أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة –  بواسطة "مي السيد" بالتعاون مع أراجيك

إذا كنت شخصاً عادياً، تعيش في هذا العالم دون أن تفعل شيئاً في حياتك، سوى الجلوس في مقهى شعبي تحتسي كوباً من الشاي الرخيص، برفقة سيجارتك الخبيثة التي ستقتلك يوماً ما، مستمعاً لأغنية “شعبية كريهة”، وتترك الآخرين يعيشون حولك بسلام مُطلق، خيرٌ لك من أن تصبح طبيباً أو عالماً مختلاً عقلياً، يعرفك الآخرون بذلك، وستظل لزمن بعيد الطبيب الأخرق، أو المجرم. صدقني، هذا أقل ما قد يُطلق عليك.

في العادة، يصبح العلماء والأطباء، مجرمين، وأقرب للسفاحين الساديين، والمجانين أيضاً، إذا ما قاموا بتنفيذ تجارب قاسية على البشر بحجة الاكتشاف، أو معرفة نتائج التجربة الافتراضية كذا، أو يجعلون البشر فئران تجارب لإيجاد أسلحة بيولوجية كيميائية.

يوجد العشرات من التجارب الواقعية، التي نُفِّذت في أنحاء متفرقة من عالمنا الكئيب هذا منذ ما يقرب من قرن، ليست من تأليف روائي، أو كاتب سيناريوهات هاوي لأفلام الرعب، لكنها لأطباء لا أدري ما الخلل الذي حل بعقولهم، و مالذي كان يجول في خاطرهم حين فكّروا فيها، أو حتى في تنفيذها.

تلك التجارب، أقل ما يمكن وصفها، هي أنها مفزعة، وشريرة حقاً بكل معنى الكلمة، وحمداً لله أن هؤلاء المجرمين “أطباء أو باحثين”، لم يعودوا موجودين في عالمنا.

قام هؤلاء المجانين، بتجارب جنونية لرؤية نتائجها على البشر، بعض التجارب سُميت بأسماء عادية، وبعضها الآخر بأسماء مريبة، نتائجها صادمة، كلفت أشخاص كُثر أرواحهم.

أبشع تجارب معتقل القوات العسكرية النازي – Nazi Concentration Camp

كانت تجرى تلك التجارب المرعبة، خلال الحرب العالمية الثانية، والهدف الأساسي منها، كان مساعدة الجنود الألمان في إيجاد علاج لإصاباتهم خلال الحرب، أو تطوير أنواع لأسلحة مختلفة، ضد أعدائهم. تمت التجارب في معتقل “رافنسبروك، أوشفيتز، نيونغامي، بوخنفالد” في مدينة “داخاو” وغيرها من المعتقلات.

الدكتور “إدوارد ويرث” كان هو المشرف على كل تلك المآسي، أجريت التجارب على السجناء قسراً دون موافقتهم، بعيداً عن الأنظار، وعن أيّ محاسبة، أو ملاحقة. لا تتعجبوا كثيراً! فهو عصر النازية الذي أُبيد فيه ألآف البشر دون رادع.

تجربة الارتفاع الشاهق

كانت تهدف تلك التجربة إلى رؤية تأثير الارتفاع العالي على الجنود الألمان، وأفضل السبل لإنقاذهم، إذا ما سقطوا من علو شاهق حين تتحطم طائرتهم. أجريت تلك التجربة عام 1942، على يد الطبيب “سيغموند راشي”، حيث وضع السجناء في غرفة تحتوي على ضغط هواء منخفض يعادل ضغط الهواء على علو 68.000 قدم = 20.73 كيلومتر.

نتائجها:

لقي بعض السجناء مصرعهم على الفور، والبعض الآخر، بقي حيّاً في حالة شبه فقدان للوعي.

هؤلاء الأشخاص الأحياء، قام الدكتور “سيغموند” بتشريح أدمغتهم، ودون تخدير، لمعرفة ماذا يجري مع الشخص كي يصل لحالة الإغماء تلك.

تعرض 200 سجين لتلك التجربة، ومات 80 منهم وأعدم البقية!

