اسطنبول، تركيا، 19 يناير 2014، وكالات –
كبادرة جميلة ومعبرة حيال حياة المكفوفين ومعاناتهم، يقوم مطعم karanliktayemek في مدينة اسطنبول التركية بتقديم وجبات الطعام في الظلام الدامس، ويتكون طاقم العمل من أفراد مكفوفين يقومون على خدمة الزبائن المبصرين، الأمر الذي يحول المبصرين الى مكفوفين لبعض الوقت ليشعروا بأهمية الدعم والمساعدة التي يحتاجها المكفوفين عند التحرك والتنقل في الأماكن العامة وهذه هي الغاية من فكرة هذا المطعم كما يدعي أصحابه.
وأكد زوار المطعم أن هذه التجربة جعلتهم يفكرون أكثر بحياة المكفوفين ومصاعبها، و خرجوا بصور ذهنية مختلفة عما كانوا يعتقدونه بشأن حياتهم اذ يشعر الانسان بالامتنان حيالالنعم التي يتمتع بها وأهمية فقدان حاسة واحدة من حواسه وآثارها الكبيرة على الحياة اليومية.
وأكثر ما يثير اهتمام زوار المطعم هو طاقم العمل الغير المبصر، والذي يساعد الزبائن لحظة وصولهم لباب المطعم ويرشدهم الى الطاولات ويساعدهم في تحسس أطباق الطعام وأدوات الأكل.
ويعتقد نوري كايا وهو صاحب المطعم، أن الرؤيا تجعل الانسان أعمى، اذ تسيطر حاسة البصر على باقي الحواس وتضعف الاهتمام بها ليتأثر البشر في ما يرونه فقط!
يعطي هذا المطعم فكرة عن حياة المكفوفين ويجيب عن تساؤلات المبصرين بشأن تأقلم من فقد نعمة البصر مع الظروف المحيطة والمجتمع.
وقد لا تكون هذه التجربة هي الأجمل في حياة الانسان ولكن قد تكون الأهم في جعل الانسان ممتناً لنعم ربه وللظروف المتوفره له، ولا أعتقد أن زوار المطعم قد استمتعوا بالفعل بوجبات الطعام المقدمة لهم، اذ لا بد من أن يطغى شعور الأسف والتأمل على مذاق الطعام مهما كان لذيذاً.
و لا يخلو هذا المكان من الحوادث الطريفة، اذ من الممكن أن يقع أحد الزبائن أو يسكب الطعام على ثياب أحدهم، وصرح بعض الزبائن عن قدرتهم على الشم والسمع بشكل أكبر في الظلام الدامس!
للتعرف أكثر على المطعم يمكنكم زيارة موقعه الالكتروني: