أخبار الآن | السويد – the-guardian

في فترة قصيرةٍ جداً، تحوّلت الناشطة الشابة غريتا تونبرغ إلى رمز يسعى للتغيير في سبيل المناخ. وفي اليوم العالمي للطفلة، فإنّ تونبرغ تعدّ واحدة من أبرز الشخصيات الشابّة التي تركت بصمة واضحة في العالم من خلال حراكها المستمر.

وتحدّثت تونبرغ عن الفيلم الوثائقي “أنا غريتا”، الذي يعرض رحلتها من تلميذة إلى ناشطة عالمية مدافعة عن المناخ.

وتصل مدّة الفيلم إلى 97 دقيقة، وتناول المخرج ناثان غروسمان حياة تونبرغ اليومية على مدى عام، مسجلاً صعودها إلى الشهرة في تسلسل زمني منذ إضرابها أمام البرلمان السويدي في أغسطس/آب 2018 وحتى رحلاتها حول العالم، لمطالبة القادة السياسيين باتخاذ إجراءات لمكافحة تغير المناخ.

والأكثر إثارة للدهشة هو طبيعة شخصية تونبرغ في قلب كل الأحداث التي عاشتها، وهي تصر على أن حالتها (إصابتها بالتوحّد)، لعبت دوراً حاسماً في مساعدتها على إيصال رسالتها بطريقة واضحة وبسيطة.

وتقول تونبرغ أن “الأشخاص مثلها الذين يعانون من التوحد، لديهم الجرأة على طرح أسئلة صعبة حول المناخ”، موضحة أن “حالتها تساعدها على النظر إلى العالم ومعرفة ما لا يراه الآخرون”.

وتميّزت طفولة الشابة بالكثير من الحالات المؤلمة. ففي سن الـ11، انسحبت ببساطة من الحياة، وتقول والدتها مالينا إرنمان: “لقد توقفت عن الضحك. توقفت عن الكلام والطعام”.

وبقيت تونبرغ بعيدة عن المدرسة لمدّة عام كامل، ويقول والدها في الفيلم الوثائقي: “لقد تحدثت معي فقط وإلى والدتها وأختها الصغيرة”.

وتقول الناشطة أنه “لسنوات عديدة، كان الناس وخصوصاً الأطفال، يتعاملون معها بأسلوب غير جيّد”، وتضيف: “لم تتم دعوتي أبداً إلى حفلات او احتفالات. كنت دائماً خارج أي أمر. قضيت معظم وقتي في التواصل مع عائلتي والكلب الخاص بي”.

ويصوّر الفيلم الوثائقي في معظم الأحيان الوجه الآخر السعيد لتونبرغ، حيث تبدو أنها تقوم بالطبخ مع والدتها، كما تظهر وهي تضحك مع والدها.

وكانت تونبرغ بدأت انتفاضتها من أجل المناخ بإضرابٍ عن المدرسة، وذلك بعد فشل السياسيين السويديين في اتخاذ إجراءات ذات مغزى بشأن أزمة المناخ. وأثارت هذه الخطوة ضجّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانطلقت نحو العالم وشاركت في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “COP24” في إسبانيا خلال العام 2019. وحينها، قالت الشابة: “الناس يموتون. أنظمة بيئية بأكملها تنهار. نحن في بداية الانقراض الجماعي”.

ومع هذا، فإن تونبرغ كانت تلقت تهديدات بالقتل، ويبدو أنها غير منزعجة من هذا الأمر. ولدى سؤالها عمّا إذا كانت تتلقى مثل هذه الرسائل حتى الآن، تقول: “لا أدري. لا أعرف. أنا لا أقضي الكثير من الوقت في التحقق”.

وفي وقتٍ سابق، قالت تونبرغ أن الفيلم يصورها بدقّة، وأشارت إلى أنها “سعيدة إزاء الطريقة التي جرى تصويرها بها”، وقالت: “لقد نجح في تصويري ولم يعرض الشخص الذي تصوره وسائل الإعلام. ليست الطفلة الغاضبة الساذجة التي تجلس في الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي تصرخ في قادة العالم، لأن هذه ليست شخصيتي”. وتابعت قائلة “لذلك، أعتقد أنه جعلني بالتأكيد أظهر كشخص خجول وغير اجتماعي، وهو ما أنا عليه الآن”.

الأمم المتحدة تتوقع ارتفاعا جديدا في الحرارة حتى العام 2024

توقعت الأمم المتحدة أن متوسط الحرارة في العالم في كل من سنوات فترة عام 2020-2024 سيكون أعلى بدرجة مئوية واحدة على الأقل مما كان عليه قبل الحقبة الصناعية.