الحيــاة مهمـا طالت، فهي قصيــرة جداً، فهي قصيرة لتقضي معظمهــا فى أمــور بائســة، لا تفيــدك لا فى حيــاتك ولا بعــد ممــاتك، الكثيـــرون منكم يقضــون حياتهم فى جحيــم حقيقي منذ أن يستيقظ صبـاحاً إلى أن ينــام مســاءاً: فهو يعيش في قلق، اضطراب ،خوف من المستقبل ، خوف من الحاضر، استحضــار لماضي كئيب، تضييع الفرص ، الرعــب من المصائب المفاجئــة، المهم أن تعرف أن الحيــاة قصيرة جداً، ومن الخســارة جداً ان تضيعهــا فى كل هـــذا الهُـــراء، فحاول ألا تمـــوت قبــل أن تقوم بهذه الأمـــور فى حيــاتك:
حاول أن تقرأ بنهم
تذكــر دائمـاً ان الفرق الوحيــد بين البشر والحيــوان، هو أن الانسان يكتسب خبرات ، واكتسـاب الخبرات والتفكيــر لا يتم إلا من خــلال المعطيــات، التى غالبــاً تحصــل عليها من وراء القــراءة، عِش حياتك كلها قارئـاً، حاول ألا تدخــل قبــرك إلا وقد قرأت شيئــاً أو شيئيـن عن كل ما أثار اهتمــامك فى كل مراحلك العُمـــرية ؛ لأن القــراءة ببساطة هي الشيء الوحيــد الذي يجعــلك تعيش حيــوات أخـــرى لم تعشها، فى أزمنة لم تشهــدها، وفى عقــول أشخاص لم ترهم ولم تمــر بظروفهم.. فقــط القراءة هي التى تجعلك تشعـــر انك لم تعش حياة قصيــرة ، بل عِشــت مئات السنيـــن..
تخــلص من الأوغـــاد
فى حيــاتك الطويلة، سيقع فى طريقك مجموعة من الأوغـــاد، تعرف حتمــاً هذا النوع من الشخصيــات الكريهة التى تحيــل الوجود ذاته إلى جحيــم لا يُطــاق ولا يُحتمـــل،فوراً ، وبمجرد أن تتأكد ان وجودهم مُزعج لك ويسبب لك الضيق أو المشــاكل، اطــردهم من حياتك شر طــردة ، ولا تُلقِ لهم بالاً على الإطــلاق، تخلص من الأوغـــاد بلا أدنى تفكيـــر، أو تردد ، أو شفقـــة اجعلهـا عادة مستمــرة في حياتك ..
تحوّل إلى "جمعيــة خيـــرية متنقــلة"
من اليـــوم ، اعتبــر نفســك أنك لا تمثــل شخصاً أو كياناً واحداً، تحوّل إلى جمعيــة خيرية تسيــر على قدميــن، كل يوم تخـرج فيه من بيتك ، انشــر الخير من حولك.. صدقة هنا ، مساعدة مالية من هنا، استشارة مجانية هناك، نصيحة مهنيـــة لزميل عمــل، رد على سؤال فى تخصص عملك، تبــرع لحملة خيرية، زيــارة لملجــأ أيتـــام، إلى جانب المعنى الروحي والديني والأخــروي ، فأنت أيضــاً بهــذا الأسلوب ستشعــر أنك تعيش حيــاتك كإنســان حقيقي .. لن تصــدق مدى السعـــادة والفخـــر بالنفس والإنتعــاش الذي ستشعـــر به كل يوم يمــر عليك ، وقد قمتَ بعمــل وجـــه من أوجــه الخيـــر ..
أعتقــد أن عشــرة دراهم التى تصــرفها كل يوم فى الجلوس على المقــاهي، إذا ساهمت بها على شكــل صدقة لفقيــر، أو إعانة لمحتــاج، أو مساعدة انسـانية لأي مؤسسة خيــرية، ستشعــر وقتئــذ أن وجودك فى هــذه الحيــاة له قيمة ومعنــى أكبــر بكثيــر من الجلوس على المقــاهي واحتســاء القهــوة والتدخيــن طوال النهــار كمصنــع كيمـاويــات..