تجربة التجميد

تهدف هذه التجربة، لتحديد أكثر الوسائل فعالية لعلاج الطيارين الألمان إذا ما سقطوا بطائراتهم في المحيط، أو الجنود الذين يعانون من البرد القارس على الجبهة الروسية. أجرى الدكتور “سيغموند” تلك التجربة على السجناء، حيث يتم وضعهم مجردي الثياب، أو بالقليل من الملابس، في أحواض مجمدة.

خمس ساعات، أو أكثر، يقضيها السجين داخل حوض مليء بماء مجمّد، منزوع الثياب أو يرتدي القليل الذي يستره فقط. السجناء الأكثر حظّا -ربما- وأقل تعذيباً في تلك التجربة، تم تقييدهم في البرد القارس خارج المعتقل، حالهم كالسابقين منزوعي الثياب أو يرتدون القليل منها، ويظل ذلك المهووس ” سيغموند” يراقب ما يجري لهم.

نتائجها:

عانى الضحايا من الألم الشديد نتيجة انخفاض درجة حرارتهم، وآخرون فقدوا الوعي واقتربوا من حافة الموت، مجمّدين. حاول الأطباء تدفئتهم، وإرجاع حرارة أجسادهم الطبيعية، عن طريق إنزالهم في حمامات ساخنة، وباستخدام أكياس نوم دافئة، لكن دون جدوى.

توفي ما بين 80 الى 100 سجين خلال تلك التجربة.

سلفانيلاميد
تجربة أخرى، هذه المرة كانت تهدف لمحاولة إيجاد حل للجنود الألمان، يشفيهم طبيّاً من جروح ما تسمى “الغرغارينا”، التي كانت تصيبهم أثناء الحرب. أجرى الأطباء داخل المعتقل، العديد من الدراسات لاختبار فعالية السلفانيلاميد، وغيرها من الأدوية للحد من انتشار العدوى.

قام عقلهم المريض بالإيحاء لهم بأن تتم التجربة بما يحاكي واقع المعركة، فقاموا بصُنع جروح قطعية، عميقة في أجزاء متفرقة من أجساد السجناء، و وضع فيها كسر” فتات ” زجاج، وأخشاب ملوثة كما لو كانوا جنوداً على الجبهة الآن.

نتائجها:

عانى الضحايا الأمريّن، ولاقوا أشد العذاب في ذلك، حيث كانت تجري دون تخدير مُطلقاً، وتعرضوا لنتائج مروعة نتيجة الجروح العميقة المتعمدة، والالتهابات القاتلة، وتوفي أغلب هؤلاء بعد كل تلك المعاناة.

تجربة التوائم

هي إحدى تجارب الدكتور السفاح “جوزيف مينجيل” المعروف بساديته، و وحشيته، وشعوره الحانق دائماً تجاه السجناء، فهو يعتبرهم أدنى من أن يوصفوا بـ”الإنسان”، في بعض الأحيان، كان يشعر بأن وجودهم يزعجه بشكل ما، بدون أي سبب، ولا حتى لهدف تجارب “شريرة”، كان يطلق عليهم النار، أو يحقنهم بجرعة فينول قاتلة، ليتخلص منهم.

كانت أولى جرائمه، عندما وصل حديثاً إلى وحدة القوات الخاصة في معتقل “أوشفيتز” كطبيب، وجد 600 امرأة هناك، فأمر بإعدامهن بالغاز على الفور، دون حتى أن يراجع سجلاتهن الطبية!.

تجارب جنونية على البشر لمجرمي حرب تحت مسمّى أطباء!

تجربة التوائم تلك، تهدف لمحاولة معرفة سر التوائم الذين كانوا دائماً ما يثيرون جنونه، أوجه الشبه الكثير أو المتطابق هذا، “نفس الملامح وشكل الوجه، والعيون، ولون البشرة” ماسببه؟ أيضاً كان هدفها، معرفة ما إذا كان جسم الإنسان يمكن التلاعب به بصورة غير طبيعية.

كانت طريقته تكمن في تصنيف التوائم وفقاً للحجم، والوزن، والطول، ويضعهم في غرف ليسهل عليه انتقائهم. بعد ذلك، يقوم بإجراء التجربة، التي بالعادة تكون عن طريق حقن مواد كيميائية مختلفة في عيون التوائم لمعرفة ما إذا كانت ستتغير ألوانها، وصولاً إلى الخياطة حرفياً لأجساد التوائم معاً، في محاولة إيجاد التوائم الملتصقة.

