دبي، الامارات العربية المتحدة، وكالات –
تستطيع بالنظر إلى هذا الكوكب المضيء رفيق ليلنا أن ترى رجلا أو يدين أو أرنبا، حسب المكان الذي توجد فيه على الكرة الأرضية، لكن لماذا يرى الناس في أماكن معينة أشكالا محددة على سطح القمر؟
فأدمغتنا المتشابكة عصبيا تستطيع إيجاد صور ذات مغزى في الخطوط والأشكال العشوائية حتى إن كانت على سطح القمر. وهذه الأشكال العشوائية ليست سوى ثقوب تمثل فوهات براكين أو مناطق مرتفعة وجبلية تأخذ شكلا معينا بانعكاس الضوء عليها.
ففي الثقافات الغربية، يرى الناس على الأغلب رجلا على القمر، بينما يرى الناس في الثقافات الأسيوية الشرقية أرنبا، أو يدين مثلما في الهند، أو امرأة مستلقية حسبما يرى الأستراليون أو طفلا. كل ذلك نجده مختبئا في وجه القمر الساطع.
ويختلف التفسير العلمي لهذه الظاهرة، بحسب موقع ناشيونال جيوغرافيك. فبينما يرى بعض العلماء أن أدمغتنا التي تحتوي على شبكة معقدة من الأعصاب ولديها قدرة هائلة على التخيل والتحليل، فإنها تميل دائما إلى وضع الأشكال العشوائية في صور ذات معنى.
ويقول الباحث في مجال الأعصاب بجامعة نورث ويسترن الأميركية جويل فوس إنه “لا فرق لدى الدماغ بين صورة ضفدع ومجموعة غريبة من النقاط والخطوط التي لم ترها من قبل وتشبه الضفدع”، مشيرا إلى أن الدماغ البشري يشعر بسعادة عندما يعامل هذه الأشياء المختلفة على أنها شيء واحد.
وترى المتخصصة في علم الأعصاب بجامعة هارفارد نوشين هادجيخاني أن المخ عبارة عن “عضو متنبئ”، قائلة:” نحاول أن نجد المنطق في الضوضاء طوال الوقت ونملأ الأشياء بالمعلومات”.
أما المؤرخ العلمي بجامعة ستانفور في كاليفورنيا أدريان مايور، فيرى أن السماء في الليل بانورما عظيمة في سرد القصص”.
ويدرس مايور كيف ترجمت الثقافات القديمة للمعلومات واستقت المعاني من الطبيعة.
و”علميا، ما يراه الناظر إلى القمر يمر عبر وصلات الدماغ، لكن عبر العصور، فإن ما تتلقاه الحضارات من وجه القمر يكتسب أهمية أعظم من ذلك في حفظ الثقافات والقصص الأصلية والمعتقدات”.
ويقول مايور إن الأشياء في العالم الطبيعي هي عبارة عن لمحات ومفاتيح للقصة. فعندما ترى القمر، تتذكر القصة التي سمعتها عندما كنت صغيرا وتحكيها لغيرك