اترك الوظيفة التي تكرهها
طبعاً لا أقصــد أن تذهب غداً لتلقى ورقة الاستقــالة فى وجه مديرك، وتعلن له أنك تحــررت من هذا العمل البغيض ، لتقضى بقية عمـــرك عاطلاً، أقصــد أنك من الآن فصاعدا يجب أن تبــدأ فى التخطيط لخلق مســار جديد لحيــاتك المهنية الوظيفيــة فى المجــال الذي تحبه وترغبــه، بعيداً عن وظيفتك المملة البغيضــة، من المؤسف أن تقضى عُمــرك كله فى مزاولة عمل تكرهه بجنــون ، ثم تتـــركه لتمــوت.. ابدأ فى خلق فرصــك بنفســـك ، وتحرر تدريجيــاً من استعبــاد الوظائف، ابدأ فى دراسة مشــروعك الخاص ، والامكانيات والادوات المطلوبة، ثم بهــدوء وثقة إبدأ فى التنفيـــذ، حتى يأتي اليــوم الذي تتحــرر فيه من وظيفتــك الكــريهة إلى الأبد
حسن عاداتك
لا أحد منا يولـد ملاكاً، كلنا لدينـا عادات خاطئة أو مشينة أو ربمــا كارثيــة، ولو نفيــتَ ذلك عن نفســك فأنت أسوأ ممــا تظن بالمنــاسبة، جميعنــا لدينا سِجــل حافل بالاخطــاء والخطــايا والعادات السيئة المُدمـــرة، حاول أن تنسـف هذه العادات السيئة المؤثــرة على استمتــاعك بالحيــاة، لماذا تصـمم على الكذب فى كل المواقف، وتبدو دائمــاً فى الموقف الأضعــف؟ لا تكــذب ، لأنك ومن تكــذب عليه ستموتان يومـاً ما .. فالأمــر لا يحتـــاج كل هذه المشقـــة !
لماذا تصــر على التدخيــن وتدمر صحتــك ؟! لماذا تصمــم على كتــابة شتــائم بذيئـــة فى التعليقـــات على المقالات المنشورة على الفيسبـــوك بلا توقف من باب التسليـــة والتهريج ؟! لماذا تصمم على الاكل كالثيــران البــرية؟ حتى تحوّلت إلى دبابة لحــم تمشي على الأرض ؟! غيــّر عاداتك إلى الأفضـــل .. أو مُــت وأنت تحــاول على الأقل
لاتتدخل في حياة الأخرين
وهي واحدة من أهم الأشيــاء التى يجب أن تحــافظ عليها مادُمتَ حيــاً، تعرفــون هذه النوعيــة من البشــر الذين لا يعنيــهم أي شيء فى الحيـــاة سوى قولبـــة الناس وتصنيفهــم على هواه الشخصــي : هذا كافر ، وهذا مُلحد ، وهذا أحمق ، وهذا غبي ، وهذا معدوم الموهبة ، وهذا قذر ، وهذا ضــال ، وهذا يتبع منهجــاً خاطئــاً ، وهذا لن يشم رائحة الجنـــة ، وهذا شكله عجيب ، وهذا غريب الأطوار ، وهذه لم تتــزوج بعــد لأنها غير بريئة ، وتلك تبـــدو متحررة أكثر من اللازم، أنت بشــر، أي جثة متحركة تسيــر على قدميـــن ، سينتهى بك الحال إلى قبـــر مُظلم، لست إلهــاً، وليس دورك أن تقيـــّم أي أحد على الإطلاق، عِش حيــاتك بالقيـــم التى تحب أن تعيش بها ، وترى أنها الأصح، من وجهة نظــرك أنت، ولا تتدخــل فى حيــاة الآخرين ولا تحـــدد مصــائرهم على الإطلاق، الناس خلقهــم الله مختلفيـــن بإرادته ، وليس دورك اطلاقاً أن تقيّم الناس وفقــاً لقيمك وأهواءك وطموحاتك ونظرتك عن الحيـــاة وادواتها وكيفية التأقلم معهــا، لا تتجــاوز حدودك ، ولا ( تفــرض ) تصــوراتك عن الحيـــاة على غيــرك أبداً ..
