سمعنا جميعاً عن أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض، حيوانات معروفة مثل وحيد القرن الأسود المهدد بالانقراض بشكل حرج، وفي بعض الأحيان، انخفض عدد بعضها ليكون أقل من أصابع اليد الواحدة.
لكن ما هي أكثر النباتات المهددة بالانقراض؟ قد لا تكون تلك النباتات مثيرة أو محبوبة مثل الحيوانات، لكنها بنفس الأهمية بالنسبة للنظام البيئي – والبشرية تعتمد على ذلك النظام البيئي ككل. ونعرض هنا تسعة أنواع من أكثر النباتات المهددة في يومنا هذا.
وقد صنفت جميعها تقريباً باعتبارها مهددة بالانقراض بدرجة حرجة من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة. تعيش هذه النباتات في أماكن نائية من كرتنا الأرضية يصعب الوصول إليها. وهي مهددة عن طريق تدمير مناطق نموها أو جمعها بشكل غير قانوني، أو جمعها لبيعها، أو التنافس بينها وبين أصناف أخرى تغزو بيئتها.
1- النخلة الانتحارية
النخلة الانتحارية (المعروفة علميا باسم تاهينا سبكتابيليز) هي عبارة عن شجرة نخيل عملاقة تنمو في بقاع نائية شمال غربي جزيرة مدغشقر. وتعمر تلك النخلة لمدة 50 سنة، ثم تورد مرة واحدة فقط لتموت بعدها بفترة قصيرة.
اكتُشفت النخيل الانتحارية عام 2005 من قبل مدير لمزرعة الكاجو (نوع من الجوزيات) خلال جولة عائلية، وتم وصفها رسمياً عام 2008. ويصل الجذع فيها إلى ارتفاع 18 متراً وتنتشر أوراقها الضخمة فوق مسافة تصل إلى 5 أمتار. ويمكن مشاهدتها على موقع ’غوغل إيرث‘. ويوجد منها قرابة 90 نخلة فقط في البرّية.
2 – نبات إبريق أتنبره
نبات إبريق أتنبَره (واسمه العلمي نيبينثيس أتنبرويي) معروف فقط قرب منطقة يتعذر الوصول إليها نسبياً، فوق قمة جبل فكتوريا في بالاوان بالفيلبين. ويُعتقد أن المتبقي منها هو بضع مئات فقط.
يُصنف نبات الأبريق باعتباره من النباتات آكلة اللحوم، حيث تتصيد الحيوانات في أوعية مملوءة بسائل وتشبه الأباريق. وهذا النبات هو واحد من أكبر هذه النباتات حجماً، حيث يصل ارتفاع جرّته إلى 30 سم، ويستطيع أن يصطاد الحشرات والجرذان.
لم تُكتشف هذه النباتات إلا في عام 2007 عندما قام فريق من علماء النباتات بتسلق جبل فكتوريا، وكان قد تم إبلاغهم بشأنها من قبل إثنين من المبشرين المسيحيين. وسُمي النبات بهذا الاسم تيمُّناً بمقدم البرامج التلفزيونية البريطاني والمولع بالتاريخ الطبيعي، ديفيد أتنبره.
3- الزهرة الغربية تحت الأرضية
تعيش هذه النبتة التي تعرف علميا باسم (ريزانثيلاّ غاردينري) جلّ حياتها تحت سطح الأرض، حتى أنها تزهر تحت سطح الأرض في أواخر شهر مايو/أيار وأوائل يونيو/حزيران.
وتنتج كل نبتة أكثر من مئة زهرة ذات ألوان بيضاء وحمراء، وذات عطر قوي. إنها تنمو فقط بين الشجيرات في أدغال "برووم" غربي استراليا. وتنقصها مادة الكلوروفيل، لذا لا يمكنها أن تستمد الطاقة من أشعة الشمس مثل باقي النباتات.
وعوضاً عن ذلك، فإنها تأخذ ما يغذيها من جذور شجيرات البرووم عن طريق الفطريات الطفيلية التي ترتبط بها. ويعتقد أن ما يوجد منها لا يتجاوز 50 نبتة في الوقت الحالي. ولم يُقيَّيم وضع هذه النبتة من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، إلا أن استراليا الغربية قد صنفتها باعتبارها مهددة بالانقراض بشكل حرج.
4- نبتة "كرة الغولف"
توجد نبتة "كُرة الغولف" (المعروفة علميا باسم مامِّلّاريا هيريري) فقط في جبال كويريتارو بالمكسيك. وهي نبتة صبار صغيرة تميل إلى البياض وتشبه كرة الغولف. وقد جعلتها زهرتها الوردية الجميلة ذات شعبية بين المولعين بأزهار البساتين. ويجمع العديد من هذه النبتة البرية بشكل غير قانوني، ونتيجة لذلك، انخفض عددها بنسبة 95 في المئة خلال العشرين سنة الأخيرة.
