أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (إختيارات المحرر)
لدى تعداد ميزات هذا البلد الكبير جغرافياً وتوصيفه من مختلف الجوانب، تسقط من الذاكرة مئات الوقائع والحقائق. فهي كثيرة ومتنوعة، تكاد تلامس الاحلام. قد تفي سلّة من الصفات للتلخيص: الحياة هنا هادئة، باردة، مقدّسة فيها الحقوق والواجبات. الانسان محترم وكذلك الحيوانات والنبات. لقمة العيش مؤمنة حتى للعاطلين عن العمل. خدمات اجتماعية شاملة مجانية…وضرائب. يقال ان اعلى نسبة انتحار تسجلّها السويد. تحتاج هذه المقولة الى مزيد من التوضيح والتأكيد. قد تكون الشفافية العالية التي تتمتع بها السلطات السويدية في نشرها المعلومات والاحصاءات بدقة توحي بأن النسبة عالية مقارنة مع دول اخرى لا تكشف الى العلن الارقام والنسب. وقد يكون لطقس السويد البارد والمظلم اجمالاً في الشتاء صلة. وثمة من يعتقد ان حصول المواطنين على حقوق وفرص تبدو خيالية بالنسبة لشعوب البلدان المتوسطة والفقيرة، يدفعهم الى الشعور بالفراغ واليأس. وقد تكون هذه الفكرة من اصلها عارية من الصحة.
النظام والسلام
لكن الاكيد ان السويد تعيش بسلام. آخر الحروب التي خاضتها كانت عام 1814 عندما أجبرت جارتها النرويج بالوسائل العسكرية على عقد اتحاد شخصي استمر حتى عام 1905. منذ ذلك الحين، والسويد تتبنى سياسة عدم الانحياز في زمن السلم والحياد في زمن الحرب.
ويتبع هذا الوطن نظاماً ملكياً دستورياً، غير ان صلاحيات الملك تقتصر على القيام ببعض المراسم الرسمية والاحتفالية. ويعتبر الريكسداج (البرلمان السويدي) الهيئة التشريعية، وهو يختار رئيس الوزراء.
الملك الحالي للسويد هو كارل غوستاف السادس عشر، ولديه مع زوجته سيلفيا ولد وابنتان. غير ان الاميرة فيكتوريا(الابنة البكر) هي من سيرث العرش لتصبح ملكة الدولة الاكثر ديمقراطية واحتراماً للمساواة، وذلك بعد تعديل قانون اعتلاء العرش بمبدأ التساوي بين الجنسين و تسلم ولاية العهد للابن الأكبر للملك بغض النظر عن جنسه.
احترام الى اقصى الحدود
تفعل السويد المستحيل من اجل مواطنيها. منذ نحو اسبوعين، هرب رجل مصاب بمرض نفسي من المقرّ الصحيّ في منطقة "بوروص". على مدار يومين، اجتاحت "هيليكوبترات" الشرطة سماء المدينة بحثاً عنه، وانتشر اكثر من 1000 جندي في الشوارع، ولاحقت الجرائد المحلية الخبر داعية من يرغب من المتطوعين الى المشاركة في البحث عنه. لكم ان تتخيّلوا ماذا يمكن ان تفعله السويد لمواطنيها خارج اراضيها ايضاً!
ولهذه الاسباب وغيرها من سلّم طموحات الانسان الراغب بعيش حياة كريمة، باتت السويد قبلة معظم شعوب العالم. الهجرة وطلب اللجوء السياسي والانساني في تزايد دائم. في ارض العيون الزرقاء والشعر الذهبي، يعيش اشخاص من جنسيات مختلفة. وللبنان حصة كبيرة. قد لا تمرّ في شارع او تتجوّل في "مول" الا وتسمع احدهم يتكلم بالعربية.