لاتحزن أكثر من الازم
فى حياتك الطويلة، بإذن الله ستفشـل كثيراً جداً، ستمر بمواقف مليئة بالاحباط والاكتئاب والاحراج والغضب والنفـور والضيق والغباء، سترى بعينيــك مشاهد مؤلمة ، وأصدقاء يرحلــون ، وأعزاء يغادرون الحيـــاة ويتركـــوك، كل هذه الامور تدعو للحــزن فعلاً ، ولكن لا تتــركها تهزمك وتسيطــر على حياتك بشكــل كامل، فتتحــول إلى نهـــر راكد كئيب من الاحزان والغضب والفشــل، فقـــط اعطها حجمهــا ، وتخطّها بأسرع ماتستطيــع ، وذكــّر نفســـك أنك أيضــاً ضيف على هذه الحيـــاة..
أنت ملك حياتك.. لست جنديا لأخرين
إيــاك، ان تتـــرك عقلك ووعيـــك وكيانك يتشكّـــل بأمـــر من الآخرين، لا تكن جنديــاً مخلصــاً للآخرين ، يستمتعـــون هم بتسييـــرك فى الطريق الذي يرغبـــون، ويفكـــرون لك ، ويأمرونك ، ويخبــرونك انهم الأدرى منك ، والأصـــح، وأنهم يهـــدوك إلى سبيــل الرشـــاد، ويحصــدون من وراءك مكاسبهم الدنيـــوية والسياسية والاجتمــاعية، حياتك قصيـــرة ولن تتكـــرر، لا تقضها ذليــلاً للآخرين فكـــرياً وانســانياً وعقليــاً وحتى روحيــاً، استقــل بنفسك ، وفكــر بنفســـك ، وافشــل بنفســك ، وانجح بنفســـك ، لا تسمح لنفســك ان تنفـــذ أوامر صادرة من أي بشـــري كــان إلا إذا كنت مقتنعــاً بها تمــاماً، عِش دور بطــل الفيـــلم ، ولا تعتبــر نفســـك ( كومبــارس ) لحيــاة الآخرين ، تكتفي بالظهــور فى مشــهد أو مشهــدين ، ثم تــترك كل هذا وتمـــوت، لا تتحمـــل أخطــاء سياسيــة أو فكـــرية أو طائفيـــة أو دينيــة أو مهنيــة أو مجتمعيــة لأي فصيـــل او فئة ، وتكون طــرفاً فى النزاع ، لمجــرد أنك تعوّدت على سماع الاوامـــر وتنفــيـذها بلا مناقشة ..
اختر شريك حياتك
مهمـا كانت خلفيتك الثقافية والاجتمـاعية والطائفية وحتى الدينيــة ، اختيــار شريك حيــاتك سيقــودك إلى أحد طريقيـــن :
الأول : أن تستمــر فى الحيــاة ، وتستمتع بها ، وتقــاوم شــرورها بكل قــوة، باعتبـــار أن شريك حيــاتك يســاعدك ويشــد من عضـــدك ..
الثاني: أن تفكـــر انت نفســـك فى الانتحـــار، باعتبــار أن شـــريك حيــاتك، يســاعدك على هذا التـــوجه، ويجعله محببــاً وليس بهــذا الســوء، عندما تختـار شريــك حيــاتك ، لا داعي لأن تتعـــلل بعلل عاطفية حمقــاء غيــر مفهومة إطلاقاً ، وليس لها أي تأثيـــر في الحيــاة .. اختــر شريك الحيــاة الذي يتوافق مع آليـــات عقلك وشخصيتــك وأسلوبك فى الحيـــاة ..
تذكــر أن حيــاتك هبـــة لن تتكـــرر .. لا تُضيّعها فى القلق والخوف والنــدم .. ولا تضيعها فى إثارة العداوات والنعـــرات ، ونشــر الكراهية فى كل مكـــان، هدفك فى الحيـــاة ( والغرض من وجودك فيها ) اكثـــر نُبــلاً واهمية من إضاعتـــه فى هذه الأمـــور الفارغـــة !