أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (منوعات)
درجت «كذبة أول أبريل» عادة بأن تخلق حالة من الضحك بين الأشخاص، وأحيانا قد تكون مصدر إزعاج وتتسبب لضعفاء القلوب ألم غير مقبول، وإن كان القصد منها الإيقاع بالضحية في مقالب متقنة لاكتشاف ردات فعلها، إلا أنه من غير اللائق أن تلامس الأمور الشخصية، وبغض النظر ما إذا كان الكذب الأبيض كما يحلو للبعض تسميته، جائزاً أم لا، فإن الحرص في مثل هذه المناسبات مطلوب.
من الممكن "للكذبة البيضاء" أن تخلق ضحايا، مثل ماصار مع امرأة كادت أن تفقد حياتها، جرائها، حيث لم يعد الأول من أبريل بالنسبة لمريم تاريخا محببا ولا خفيف الظل، بعدما تعرضت في مثل هذا اليوم من العام الفائت إلى صدمة حقيقية كادت تودي بحياتها، حيث ارتفع ضغطها إلى حد الخطر، والسبب أن إحدى زميلاتها وبحجة تلفيق خدعة تتناسب مع أجواء «كذبة أول أبريل»، فجعتها بخبر نشوب حريق في بيت شقيقتها بسبب انفجار عبوة الغاز. ولم تكن هذه الزميلة تعلم بأن أبناء مريم كانوا في تلك الليلة باستضافة خالتهم. وهي بالرغم من محاولاتها نفي الكذبة والتأكيد بأن الأمر مجرد مزحة، غير أنها لم تنجح في إقناع مريم التي انتهى بها الأمر إلى نقلها للمستشفى.
وتتحدث الاستشارية النفسية الدكتورة دولي حبال عن خطورة التعرض للأزمات القلبية المفاجئة نتيجة سماع خبر مفجع بطريقة استفزازية، وتقول إن التلاعب بأعصاب الأشخاص قد لا يكون له الأثر نفسه بين حالة وأخرى، إذ إن ما يعتبر عادياً بالنسبة لأحدهم قد يكون مبالغاً فيه بالنسبة لآخر، وتذكر الدكتورة دولي حبال أنه عند اختيار تمرير كذبة بمناسبة الأول من أبريل، لا يصح أن تخترق الخصوصيات وأن تصيب الضحية بالصميم، إذ يكفي أن تتعلق بالعموميات بحيث تحدث الفكاهة عند نفيها وتقف عند حد المزاح المقبول.
وتعتبر أن كل ما يتعدى الخطوط الحمراء، بما فيها الإشارة إلى موت أحد المقربين أو تعرضه لحادث أو إصابته بالمرض، ينم عن أنانية وأذى مقصود، وتنظر الاستشارية النفسية إلى هذا النوع من الأكاذيب المؤذية المرتبطة بالأول من أبريل، على أنها مشابهة للجرائم الضمنية، ولاسيما عندما تتضمن سيناريو يدعو إلى التعنيف ضد المشاعر، أما تغيير بعض الحقائق من باب مفاجأة أحدهم لدقائق، ومن ثم إبلاغه بأنه تعرض لخدعة لطيفة، فهذا بالمبدأ لا يضر.
وبالوقوف عند أصل هذا التقليد، يرجح الباحثون أن «كذبة الأول من أبريل» نشأت في أوروبا كنوع من الإشاعات وتحديدا في فرنسا عام 1564 ومنها انتشرت إلى بلدان العالم، بدءا بإنجلترا، وكان يطلق على الضحية التي تصدق هذا النوع من الخداع، اسم «السمكة». فيما يشكك آخرون بأصول هذه البدعة، معتبرين أنها تعود إلى احتفالات الهندوس التي تبدأ في 31 مارس، حيث يقوم عامة الشعب بالترويج للأكاذيب التي لا يكشف عن حقيقتها إلا في اليوم التالي، وتقول فئة أخرى إن «كذبة الأول من إبريل»، تستقي جذورها من القرون الوسطى إلا أنها لم تنتشر بين الشعوب على هذا النحو من الرواج، إلا في مطلع القرن التاسع عشر، ومع أن بعض الدول لا تعترف بهذا التقليد كإسبانيا وألمانيا..
أما أشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الإنجليزي في أول أبريل عام 1860، عندما أرسلت إلى سكان لندن بطاقات دعوة مزورة لحضور عرض «غسل الأسود البيض»، وتوجه جمهور غفير إلى برج لندن لمشاهدة الحفل المزعوم، وفي المدينة نفسها تعرضت سيدة إلى فاجعة حقيقية بعدما اندلعت النيران بمنزلها فخرجت إلى الشرفة تطلب النجدة، غير أن أحداً لم يسعفها لأن الحريق صادف يوم الأول من إبريل.