أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (وكالات)
ضمن أجواء عفوية مبشرة بمستقبل واعد لصقّارين صغار، ومشهد يدل على مدى إقبال جيل النشء على التمسك برياضات توارثها عبر الأجداد، استُكملت أمس (السبت 14 فبراير) فعاليات بطولة فخر الأجيال للصيد بالصقور – التلواح التي ينظمها ويشرف عليها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي.
وخُصّصت منافسات اليوم للناشئين لفئتي "جير تبع" و"تبع وحش"، إذ شارك 93 متنافساً ضمن فئة جير تبع و50 متنافساً ضمن فئة تبع وحش. وتراوحت الفئة العمرية للمشاركين بين 5 – 14 عاماً تنوعوا بين مشاركين لأول مرة ومشاركين سابقين في البطولة.
وتميزت منافسات الناشئين بالندية والقوة، وظهرت براعة بعض الصقارين الصغار بما يماثل خبرة وحنكة صقارين كبار، وخطفت مهارات بعضهم أنظار ذويهم والحضور. كما برزت مهارات عدد من حاملي التلواح عند خط النهاية الذين لم تتجاوز أعمارهم 14 عاماً بحسب شروط المسابقة.
وقالت سعاد درويش، مدير إدارة بطولات فزاع بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: "من الرائع أن نشهد مثل هذا الإقبال الكبير على بطولات صيد الصقور لفئة الناشئين، وهذا يدل على حرض أولياء الأمور على إطلاع أبنائهم على هذه الرياضة التراثية من جهة، وإقبال الجيل الناشئ على السير على خطى الأجداد وإحياء مثل هذه الممارسات التي تشغل أوقات فراغهم بكل ما هو مفيد لهم للأمة، من جهة أخرى".
وأضافت أمام حشد من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة التي كانت حاضرة خلال منافسات فئة الناشئين: "الصيد بالصقور هي الطريقة التي كانت متّبعة للصيد في الإمارات ومنطقة الخليج العربي سابقاً، وكانت إحدى طرق كسب قوتهم اليومي. وتم إطلاق أول بطولة عام 2002، لتتطور عاماً بعد عام من حيث المشاركة ومستوى المنافسة لتصبح ما هي عليه الآن. يُعتبر الصيد بالصقور من تراث الإمارات غير المادي، وشهدنا خلال السنوات السابقة إقبالاً من جيل الشباب الذين انخرطوا في هذه الرياضة بجميع مراحلها ابتداءً من شراء وتربية الطير إلى تدريبه والمشاركة في المسابقات".
وكان من بين المشاركين حاملي التلواح أحمد محمد خليفة الذي يبلغ من العمر 11 عاماً، الذي تحدث عن التلواح قائلاً: "بدأت تعلم التلواح منذ كان عمري 9 سنوات. إذ بدأ والدي بتعليمي بالطير الصغير أولاً، ثم الأكبر فالأكبر تدريجياً حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. بالنسبة لي، التلواح عند خط النهاية أصعب من إطلاق الطير عن خط البداية، فالصقر يطير مسرعاً تجاهك وتأتيك لحظات تتوتر لضرورة اتخاذ قرار مناسب واستعمال تقنية تلواح محددة بشكل سريع، ما يعني أن الخبرة أيضاً لها دور كبير في ذلك".
وكان من بين الصقّارين الناشئين جابر محمد سلطان الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، وقال: "إنها السنة الثالثة التي أشارك فيها. المسابقة جميلة وفيها روح المنافسة والتحدي. أقوم بتدريب الطير بنفسي في البر خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأنا أستمتع كثيراً خلال التدريبات وأنتظر بفارغ الصبر حلول موعد التدريب التالي. لدي 5 طيور مشاركة اليوم وأسعى إلى الحصول على المركز الأول".
ومن الجدير بالذكر أن مسافة السباق تبلغ 300 متر، ولا يوجد منافسات تأهيلية وإنما تم الإعلان عن الفائزين مباشرة بعد انتهاء المسابقات.