لا شكّ في أن الملابس الجميلة العائدة إلى الحقبة الإمبراطورية في فيتنام لا تتماشى، بحريرها الناعم وتطريزاتها المتناهية الدقّة وأكمامها الواسعة والفضفاضة، مع متطلّبات الحياة العصرية، غير أن مصمّما شابا يسعى إلى إقناع أبناء جيله بأن ارتداءها ما زال ممكنا اليوم.

ويقول نغوين دوك لوك (28 عاما) في تصريحات لوكالة فرانس برس “هدفي هو أن يكون في كلّ خزانة ملابس فيتنامية، إلى جانب الألبسة الغربية الطراز والسراويل والفساتين البسيطة، زيّ واحد على الأقلّ قائم على الأزياء الاحتفالية القديمة، يُختار في المناسبات المهمّة”، مثل الأعياد وحفلات الزفاف.

ويوظّف المصمّم الشاب 11 شخصا في مشغله الواقع في هانوي وتستنسخ مجموعته “إي فان هيين” الملابس الملوّنة والفخفاخة في أغلب الأحيان التي كانت الطبقة الحاكمة من الحقبة الإمبراطورية في فيتنام تزدان بها في عهد سلالة نغوين التي حكمت فيتنام طوال قرن ونصف قرن تقريبا اعتبارا من العام 1802.

وكانت هذه الألبسة عموما مطرّزة برموز تمثّل السلطة، ومنها مثلاً التنّين.

ويقول نغوين دوك لوك الذي وردته إحدى أولى طلبياته الكبرى من مسلسل مؤلّف من 18 حلقة تدور أحداثه في عهد سلالة نغوين إنه يرغب “في أن يقدّر الجميع الجمال اللافت” لهذه الأزياء العائدة إلى الحقبة الإمبراطورية.

وتصمّم أيضا مجموعته التي أطلقت في العام 2018 ملابس لمغنين وأغنيات مصوّرة وعروض أزياء.

وباتت تصاميمه تجذب المزيد من الشباب. إلاّ أن من تعذّر عليه شراء هذه القطع الفاخرة يمكنه استئجارها بسعر يبدأ بعشرين دولارا لجلسة تصوير، وهي وصفة تحقّق نجاحا باهرا.

وتقول بام ترانغ نوغ، وهي طالبة في الثانية والعشرين من العمر قصدت المشغل للاطلاع على تصاميمه، إن “جلّ ما يعرفه الجيل الشاب هو الأسلوب الغربي الطراز”. وتضيف “أظنّ أن هذه الأزياء القديمة الطراز هي جزء من ثقافتنا الفيتنامية ولا بدّ لنا من أن نحافظ عليها”.