عاش هنري كطفل حياة سعيدة وهنيئة لكنه في سنة 1874 بدأ يعاني من مرض يصيب العظام ويعرقل نموها فلم يتجاوز طوله 1.52 وكانت ساقيه جد قصيرتين. وجاء أثر هذا النقضص الجسماني واضحا عليه في جميع مراحل حياته الفنية.
كما عبر من خلال فنه على ثورته ضد الطبقة البورجوازية بطريقة ضمنية عن طريق لوحاته التي كانت تصور المعاناة البشرية الحقيقية فصور الحياة البوهيمية و عالم الدعارة في باريس.
أدمن لوتريك على الكحول وعان في اخر حياته من مرض عقلي ازج به في غرفة في مصح عقلي. وتوفي هنري دو تولوز لوتريك في سن مبكر لم يتجاوز السابعة والثلاثين، ويتواجد قبره الآن في بلدية فيردولي جنوب بوردو الفرنسية.
و حيث أن باريس عاصمة فرنسا والتي تعد من أكبر مدنها من حيث عدد السكان جعلت من موقعها إلهاما يستمد منه المبدعون مثل هنري دو تولوز لوترك حيث تقع على ضفاف نهر السين في الجزء الشمالي من البلاد في قلب منطقة إيل دو فرانس.
ولقد أصبحت باريس مسقط رأس أنري تولوز لوترك مع مطلع القرن الثاني عشر مركزا أوروبيا للعلم والفنون وأكبر مدن العالم الغربي حتى أوائل القرن الثامن عشر.
من هو ؟
إسمه بالكامل هو هنرى مارى رايموند دى تولوز لوترك مونفا من مواليد أبى، تارن، فرنسا فى 24 نوفمبر 1864 وتوفى عام 1901 عن عمر يناهز 36 عام، وهو رسام ومصور ومصمم وصانع للأعمال الفنية الطباعية، ويُعتبر أنرى تولوز من أبرز الرسامين فى التاريخ مع فان جوخ وجوجان وسيزان، ومن أشهر لوحات هذا الفنى هى ”لا بلانتشيسيوس” وهى لوحة بيعت عام 2005 بمبلغ 22.5 مليون دولار فى مزاد كريستى الشهير.
عانى في حياته من مرض جعله مشلولا، و منذ إصابته بالشلل، وهو صبي، كان ذلك النقص الجسماني سببا في منعه من التمتع بمباهج الحياة الطبيعية، ووجد المخرج من ذلك في الإنغماس في حياة الليل البوهيمية في باريس والتردد علي الحانات وصالات الرقص، وخالف التأثريين في اهتمامهم برسم مشاهد من الطبيعة مفضلا عليها صورا من الحياة الليلية.