أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (رنا عفيفي)
أصدرت دار ممدوح عدوان للنشر ترجمة لمسرحية Saved -«أُنقِذَ»، للكاتب البريطاني إدوارد بوند، ترجمة لواء يازجي، تعد مسرحية «أُنقِذَ» (1965) من أهم الأعمال التي قدمها بوند وأكثرها تأثيراً.
ومع أن هذه المسرحية قد أُوقف عرضها بعد الليلة الأولى في بريطانيا و واجهت صعوبات جمّة مع الرقابة لكمية العنف الموجودة فيها مما عرضها لانتقادات دائمة، إلا أنها هي التي ستكرس كاتبها كمسرحياً متميزاً. كما كان لها الدور الأكبر في إلغاء الرقابة على المسرح في المملكة المتحدة.
كتابات بوند كانت دائما مثار جدل بين أوساط المسرحيين لكمية العنف المقدم في مسرحياته، ونظرياته المتطرفة حول المسرح الحديث والدراما والحياة.
يقول إدوارد بوند: “إن المجتمع ليس عادلاً ويرتكب الناس الجرائم لأنها طريقتهم الوحيدة لتحقيق العدالة، لابد إذاً من خلق إنسان جديد لكن ليس من خلال القوانين والخدمات الاجتماعية بل هي مسؤولية المسرح: أن يحقق العدالة بدل الإدارة”
“لحسن الحظ، يمكن بسهولة تلخيص أسباب العنف البشري: إنه يولد في حالات الظلم. لا ينشأ العنف عند التهديد الملموس وحسب، لكنه ينشأ بشكل أكيد مع تهديد الكرامة الإنسانية.لهذا السبب، وعلى الرغم من ذلك الكمّ من الفوائد الملموسة للوفرة، يزدهر العنف في زمن الرأسمالية.
ستكون هناك على الدوام أفعال عدائية مصغرة؛ إذ حتى في اليوتوبيا سيقع الناس في حب الشخص الخطأ، وسينسون الاعتراف بالجميل، وسيفقدون أعصابهم. لكن طالما أن هناك عنفاً مستمراً وجدياً، فذلك دليل على وجود ظلم اجتماعي كبير. لايمكن احتواء العنف بقوى عنف مضادة موازية أو حتى أكبر. لايمكن تصعيده بالألعاب الرياضية، ولا التحكم به عن طريق إضافة مخدّر إلى مصادر المياه ( لأن ذلك سيقضي أيضاَ على التوتر الإبداعي الضروري في أي مجتمع). سيتوقف العنف فقط عندما نعيش في مجتمع عادل، حيث يتساوى كل الناس في جميع المجالات المهمة.”
.من الواضح إذاً أن لدى بوند مشروعه المسرحي الذي لا يمكن حصره فقط في إطار الفن، بل لا بد من النظر إليه في ضوء علاقة المسرح بالسياسية وعلم الاجتماع، إذ يجد بوند أن المسرح هو مجال البحث عن الإنسانية وساحة لأخذ القرار، إنه ليس بمكانٍ لنشر الحقيقة لكنه مصدرٌ لتزويد الرؤى عنها؛ مكانٌ يمكننا من خلاله أن نحلم بمحاصرة العنف.
إدوارد بوند:
مسرحي وشاعر بريطاني. يعد من أهم كتاب المسرح في القرن العشرين في بريطانيا، صدر له تقريبا خمسون عملاً مسرحيا. بالإضافة إلى عدد من الدراسات المسرحية والقصائد والرسائل.
لواء يازجي:
كاتبة سورية، حاصلة على دبلوم دراسات عليا قسم اللغة الإنكليزية من جامعة دمشق، وخريجة المعهد العالي للفنون المسرحية دمشق. صدر لها:
هنا في الحديقة، مسرحية.
بسلام من البيت نخرج، ديوان شعري.