أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (فاطمة جنان)
قبل عرض "سيلفي"، الذي شغل بال الجمهور السعودي والعربي في أولى أيام رمضان، كانت الكوميديا العراقية سباقة الى انتقاد تنظيم داعش، عبر عمل كوميديا ساخر من دولة الخلافة بأرض العراق والشام، عرضت خلاله بالصوت والصورة بضاعة الارهابيين المعتمدة على القتل والتفجير والتهجير والطائفية.
"دولة الخرافة" تضمنت "كليب" يظهر التحالفات المؤيدة للتنظيم، منتقدا الأسلوب الذي يتم عبره عقاب الناس عبر قطع الرؤوس، بالاضافة الى تحريم كل اباحي الا جهاد النكاح، وعبرت نهاية الكليب على همجية التنظيم عبر قتل "سيد الدواعش" أنصاره، وتفجير نفسه في نهاية المطاف.
كان الغرض من العمل الكوميدي في المجمل، إنهاء "فوبيا داعش" التي دبت في نفوس الكثيرين خصوصاً بعد حادثة اقتحام الموصل، وما تلاها من انتهاكات وعمليات قتل وبيع «السبايا» من النساء اللواتي خطفهن التنظيم، ورغم المجهود الابداعي الذي قام به فريق عمل دولة الخرافة، رغم ذلك طالته الكثير من الانتقادات بخصوص الأسلوب الساخر الذي افتقد للقصة المحبكة.
وبما أن تنظيم داعش، أسال المداد كما أسال الدماء، فقد صار مادة دسمة في عالم الكوميديا، فمنذ بداية رمضان أقام مسلسل “سيلفي” الكوميدي الساخر الدنيا ولم يقعدها، فمنذ أول الحلقة انهالت التعليقات وهاشتقات المؤيدين والمعارضين، العمل الكوميدي الذي بثته قناة MBC، من تأليف الكاتب السعودي خلف الحربي.
تناول "سيلفي" قصة ذهاب ابن القصبي للجهاد في صفوف تنظيم داعش، ليقرر القصبي اللحاق به ليعيده قبل أن يتورط مع أعضاء التنظيم، حينها يقابل العديد من السعوديين المنتمين لداعش، كاشفا عن بيئتهم الاجرامية وغير “الأخلاقية، قدم "سيلفي" القصة عبر أحداث امتزجت فيها الدراما بالكوميديا، مسلطا الضوء على الأفكار التكفيرية الشاذة التي يؤمنون بها، ليصل المعنى المطلوب في صورة كوميدية مبسطة.
على الجانب الآخر، استعان "دولة الخرافة" في تناوله لداعش بالسخرية المفرطة اضافة الى التلميحات، هادفا إلى تقديم التنظيم الإرهابي عبر قصة يكون فهمها متيسرا على الجميع، وبالتالي تصل الصورة الحقيقية التي تعبر عن واقع داعش الاجرامي والبعيد عن الدين والاسلام.
وكانت الردود على هذه الحلقة بين مؤيد ومعارض؛ فبعض المغردين وجدوا فيها اهانة لرجال الدين والعلماء واعتبروه شخصا كافرا يجب هدر دمه، في حين عبر آخرون عن اعجابهم بجرأة القصبي وما قدمه من صورة حقيقية تعبر عن واقع داعش الدموي.