أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – ( فاطمة جنان)
السؤال عن راتبك، ربما يعد السؤال الأكثر إحراجاً وخصوصية الذي تتمهل قبل الإجابة عنه، وتعتبر من الأجدر أن تتفاداه، إذ أن الأجر الذي تتقاضاه يندرج ضمن السيرة المصرفية، أما اذا كان منخفضا ولا يعبر الجهد المبذول في العمل، فمن الأكيد أنك ستحرج وتتمنى لو لم يوجه اليك هذا السؤال.
فحسب استفتاء حديث أجرته منظمة "Gallup" الأميركية، المتخصصة في البحوث الإحصائية والمعروفة حول العالم، أكد ربع الأميركيين أنهم غير ممتنين لأجورهم، وفي استفتاء آخر وضح أن 42 في المئة من الأميركيين لا زالوا يتقاضون الأجر نفسه منذ 5 سنوات، ولم يتغير شيء منه.
فلو كان راتبك منخفضا أو مرتفعا، فعادة ما تتمهل في الاجابة عليه، لكن ماذا لو سألك مدير الوظيفة الجديدة التي تقدّمت إليها عن أجرك في عملك السابق؟ فالبنسبة لك سيكون السؤال صادماً في حال كنت تتقاضى أجراً غير كافٍ أو غيرعادل بالمرة، لكن تذكر أن هذا الأجر القديم كان أحد الأسباب التي جعلتك تبحث عن وظيفة أخرى.
يشرح ستيفن ستينفيلد، الباحث والمدرب الوظيفي ومؤلف كتاب "!3Steps to Your Best Job Ever" لموقع Business Insider أن تاريخ الراتب ليس له صلة بالعمل الجديد، لأن الشركة مختلفة والوظيفة ليستا نفسهما، لذلك عليك أن تجد "خطّة" معيّنة لتجيب على هذا السؤال بما لا يقلّل من شأن قدراتك ومواهبك لا من قيمة أجرك الجديد.
خطوات الاجابة عن سؤال الراتب:
1- قدر الكلفة
كن واثقاً بشكل جيد من قدراتك ومن أهميّة ما يمكن أن تقدّمه وتضيفه إلى العمل الذي تتولاه، بهذا الشكل يمكنك كسر جمود الأجور وخصوصاً إذا كانت متدنّية في الشركة.
قم بالعديد من الأبحاث حول ما يتقاضاه من يقومون بعمل مشابه لعملك وفي منطقة جغرافية محيطة بك. كما ينصح ستينفيلد باللجوء إلى مواقع إلكترونية تساعد في عملية البحث عن الأجور المفترضة لوظيفتك الجديدة.
2- تهرّب من الجواب
إذا استطعت التهرب من الجواب قبل أن تحصل على الوظيفة فذلك أمر جيد بحسب ستينفيلد، لذلك حاول أن تضع الكرة في ملعب المدير، واترك الإجابة إلى حين البدء بالتفاوض على الأجر في مرحلة لاحقة لنيل الوظيفة.
ابدأ حديثك بأنك مرنٌ وتستطيع المناقشة في موضوع الأجر، حاول أن تسأل المدير عما إذا كانوا حدّدوا الراتب معيناً للمركز الذي تشغله، كما يمكنك أيضاً أن تشرح أن وظيفتك القديمة مختلفة بعض الشيء عن مركزك الجديد،
إن كنت مثلاً تتقاضى العديد من المكافآت وفق نظام معيّن، دعه يقول لك ما هو المبلغ الذي يرصدونه للوظيفة، وقل له أنك سترى بعد جوابه إذا كان الأجر جيداً.
3- سلّط الضوء على مركزك وليس على أجرك
أعطِ قيمة لمركزك السابق الذي كنت تشغله أضئ عليه جيداً في سيرتك المهنيّة، وما عليك فعله هو اظهاره خلال الحوار على حساب الحديث عن الأجر والمال.
ركّز على المهام التي كنت تنجزها، وما يمكنك تقديمه للمركز الجديد. اسأل كثيراً عما يفترض بك إنجازه في وظيفتك الجديدة وعن كمية العمل التي ستلقى على عاتقك، أعطِ أمثلة واضحة عن العائدات التي استطعت تحقيقها خلال عملك السابق.
4- اعطِ رقماً تقريبياً وليس محدداً
سيحاول مشغّلك الجديد الحصول على رقم محدد لراتب كنت تتقاضاه ولراتب سيمنحك إياه مقارنة بالسابق، فحاول أن تتهرب من الإجابة المحدّدة، بل أجب بأنك مستعدّ لقبول معاش يتراوح بين رقم كذا وكذا.
وذلك استناداً إلى الأبحاث التي أجريتها والتي أظهرت لك الأجر الملائم لوظيفة مشابهة، وإلى حقّك الطبيعي في الحصول على بدل أتعابك.
5- إبقَ إيجابياً
طوال النقاش لا يمكنك سوى البقاء إيجابياً، وهو عنصر ايجابي، مهما اشتدّ النزاع على الأرقام أو حتى المهام. آخر ما يمكنك التفكير فيه هو تقديم الأعذار أو إهانة المدير الذي يحادثك.
إبقَ لائقاً واستفد من هدوئك ليكون التفاوض إيجابياً، لأن ذلك سيؤثر في إمكان قبولك للوظيفة، في التمسك بك لهذا المركز وفي الحصول على متطلباتك من المدير، لا تنسَ أبدا أن مغادرتك مكتب المدير الجديد بشكل سلبي سيؤثر على سيرتك المهنية لأن الوسط المهني ضيّق نسبياً، وسمعتك أهم شيء.