أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (وكالات)
أعلن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عن بدء الجانب العملي من ورشة العمل المشتركة الثانية التي يقيمها مع خبراء ومدربين من منظمة الأمم المتحدة "اليونسكو" بهدف تنفيذ وتطبيق اتفاقية صون التراث الثقافي على المستوى الوطني 2003.
ويأتي تنظيم ورشة العمل الحالية لتكمل ما وصلت إليه الورشة الأولى التي أقيمت بين الجانبين في شهر أكتوبر من العام الماضي.
وتشتمل الورشة الحالية التي تقام بفندق الميدان بدبي على فترتين، حيث خصصت الأولى من 24 إلى 27 يناير للجانب النظري، فيما ستكون الفترة الثانية من 28 إلى 30 يناير للشق العملي من هذه الورشة.
وقالت الدكتورة أمينة الظاهري، مدير إدارة البحوث والدراسات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: "تساعد هذه الورش في نشر المعرفة بين المهتمين وفرق العمل وتعميق معرفتهم بالتراث الثقافي غير المادي، والجوانب التي تميزه عن التراث الثقافي المادي. وعند إلمامهم بذلك، يكون من السهل عليهم تطبيقه داخل المجتمع، خاصة إذا طلب منهم تقديم أي معلومات حول الموضوع. وبالإضافة إلى ذلك، سيحصل الشباب والشابات المشاركون في الورشة على شهادات تخولهم تدريب الناس داخل مجتمعهم في المستقبل".
وفي لقاء مع الدكتور هاني فيصل الهياجنة المحاضر في الورشة ضمن فريق اليونسكو المكون من اختصاصيين دوليين في مجال صون حقل التراث الثقافي غير المادي، قال: "إنها ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، فهذه هي الورشة الثانية التي يتم تنظيمها معه، وكانت الورشة الأولى حول تطبيق اتفاقية اليونسكو 2003 بشأن صون التراث الثقافي غير المادي. وتعتبر هذه الورشة مكملة للورشة الأولى، ويتمثل الهدف منها في إعداد وتمكين فريق من الشباب والشابات الإماراتيين، وتزويدهم بالمهارات اللازمة التي تضمن إعداد جيل جديد متمكن، للقيام بحصر دقيق لعناصر التراث الثقافي غير المادي في دولة الإمارات العربية المتحدة".
ووفق ما صرح به الهياجنه، تركز المادة التدريبية على مبدأ منظمة اليونسكو 2003، ولكن بفلسفة مختلفة، حيث يكون التركيز على المسببات الحاصلة للتراث التي تستحق الحصر بالدرجة الأولى، إضافة إلى أهميتها في مساعدة الشباب الإماراتي على فهم عناصر الحصر بشكل دقيق. ويسعى القائمون على الورشة في القسم العملي منها إلى تطبيق التقنيات والمناهج التي تعلمها المشاركون في القسم النظري.
وأكد الهياجنة أن هذا النوع من الورش ينظم لأول مرة في الإمارات، وهي مهمة للغاية بالنسبة إلى الشباب، لأنها تساعد على إعداد فريق متكامل لتحقيق الهدف المنشود، على أن يخضع المشاركون للتطوير المتواصل، ليصبحوا مدربين في مجتمعاتهم في المستقبل. وبذلك يمكن لهذه الدورة أن تحقق هدفها السامي، خاصة وأنهم يظهرون تجاوبًا كبيرًا تبين من خلال حرصهم على حضور الورشتين الحالية والسابقة.
وتقول حنان المهيري التي تشارك في الورشة التدريبية إن حضورها للدورات التي يقيمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بالتعاون مع اليونسكو للمرة الثانية، عاد عليها بالنفع الكبير، واستفادت من خبرات المحاضرين، وهذا ما ساعدها على تطبيق المعلومات التي تعلمتها من خلال تعاملها مع المجتمع، ونقل خبراتها إلى الشباب الإماراتي.
ويشترك معها بالرأي بخيت المقبالي الذي سبق له حضور العديد من الورش الإقليمية، لكنها المرة الأولى التي يحضر هذه الورشة المتخصصة في موضوع حصر التراث الثقافي غير المادي في الإمارات. ويرى في ذلك جانبًا جذابًا للمهتمين بالتراث لحصره بشكل صحيح. وعبّر المقبالي عن شكره لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على هذه المبادرة الرائعة التي تبرز دوره في الحفاظ على التراث المحلي.
أما سعيد الكعبي الذي يحضر الورشة لأول مرة فيعتقد أن التوعية في مجال التراث الثقافي غير المادي لم تكن موجودة من قبل، وأكسبته الدورة معرفة جديدة يمكنه تطبيقها في مجتمعه. ويرى زميله وليد الزين الذي لم يحضر أي دورات من هذا النوع في السابق، أن الندوات كانت مفيدة، وأتاحت له فرص التعرف إلى خبراء عالميين في هذا المجال لينمي خبراته الشخصية وثقافته العامة للاستفادة منها في حياته اليومية. ويؤكد وليد وهو عنصر في الدفاع المدني، ويهوى جمع القطع الأثرية، أن الورشة عززت خبراته التي سيسخرها للمشاركة بدورات في المدارس حول كيفية الحفاظ على التراث.
وتوفر اتفاقية صون التراث كافة سبل الدعم للقائمين على هذا الشأن حول العالم، وتتمحور أهدافها في تعزيز الانتماء الوطني من خلال حماية التراث، اعترافًا بتأثيراته الإيجابية في التنمية المستدامة غير المادية. وتشارك في الورشة خمسة فرق سيتوزعون في مناطق مختلفة في الدولة خلال تطبيق الجزء العملي منها، وهي: مدينة دبي، منطقة حتا، منطقة الذيد، مدينة الفجيرة، المنطقة الشرقية لإمارة الشارقة. ويبلغ عدد المشاركين 25 شخصًا يترأسهم الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.