أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (لين أبوشعر)

احتلت انجيلا ميركل عناوين منشورات مواقع التواصل الاجتماعي بعد موقفها مع الطفلة الفلسطينية ريم سحويل الذي أثار جدلاً كبيراً وردود أفعال كثيرة اذ واجهت ميركل انتقادات لاذعة وانقسمت التعليقات بين مؤيد ومعارض.

بكيت الطفلة ريم عندما تحدثت أنجيلا ميركل عن وضع اللاجئين في ألمانيا، وأنهم قد يضطروا الى ترحيل بعض من اللاجئين، وهنا انفجرت سلسلة من الانتقادات اللاذعة التي طالت ميركل على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز كشفت الطفلة الفلسطينية ريم البالغة من العمر 14 عاماً، أنها لم تكن تخطط ان تتحدث بشأن وضع اللاجئين في ألمانيا خلال منتدى الشباب العام يوم الأربعاء الماضي، ولكنها لم تتمالك دموعها عندما سمعت حديث المستشارة الألمانية بشأن اللاجئين.

ويبدو أن التهديد الواضح بامكانية ترحيلها للمخيمات قد أثار مخاوف الصغيرة فلم تستطع  أن تخفى مشاعر القلق و أجشت تلقائيا فى البكاء . و اضطرت المستشارة الألمانية الى محاولة تهدئة روع الفتاة قائلة "لقد أحسنتى قولا ؛ فقد وصفتى وضعا صعبا يمر العديد من الاشخاص غيرك ."

ريم هي واحدة من مئات آلاف اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط وأفريقيا الذين يحلمون بالعيش بأمان، وتعرف ألمانيا بأنها أكثر دول الاتحاد الأوروبي تقبلاً لطلبات اللجوء ولكن دراسة وضع الطلبات يأخذ وقتاً طويلاً والعديد من الطلبات يتم رفضها كما ذكرت ميركل.

وبالنسبة لريم وعائلتها وعائلات عديدة بوضعها، لجأوا الى ألمانيا لأسباب اقتصادية، ليس هرباً من الاضطهاد، تلك العائلات مازالت بانتظار القرار النهائي بشأن اقامتها في ألمانيا.

وتعد ريم وعائلتها من بين الأسر التي وصلت مؤخراً الى ألمانيا، وتشعر ريم بالراحة والطمأنينة في ألمانيا وكأنها في بلدها، وأكدت أنها تُعامل بشكل جيد في ألمانيا. 

تعيش ريم مع أبويها وأخوتها في مبنى سكني بعيد عن مركز المدينة، وكانت الحكومة الألمانية قد منحت السكن لعائلة ريم، ولكن لا يمكن لوالديها العمل الآن لأن طلب اللجوء الخاص بهم مازال تحت المراجعة، ويعيشون الآن على دخل صغير من الحكومة.

وكشفت الطفلة ريم والتي تجيد اللغة الألمانية بطلاقة، أنها تحلم بالدراسة بألمانيا وتكملة حياتها هناك بعد أن عاشت لخمس سنوات في ألمانيا وتطمح بأن تعمل كمترجمة أو مدرسة لغة انكليزية لمساعدة كل من يأتي الى ألمانيا ويواجه صعوبات في البداية.

ولدت ريم في مخيم للاجئين في بعلبك عام 2000 قبل شهرين من موعد ولادتها، مما سبب لها مشاكل صحية وشلل دماغي، وهي اليوم تمشي بصعوبة. 

ريم سحويل.. الطفلة الفلسطينية التي أحرجت ميركل بدموعها!

عمل والدها بجهد كبير كلحام لتسديد فواتير علاج ابنته ريم، ولكن حرب اسرائيل وحزب الله في صيف 2006 قلبت حياتهم رأساً على عقب في بعلبك وهربوا الى سوريا بضعة أشهر، الى مخيم آخر، ثم عادوا مجدداً الى لبنان، وكُسرت ساق ريم في حادث سيارة، الساق التي كانت تستطيع ريم تحريكها، وبعد سنوات من العلاج الفاشل، تقدمت العائلة بطلب تأشيرة لتلقي العلاج الطبي في ألمانيا عام 2010 وبالفعل سافرت العائلة الى دوسلدورف لاجراء عملية في الظهر لابنتهم ريم، وسدد والدها تكاليف العملية بمساعدة العائلة وتبرعات الصليب الأحمر والجيران وصدقات الغرباء.

وعجز والد ريم في تحمل نفقات العلاج الباهظة واستحالت عودتهم الى لبنان مجدداً، مما دفعهم الى البقاء في ألمانيا وطلب اللجوء بعد أن نفذت كل سبل العيش بالنسبة للعائلة الفلسطينية. 

ريم سحويل.. الطفلة الفلسطينية التي أحرجت ميركل بدموعها!

وقالت الطفلة ريم أنها تأمل باعتبارات خاصة بخصوص طلب اللجوء الخاص بعائلتها، وأن تتم اعادة النظر بوضعهم الصعب. 

الجدير بالذكر، أن ريم تلتحق بمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهي الأكثر تفوقاً في صفها، وتجيد اللغتين الانكليزية والألمانية بطلاقة، وكانت ريم احدى الطلاب التي تمت دعوتهم للمشاركة في المنتدى العام مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الأربعاء الماضي .

ريم سحويل.. الطفلة الفلسطينية التي أحرجت ميركل بدموعها!