 بعد الانتهاء من التجربة، يقوم بمساعدة معاونيه بحقنهم بالكلوروفورم مباشرة إلى القلب.

لم يقتصر الأمر على السجناء فحسب، بل وصل جنونه بهم، إلى أنه جعل أشخاص جواسيس يتلصصون على الأهالي الذين لديهم أبناء توائم. ويقال أن الأهالي، كانوا يخبئون أطفالهم التوائم بعيداً عن الأنظار خوفاً على حياتهم، ومن يعثر عليهم ويعارضه والديه، أو تصر الأم أن تذهب برفقة توأمها، بمجرد وصولها للمختبر، كانت تقاد إلى غرفة الغاز لتُعدم فوراً.

نتائجها:

أجريت التجربة على مايقرب من 1500 زوج من التوائم دون تخدير، نجا منهم 200 زوج فقط!

تجربة نقل أو زرع الأعضاء البشرية

الفكرة ظاهرياً تبدو عادية، مثلما يحدث الآن من زرع أعضاء بشرية، مثل الكلى والكبد وغيرها، لكن تطبيقها آنذاك ” كارثي”.
تعد من أبشع التجارب التي أجريت على البشر تقريباً، لم تكن زراعة الأعضاء قد عُرفت كمصطلح وفعل طبّي آنذاك، فكانت تهدف تلك التجربة لمعرفة هل بالإمكان “إيصال أو تعليق” أطراف مبتورة، أو جديدة لأشخاص من آخرين، أم لا؟

قامت التجربة في معتقل “رافنسبروك”، حيث قام الأطباء القائمين على المشروع، ببتر السيقان و الأذرع للسجناء من مفصليهما، دون تخدير ولا حتى موضعي. بعدها قاموا بمحاولة غير مجدية لإيصالها، أو زرعها.

بعد أن باءت التجربة بالفشل، قاموا بدراسة تركيبات العظام، والعضلات، والأعصاب لهؤلاء المعذّبون، ربما لتفيدهم أكثر في محاولة “إجرامية” جديدة.

نتائجها:

عانى هؤلاء المساكين من آلام مبرحة إلى حد لن يتخيله بشر، وتشويه في أجسادهم، و إعاقة دائمة حيث أُخيطت سيقان وأذرع هؤلاء في غير أماكنها، وفي أجساد غير أصحابها، والموت أحياناً. ليتهم كانوا يموتون على الفور!.

التعقيم – Sterilization

تعقيم، بمعنى “جعل الأشخاص غير قادرين على الإنجاب”، تجربة أخرى شريرة وغير أخلاقية على الإطلاق، قام بها كلا من الدكتور” كارل كلاوبيرغ” و”هاينريش هيملر”، كان الهدف منها هو إيجاد وسيلة فعّالة لتعقيم الملايين من الناس آنذاك، بأدنى التكاليف من وقت وجهد.

لا أدري ما الذي كان يجول في خاطر هذان المختلان حقاً من إجراء تجربة كهذه، أو مجرد التفكير فيها ؟؟

قاما بتنفيذها، عبر تعريض الأعضاء التناسلية للسجناء، لأنواع الأشعة المختلفة، مثل الأشعة السينية، و أشعة “ألفا، بيتا، جاما”، أو عن طريق حقنها بأدوية، ومواد كيميائية مثل “اليود ونترات الفضة”. بعد ذلك، يتم فصلها عن السجين “الإخصاء”، ودراسة تأثيرها. بالنسبة للنساء، كُنَّ يحقنَّ بمواد كاوية في الرحم لتدميره تماماً، كأسهل وسيلة للتعقيم.

الصادم والمؤلم في تلك التجربة، أنها كانت ضمن برنامج حكومي يدعى “التعقيم القسري للمواطنين ” حيث بلغ عدد الذين أجريت عليهم التجربة ما يقرب من 400.000 شخص!.

نتائجها:

عانى هؤلاء المعذّبون آلام مبرحة، ونزيف حاد، و انفجارات في الأوعية الدموية وفي أغشية الأرحام للنساء، وصلت للموت الفوري أحياناً، بالإضافة لآلام نفسية لحقت بمن نجا، وعاش عقيماً للأبد نتيجة ذلك الجنون.