5- شجيرة فيندا سايكاد
تبدو شجيرة "فيندا سايكاد" (المعروفة علميا باسم إينسفالارتوس هيرسوتس) مثل الشعر في مظهرها، وتوجد فقط في ولاية ليمبابو في جمهورية أفريقيا الجنوبية. وقد وصفت لأول مرة باعتبارها نوعاً جديداً في عام 1996.
ومثل نبتة "كرة الغولف"، فهي مهددة بالانقراض بسبب الناس الذين يقومون بجمعها بشكل غير قانوني كنباتات للزينة. ولذا انخفض عددها تدريجياً، وتفيد تقارير غير مؤكدة بأنها قد أنقرضت بالفعل في الحياة البرية.
6- شجيرة قنديل البحر
كان يُعتقد أن "شجيرة قنديل البحر" (المعروفة علميا باسم ميدوساغين أوبوزيتيفوليا) قد انقرضت حتى أعيد اكتشافها عام 1970. وربما استمدت تلك الشجيرة اسمها من ثمرتها التي تشبه عند شقّها قنديل البحر.
وتنمو تلك النبتة، التي تعد العضو الوحيد الذي لا يزال حياً من العائلة النباتية مدوساغيناسيا، على جزيرة "ماهي" التي تقع ضمن مجموعة جزر السيشل في المحيط الهندي. ويوجد ما يقرب من 86 من شجيرات قنديل البحر كاملة النمو في البرّية، وبعضها لم يعد ينتج أبداً.
7- شجيرة "Poke-me-boy"
شجيرة "Poke-me-boy" (والمعروفة علميا باسم أكاسيا أنيغادينسيس) هي شجيرة شوكية للغاية توجد فقط في جزيرتي أنيغادا و"فولن جيروسلم" ضمن مجموعة جزر فيرجن البريطانية في المحيط الأطلسيأ.
هاتان الجزيرتان منبسطتان ولا تعلوان عن سطح البحر كثيراً، لذا فإن المدّ البحري يغمر هذه الشجيرات. وعدد هذه الشجيرات غير معروف، إلا أن المعروف عن هذا النوع من النباتات أنها تنمو في محيط لا يتجاوز عشرة كيلومترات مربعة. ولتعزيز فرصها في البقاء، يتم إنبات تلك الشجيرات في حديقة نباتات "جي آر أونيل" في منطقة تورتولا القريبة، وأيضاً في الحدائق النباتية الملكية في كيو بالمملكة المتحدة.
8- عشبة البقدونس السرخسية في جزيرة أسنسيون
تشبه هذه النبتة السرخسية عشبة بقدونس مصغّرة، وتعرف علميا باسم "أنوغرامّا أسنسيونيس"، وتوجد فقط على جزيرة أسنسيون، وهي جزيرة بركانية في جنوب المحيط الأطلسي.
كان يُعتقد لخمسين سنة خلت أنها قد أنقرضت، حتى جاء عام 2009 عندما صادف فريق من علماء النبات أربع نبتات منها. وكانت تنمو عرضياً على وجه منحدر غير مستقر في الجبل الأخضر لجزيرة أسنسيون، في ظروف قاسية وجافة.
وللحفاظ على المتبقي منها، اهتم الباحثون بها لأسابيع، وقد هبطوا على حافة ذلك المنحدر مستخدمين حبال الأمان لسقيها وإزالة الأعشاب الضارة حولها. وعندما بدأت تلك النبتات في إنتاج البذور، قام الفريق بقطع الأجزاء الصغيرة الحاملة للبذور وأرسلها إلى الحدائق النباتية الملكية في كيو بالمملكة المتحدة لغرض إكثارها. ومع ذلك، فان هذه النبتة السرخسية هي نادرة جداً، وتعيش قرابة 40 نبتة كاملة النمو منها في البرّية.
9- الشجرة المرجانية
توجد الشجرة المرجانية، (المعروفة علميا باسم إريثرينا شليبيني)، بزهورها الحمراء الزاهية وجذعها الشوكي، فقط في الغابات النائية في الجنوب الشرقي لدولة تنزانيا.
وقد اعتبرت شجرة منقرضة في عام 1998، ولكن أعيد اكتشافها في عام 2001 في بقعة صغيرة من الغابات. ومع ذلك، كانت تلك البقعة قد أجيزت لزراعة نباتات إنتاج الوقود الحيوي.
كان هناك تخوّف من أن الشجرة المرجانية قد انقرضت مرة أخرى، حتى تم إعادة اكتشافها ثانية في عام 2011. ويوجد منها الآن في البرّية ما لا يزيد عن 50 نبتة كاملة النمو، وفي منطقة وحيدة وغير محمية.