بعد أن تطبع قبلة على أنف الحصان، لا تستطيع “آية” إخفاء فرحتها عندما يبدأ في الركض بخفة بعد أن تبوأت مقعدها على ظهره، وتعاني الصبية المصرية من الحالة المعروفة طبيا باسم التوحد، وعندما التجأت عائلتها إلى الأطباء أوصوها بالرياضة.
بعد تشخيص حالتها للمرة الأولى، رأى الأطباء والمتخصصون أن الرياضة وسيلة فعالة لإحداث التعديلات السلوكية والعصبية المطلوبة.
وقالت والدتها خلال التدريب إن حالتها تحسنت بشكل ملحوظ بعد اكتشاف ركوب الخيل كوسيلة علاجية وهي في سن الثانية عشرة.
ينطبق الشيء نفسه على محمود، الذي يعاني من متلازمة داون، وأصبح أخيرا يستمتع بالرياضة بعد أن كان دائم الشكوى من التدريبات، على حد قول والدته.
تستمتع آيه ومحمود بوقتهما في “نادي الجزيرة للفروسية”، وهو ناد لركوب الخيل بحي الزمالك في القاهرة يقدم دروسا وتدريبات للأطفال الذين يعانون من ظروف صحية تتعلق بنمو الجهاز العصبي.
وقال مدرب الفروسية هاني مجدي إن الدروس صممت بأسلوب يلبي احتياجات الأطفال، مع توفير الخيول الهادئة والمدربة تدريبا جيدا فضلا عن إمكانية مشاركتهم في بطولات خاصة.
استمر العمل في المشروع على مدى عامين، وتحول الحلم إلى حقيقة واقعة قبل ثلاثة أشهر فقط.
الفروسية تساعد ذوي الهمم
تستوعب الدورة 25 طالبا، من جميع الأعمار ولا يزيد العدد في كل فصل عن خمسة من الفرسان الصغار، وذلك في القاهرة.
يقول الآباء والأمهات، وهم يهتفون مشجعين الأطفال، إنهم لاحظوا تحسنا كبيرا منذ أن بدأ أبناؤهم في ركوب الخيل، بما في ذلك مهارات التركيز.
وفي العام الماضي، أشارت دراسة صغيرة نشرتها مجلة “حدود في علم البيطرة” العلمية، إلى أن الجمع بين رياضة ركوب الخيل والأنشطة التي تهدف للمساعدة في بناء الدماغ قد يساعد في تحسين المهارات الحركية لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات من بينها التوحد ومتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه.
ويبدو أن الجمع بين النهجين على مدى عدة أشهر يؤدي إلى تحسن يمكن قياسه في المهارة والتنسيق والقوة، حسبما أفاد الباحثون.
لكن نتائج الدراسة كانت أولية، وأوصى المؤلفون بأن هناك حاجة لإجراء بحوث على نطاق أوسع حول هذا الموضوع.