أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (فاطمة جنان)
هل يمكن أن تتحول الرغبة في الانتحار بطلقة مسدس الى طلقة شفاء والتخلص من سبب اللجوء الى الانتحار؟ حالة تبدو في غالب الأحيان مستحيلة، لكن هذا بالضبط ما صار لشاب أمريكي اسمه جورج يبلغ من العمر 19 سنة خلال ثمانينيات القرن الماضي!
جورج كان يعاني من وسواس قهري، الأطباء شخصوا حالته، واعتبروه مختل عقليا، الشاب لجأ الى الانتحار محاولة للهروب من خلل في سلوكه، حيث أطلق النار على نفسه، لكن لم يفقد حياته، بل ان الطلقة مست موطن الخلل في دماغه، فعالجته وبذلك صار سلوكه طبيعيا.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، صرح الطبيب المكلف بالحالة في تقريره، أن " الرصاصة التي أطلقها على نفسه، كانت تحتوي على سبيكة مست جزء من الدماغ، فعطلت الجزء المسؤول عن سلوك الوسواس القهري، من دون أن تسبب أي تلف في وظائف الدماغ الأخرى، وهذه طبعا حالة استثنائية، ووقوعها نادر جدا.
وقال الدكتور الذي عرف جورج، أن الشاب كان يتجه الى الحمام بشكل متكرر خلال اليوم لغسل يديه عدة مرات، ومن الممكن أن يستغرق وقتا أطول خلال الاستحمام، لأنه ما أن ينتهي حتى أن تأتيه أصوات داخلية، تجبره على الاستحمام مرة ثانية، وهذا السلوك المضطرب دفعه الى التخلي عن المدرسة وترك وظيفته، لأنه يقضي كل يومه بين غسل يديه والاستحمام.
أما خلال فترات الصحو، وحينما يعي جورج حقيقة سلوكه فانه يدخل في حالة قلق من استمرار هذا السلوك، حتى وصل لحد اليأس، ومع تدهور حالته فضل الانتحار والموت، لكن لم يكتب له ذلك، فالقدر جعل في رصاصة الموت المنقذ الوحيد من وسواسه القهري الذي كاد أن يخنقه مع استفحال الوضع.
أما في ما يخص التعامل مع هذا النوع من الحالات، فقال الدكتور مايكل Jenike، وهو طبيب نفسي في جامعة هارفارد، الذي أشار الى نسبة 3 في المئة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، تعاني من الوسواس القهري، لذلك قال أن هذا المرض لاينفع معه العلاج التقليدي، وقد يتم علاجه بشكل تدريجي عن طريق العقاقير المضادة لاكتئاب، لكن لايتم الشفاء مباشرة بل يتطلب وقتا يسيرا.