أخبار الآن | اسطنبول – تركيا – (عمر الفاروق)

يتميز الخط وفن الحرف في اللغة العربية عن باقي لغات العالم بتشكيله لوحات تعكس جماليته وتضفي عليه رونقا خاصًا. وعلى الرغم من شكاوى الخطاطين من تدني مستوى الخط بسبب دخول البعض من غير المتخصصين الى مجاله، فإن فن الخط العربي يبقى محتفظا بمكانته التاريخية العريقة. 

 وأوضح الخطاط والشاعر السوري، عبد الجليل عليان، المقيم في اسطنبول حالياً، أن الخطاط يتعامل مع الأحرف، في حين أن صاحب اللغة يتعامل مع الكلمات، وقال في حواره مع تلفزيون الآن: "تنشأ علاقة حميمية بين الخطاط والأحرف، لدرجة يشعر بها الخطاط أن إحساسه تجاه هذه الأحرف يصبح مثل إحساسه تجاه أولاده، أو أنواع خطوط بعينها". 

وبما أن الخط العربي يعتمد فنياً وجمالياً على قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة، أكد عليان أن التناسب والتناسق في هندسة السطر هي من تجعل الخط يظهر بمظهره الجميل، دون أن يعلم المشاهد أسرار الجمال الموجودة في الكتابة. لافتاً إلى أن الخطاط عليه أن يتقن بناء اللوحة الخطية، وتوازن اللوحة والكتل والفراغات، والتي لا تقل أهمية عن ضبط قواعد الحرف.

ونوه عليان إلى أن هناك مشكلة أساءت لفن الخط مؤخراً، وقال: "خلال القرن العشرين، ظهر ما يسمى باللوحات الإعلانية، حيث أن البعض أساء استخدام الخط، ما جعله يهبط لمستوى شعبي". 
مشدداً على أن البعض بدأ يخلط بين صانع اللوحات والخطاط الذي يقضي سنوات في تعلم أسرار الأحرف وتشكيلاتها.
 
وأضاف: "تاريخياً كان للخط العربي تقدير كبير لما له من صلة بالمخطوطات والوثائق التاريخية، وإبان السلطنة العثمانية كان السلاطين الأتراك قد أولوا الخط عناية فائقة، حتى أن السلطان كان يمسك الدواة للخطاط تقديراً له واحتراماً، وكانوا يتتلمذون على أيدي الخطاط، فبرزت أهمية الخط والخطاط على السواء".

وعن رأيه بما يجري من أحداث في وطنه الأم سوريا، أكد أن جميع الشعوب متآمرة وتابع: "يجب عليهم أن يعلموا أن التراب لا يؤكل، سيبقى هذا التراب ويبقى من على التراب، وستبقى سوريا مهداً للحضارات"،  مشدداً على أن بيتاً واحداً لو بقى صامداً في سوريا فهو نصر على جميع الأمم التي تآمرت.