أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – ( متابعات)
ارتبطت كسوة الكعبة لفترات طويلة بمصر، وعلى مر سنين طويلة كان لمصر شرف صناعة الكسوة أو “المحمل المصري” كما كانت تشتهر، منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث يتم نقلها مع فوج الحجيج الخارج من مصر في احتفال رائع كبير لأرض الحرم، وظل حتى حكم جمال عبد الناصر عام 1962، ثم نُقلت الصناعة للملكة العربية السعودية.
وقد حرص الفاطميون علي إرسال كسوة الكعبة كل عام وكانت بيضاء اللون، ومع الدولة المملوكية أصبحت الكسوة ترسل من القاهرة وحاول الكثير منافسة مصر لنيل شرف كسوة الكعبة منهم اليمنيون والعراقيين والفرس، ولكن فشلت محاولاتهم أمام تمسك سلاطين المماليك بشرف كسوة الكعبة الذي كان في حقيقته يحمل أهدافا سياسية حيث أن كسوة الكعبة دليل على القوة والنفوذ في العالم الإسلامي.
صناعة الكسوة في مصر
مع قدوم الحملة الفرنسية لمصر أثرت الأحداث السياسية وقتها على كسوة الكعبة ولم ترسل خلال هذه الفترة إلي أرض الحجاز بالرغم من أن نابليون بونابرت حرص علي التقرب للمصريين ومشاركتهم في احتفالاتهم الدينية منها الاحتفال بموكب الحج وخروج المحمل ناقلا الكسوة الشريفة إلى مكة المكرمة، وظلت كسوة الكعبة ترسل بانتظام من مصر بعد تولية محمد علي باشا الحكم إلى أن حدث صدام بين الوهابيين في أرض الحجاز وقافلة الحج المصرية عام 1807 مما أدي إلي توقف مصر عن إرسال الكسوة حتي قرر محمد علي السفر إلي الأراضي الحجازية بنفسه.
أماكن صنعت فيها الكسوة
نال حي “الخرنفش” بالقاهرة شرف صناعة الكسوة الشريفة، وذلك بعد أن طافت ونشرت عبيرها بأماكن عديدة منها دمياط والإسكندرية، والقلعة ودار الخرنفش، وأيضا المشهد الحسيني بالقاهرة.
السعوديون وكسوة الكعبة
ظلت مصر ترسل كسوة الكعبة باستمرار إلي مكة المكرمة ولم تتوقف إلا مرات قليلة، ولكن مع حلول عام 1962 بدأ الدور السعودي في صناعة الكسوة وكلف الملك “عبد العزيز آل سعود” ابنه الأمير فيصل في عام 1927م بأن يشرف بنفسه على إنشاء مصنع لصناعة كسوة الكعبة، فتم إنشاء مصنع “أجياد” كأول مصنع سعودي لكسوة الكعبة المشرفة، وكان أغلب العاملين به من الفنيين الهنود مع بعض السعوديين. في عام 1934 كُسيت الكعبة المشرفة بأول كسوة سعودية، وبعدها أنشأت السعودية مصنعا جديدا بمنطقة أم الجود بمكة وزودته بأحدث الإمكانيات اللازمة لإنتاج الكسوة مع الإبقاء على أسلوب الإنتاج اليدوي لما له من قيمة فنية ومصنع “أم الجود” ما زال مستمرا حتى الآن في نيل شرف صناعة الكسوة المشرفة.