أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (لين أبوشعر)

لعله من أغرب الأشخاص على الاطلاق، فكلما تشكلت عاصفة في الأفق وقبل أن تهب، يشم هذا الرجل رائحة تشبه رائحة الخشب المحترق أو حيوانات الظربان، وكأنه مقياس بشري للضغط الجوي.

اذ ذكر وقع بي بي سي وبعد لقاء مراسلتهم مع هذا الرجل الذي يعاني حالة مرضية غريبة، أن الأمر بدأ مع ماكس ليفزي خلال عطلة عندما شم رائحة أوراق شجر تحترق، ولكن لم يكن هنالك أي مصدر لتلك الرائحة اذ كان ليفزي في غرفته، وبعد عدة أسابيع ازدادت قدرته على شم تلك الرائحة، وظن ليفزي أن هنالك خطب ما في غرفة الفندق وأن أسرة من الظربان تعيش بالقرب من المنطقة، وكلما شم الرائحة سالت الدموع من عينيه.

ليفزي يعمل كمهندس برمجيات ويبلغ من العمر 72 عاماً، وعند عودته الى منزله استمرت تلك الحالة، وعند عرض حالته على الطبيب، اكتشف أنه قدرته على التعرف على الروائح المعروفة قد أصيبت بتلف جزئي، فهو يعاني بالأصل من مرض باركنسون، فمن بين الأعراض الشائعة لهذا المرض هي تضرر حاسة الشم.

بواسطة "أنفه" يستطيع التنبؤ بأحوال الطقس!

ويبدو أن ماكس يعاني من حالة "الانطلاق التلقائي لحاسة الشم" والتي تتسم خلالها الأعصاب الشمية بالنشاط لفترة قصيرة مما يجعله يشعر أن هنالك روائح موجودة بالفعل رغم أنها سراب في حقيقة الأمر، كالاحساس بأنك تسمع موسيقى ولكن ليس هنالك أي وجود لها فهي نتاج محض لتصورات ذهنية.

ولكن في حالة ليفزي، تفاقمت حاسة شم الروائح غير الموجودة قبل هبوب العواصف تحديداً، فقبل ساعتين أو ثلاث من احتشاد الغيوم واكفهرار الأجواء، تزداد حدة ظاهرة شمه لروائح وهمية، وتبقى قائمة حتى انتهاء العاصفة التي تلي ذلك.

وذهب ليفزي الى أبعد من ذلك، اذ كشف أنه في بعض الاحيان يتنبأ بقدوم عاصفة قبل حوالي عشر ساعات من بدايتها.

هل حالة ليفزي نادرة؟
يقول الطبيب المهتم بحالة ليفزي، ان هذه هي أول حالة يصادفها لهلالوس تمكن صاحبها من التبنؤ بالطقس، ولكن هنالك حالات أخرى يتم فيها الربط بين أحوال الطقس وبعض الحالات المرضية الغريبة التي تصيب بعض البشر.