا ياقة لفرقة الروك الشهيرة “البيتلز”.
واستمرت مجموعة “Cosmocorps” التي أطلقها كاردان عام 1964، والتي تشمل بزة “الجمبسوت” والـ”يونيتارد” بألوان زاهية، في إلهام الزي الخاص بطاقم فيلم “Star Trek”.
وفعلياً، فإن النقلة الحقيقية بالنسبة لكاردان كانت في ستينيات القرن الماضي، حين ابتكر ما أصبح يُعرف بالموضة المستقبلية.
واستوحى كاردان من ركاب الفضاء الألوان المعدنية وكثيراً من الخطوط الصادمة آنذاك. كانت التصاميم غريبة، ومع ذلك لقيت قبولاً لدى جيل صاعد تواق للاستكشاف، وكان يرى أن الموضة الكلاسيكية التي كان يقدمها غيره لا تعبر عنه.
ولم يكتفِ كاردان في تلك الفترة بتقديم أزياء هندسية جديدة، بل أرفقها بنظارات غريبة ولافتة. ومع هذا، فإنّ كاردان تميزّ بريادته، وكان أول مصمم خلط الذكورة والأنوثة وقدم أزياء مناسبة للجنسين، كما كان أول من قدم أزياء جاهزة.
بيير كاردان.. المصمم الذي ارتدى بزة رائد الفضاء نيل أرمسترونغ
ويقول ماثيو يوكوبوسكي، أمين معرض “Future Fashion”، وهو حدث ركز على قطع الأزياء الراقية من تصميم كاردان: “لقد بدأ بيير في متابعة سباق الفضاء برمته ابتداءً من الخمسينيات فصاعداً، وقد تزامن ذلك مع تطور حياته المهنية”.
ولفت يوكوبوسكي إلى أنّ كاردان ذهب إلى مقر وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في هيوستن في العام 1969، مباشرة بعد تحقيق مهمة الهبوط وعودة الفريق إلى الأرض، كما قام بارتداء بزة قائد مهمة “أبولو 11″، نيل أرمسترونغ، الفضائية. وكان أحد المدنيين القلائل الذين قاموا بذلك”.
وخلال العام الماضي (2019)، كانت لدى كاردان نظرة ثابتة بشأن المستقبل، وقال: “في العام 2069، سنمشي جميعاً على سطح القمر أو المريخ ونحن نرتدي من مجموعة Cosmocorps حيث سترتدي النساء القبعات المصنوعة من الزجاج الشبكي والملابس الأنبوبية، وسيرتدي الرجال السراويل الإهليلجية والسترات الحركية”.
بيير كاردان: لن أكون هنا بعد سنوات
وفي العام 2011، أعلن مصمم الأزياء الفرنسي الشهير اعتزامه بيع مؤسسته التي تحمل اسمه، والتي أسسها في باريس عام 1950.
وحينها، قال كاردان في تصريح لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “لن أكون هنا بعد سنوات والعمل يجب ان يستمر”.
ويعد المستهلكون في آسيا من أكبر زبائن منتجات بيير كاردان على مستوى العالم، خصوصاً الملابس الفارهة والعطور.
وبعد مرور أكثر من نصف قرن تحمل مئات المنتجات في كبريات المتاجر و مراكز التسوق علامة “بيير كاردان” منها القمصان وقطع الأثاث و المجوهرات وحتى زجاجات المياه.
وبعد كل هذه المسيرة الحافلة، اختار بيير كارديان الرحيل، اليوم الثلاثاء (29 ديسمبر/كانون الثاني)، أن يودع الحياة عن عمر نهاز 98 عاماً في منطقة نوبي، غرب العاصمة باريس.
ميغان ماركل تكشف عن فقدان طفلها الثاني إثر إجهاض تلقائي
كشفت ميغان ماركل زوجة الأمير هاري أنها فقدت طفلها الثاني إثر إجهاض تلقائي في يوليو الفائت، متحدثة في مقالة نشرتها الأربعاء صحيفة “نيويورك تايمز” عن الألم الذي قاسته مع زوجها بسبب هذه الحادثة.