التلقيح الاصطناعي

ليس المقصود هنا هو التلقيح الاصطناعي، مثلما يفعله الأطباء الآن في مختبرات خاصة، و تحت يد مختصين يتعاملون مع بشر

تجربة أخرى بشعة، ستجعلك تشهق مصدوماً، كارهاً لجميع أطباء العالم، حين تعلم كيف تمت.

هي واحدة من تجارب الدكتور “كلاوبيرغ” الغير أخلاقية والشريرة والغير آدمية إن صح التعبير. في يومٍ ما، بعد انتشار خبر أن هذا الدكتور، قام بمعالجة زوجة أحد الضباط رفيع المستوى في معسكر القوات الخاصة من العقم، عن طريق التلقيح الاصطناعي، طلب منه صديقه الدكتور “هاينريش هيملر” بأن تنفذ تلك التجربة على 300 إمرأة في المعتقلات لديهم.

تقول التقارير التي فضحت ما كان يجري حينها، أن هؤلاء النسوة كنّ أكثر الضحايا تعنيفاً وقسوة دون جميع النساء اللاتي أجريت عليهن تجارب مختلفة، ولزيادة الأمر بشاعة، أمَر ذلك المختل عقلياً بأن تلقّح النساء بسائل منوي أخذ من حيوانات مثل “الكلاب”، وترك هذه الوحوش تكبر في أحشائهن!.

 في الحقيقة، لم أستطع إيجاد كلمة واحدة، من الممكن أن تصف عقلية أحدهم التي تدفعه لتصرف شنيع كهذا .. لم تذكر أي تقارير لنتائج، ولا أحد يريد أن يعرف! ربما موت هؤلاء الثكالى، وهذا أفضل الخيارات لهن..

تجربة مرض السل – Tuberculosis

تجربة أخرى منافية للأخلاق، كانت تهدف لمحاولة إيجاد علاج لمرض السل القاتل، فعوضاً عن إيجاد علاج بالفعل للمرضى، قام الدكتور “كورت هايزماير” بحقن عدد من السجناء الأصحاء في معسكر “نيونغامي” بعُصيّات حية “أي البكتيريا الحية تلك المتسببة بالمرض” مباشرة في الرئة، ولم يستطيع إيجاد علاج لهم.

وبالطبع، لا يوجد طريقة أسهل من التخلص من السجناء المرضى!.

نتائجها:

توفي أكثر من 200 شخص، بعض أن عانوا من ذلك المرض القاتل، بالإضافة لـ20 طفلاً تم شنقهم، للتخلص منهم كأدلة عندما كانت تصل للمعتقل فرق من قوات عسكرية أخرى.

تجربة تأثير السموم

تجربة بشعة تم تنفيذها على السجناء في معتقل “بوخنفالد” النازي، فريق من الباحثين المجانين، أرادوا معرفة آثار السموم على الإنسان، فقاموا بحقن السجناء بمواد كيميائية قاتلة مثل “الفينول والسيانيد” تارة، ووضعها في طعامهم تارة أخرى، ويقف هؤلاء بمنتهى السادية يراقبوا السجناء أثناء تناول أطعمتهم المسممة.

أيضاً في طريقة مبتكرة لأحد هؤلاء المجانين، اقترح على البقية بأن توضع تلك السموم في رصاصات، ويتم إطلاق النار على السجناء بواسطتها، لتَخترِق تلك المواد دورتهم الدموية.

نتائجها:

التهابات جلدية حادة، واضطراب في أجهزتهم الحيوية، وبكل تأكيد النهاية المحتمة، والمريحة من كل ذلك العذاب، الموت. السجناء الذين لم يموتوا، يتم قتلهم، للاستفادة من أجسادهم في التشريح.

تجارب الشفاء من الملاريا

لا تختلف كثيراً عن تجربة مرض السل، تمت في معتقل “داخاو” بين عامي 1942م – 1945م، حيث تم تعريض السجناء الأصحاء للبعوض الحامل للميكروب، أوعن طريق حقنهم بمستخلصات الغدة المخاطية لأنثى البعوض. بعد الإصابة، حاول الفريق البحثي علاجهم بالعديد من أنواع الأدوية التي ربما خُصصت لذلك لاختبار كفاءتها، لكنها لم تجدي نفعاً.

نتائجها:
أجريت التجربة على أكثر من 1000 شخص، توفي أكثر من نصفهم نتيجة ذلك.

تجربة الشفاء من غاز الخردل

واحدة من تجارب النازيين البشعة، حدثت تلك التجربة في الفترة بين عامي 1939-1945، في مدينتي “زاكسينهاوزن، ناتزويلر” وأماكن أخرى لمخيمات لاجئين، كان الهدف منها، إيجاد علاج للجروح الناجمة عن تعريض الشخص لذلك الغاز، فتم تعريض هؤلاء اللاجئين عمداً للغاز، ومراقبتهم تحت التعذيب، وكعادتهم، لم يجدوا علاجاً.

نتائجها:

عانى المصابون آلاماً وحروق كيميائية شديدة، لم يجدوا حتى مسكن للألم يبعد عنهم بعضاً من عذابهم، وكانت النهاية الحتمية للكثير منهم هي الموت.

تجربة شرب مياه البحر

التجربة الأقل في الألم الجسدي، والأبطأ جداً في الموت، وأكثرها عذاباً.
حدثت في يوليو عام 1944م، إلى سبتمبر من نفس العام. تمت في معتقل “داخاو” على يد الدكتور “هانز إيبينجر”. كان الهدف منها، هو إيجاد طريقة ما لجعل مياه البحر صالحة للشرب. حيث أُتي بـ90 فرداً من الأسرى القادمين من روما، وأدخلوا لذلك المعتقل، ودخل “هانز” المهووس بتجربته مرحلة التنفيذ. حُرم هؤلاء الأسرى جميعاً من المواد الغذائية، والطعام بكافة أنواعه، وتُركت لهم مياه البحر المالحة فقط ليشربوا منها.

نتائجها:

مفزعة، حيث تعرض هؤلاء العزل للجفاف القاسي، و لجروح خطيرة في أجسادهم نتيجة كثرة زحفهم على أرضية المعتقل، ليتمكنوا من لعق بعضاً من مياه التنظيف، التي لربما تحمل لهم قطرة مياه عذبة تروي ظمأهم. بالتالي، كان مصير الكثير منهم هو الموت نتيجة الجفاف الشديد.

أخيراً.. هؤلاء السجناء، هم سجناء حرب من الغجر والبولنديين وغيرهم، مختلفي اللغة عن سجّانيهم، لا يدرون حتى لماذا هم في هذا المكان، سوى أنهم أسرى حرب.

الطبيعي في الإنسان المريض، أو الواقع في مأزق، حين يرى طبيباً “ملاك الرحمة” يشعر براحة نفسية ربما، لكن هؤلاء، لا أستطيع تخيل ردة فعلهم عندما كانوا يصلون لغرفة التجربة ليجدوا أولئك الأطباء “ملائكة العذاب” سبب آلامهم القاتلة، وتمنيهم للموت كثيراً، وموتهم في النهاية .

العجب العجاب بعد كل ما حدث، وبعد كل تلك المآسي، لم يتم توثيق أية فعالية لأيّاً من تلك التجارب، ولم يكن يردعهم فشلهم، وكان التخلص من الجثث أسهل ما يمكن فعله، حيث كانت تقذف في الأفران، لتحرق.

  انتهت تلك المأساة عام 1947، وعوقب جميع القائمين على تلك المشاريع، منهم الطبيب الخاص بهتلر الذي حكم عليه بالإعدام مع آخرين، وتغريم أطباء آخرين وإيقافهم عن العمل، والسجن المؤبد، بعد تلك المجازر التي حدثت باسم الطب.

 ربما النتيجة الحسنة الوحيدة لذلك، هو تفعيل مذكرة دولية لا زالت إلى الآن، عرفت باسم “قانون نوريمبيرغ للأخلاق الطبية”، الذي يُجرِّم أي طبيب ينتهك حرمة جسد مريض رغماً عنه، أو يقوم بأفعال غير لائقة على البشر.

” أكثر ما كان يزعجني حقاً أثناء كتابتي، بجانب ما آلمني بسبب تلك المآسي، هو وصف هؤلاء السفاحين  بـ “الأطباء”!