أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة 25 ديسمبر 2013، أخبار الآن –

لم يدخر محمد محمود جهدا لتحقيق فكرة اختراع سيارة بمخرجات جديدة مختلفة عما يتوافر في السوق، آمن بما توصل إليه من معلومات، جرب وفشل إلى أن توصل إلى خطة عمل وضعته على الدرب الصحيح بعد أن جمع كل آليات العمل وكل معلوماته ووضعها في خدمة سيارة تعمل عن طريق دفع الهواء ولا تحتاج إلى بنزين أو عادم سيارات.

رغم أن محمد محمود، الذي يعمل حارسا في الإدارة العامة للحراسات والمهام الخاصة بشرطة أبوظبي، نجح في صناعة نموذج لسيارة تعمل بدفع الهواء، تحقيق هذا الإنجاز الذي سخر له كل الإمكانات البسيطة بتمويل شخصي، إلا أن هذه السيارة الصديقة للبيئة الصحراوية لا تزال في طور التجريب والتطوير لما تتطلبه من إمكانات مادية، فسرعتها لا تتجاوز 40 كليومترا في الساعة نظرا لعدم توافر ماكينة متطورة.
يراهن محمد على هذا الإنجاز، الذي استغرق العمل عليه أكثر من 6 أشهر، ويقول إنه سيحقق نقلة نوعية في مجال صناعة السيارات التي لا ترتفع درجة حرارتها، وتلائم الجو الصحراوي، مؤكدا أنه سيغير خريطة اختراع السيارات في العالمين العربي والإسلامي، إذا تمت العناية به. ويبدي محمد استعدادا للتعاون مع الجهات المعنية لتطوير الفكرة وإخراجها للوجود.
ونجح محمد حتى الآن، في اختراع سيارة اقتصادية، صديقة للبيئة تعمل بدفع الهواء بدلاً من البترول بتكلفة تجاوزت السبعين ألف درهم، وبمعدل 12 ساعة عمل في اليوم، محققاً إنجازاً غير مسبوق في مجال صناعة السيارات، بعد محاولات مضنية لتحقيق هذا الحلم.

وعن اختراعه، الذي يبحث عن دعم ليتسنى له الحصول على حقوق الملكية الفكرية، يقول محمد إنه لم يتوقع الحصول على هذه النتيجة المبهرة، بعد أن كان في اعتقاد الكثير من الناس أنها ضرب من المستحيل، لكن إصراره وعزيمته كانت بمثابة الوقود الذي يغذي حماس كلما شعر بالإحباط، ليعلن بداية جديدة مؤمنا بما يقوم به، وبما سيحققه من إنجاز، وبالرغم من شح الإمكانات، إلا أن محمد قرر أن يضحي بتسعين بالمائة من راتبه الضئيل ليحقق حلماً ظل يراوده منذ أن كان طالباً في أحد المعاهد الصناعية، وهو اختراع سيارة صديقة للبيئة الصحراوية، قليلة التكلفة طويلة العمر.

خراطيم الهواء

يوضح محمد أن عشقه للسيارات دفعه إلى الدخول في مجال الابتكارات والاختراعات غير المعهودة، فبدأ يطرح على شقيقه العديد من الأفكار حتى توصل في نهاية المطاف لفكرة اختراع سيارة تعمل من دون بترول وعادم سيارات، أو (راديتر)، ولم يجد أقوى من الهواء لدفع السيارة إلى الأمام مهما كان حجمها، فبدأ في تطبيق الفكرة مستخدماً مئات الآلات والمعدات، التي كان يلقي بها جانباً حين تفشل الفكرة، حتى نجح أخيراً في تحريك سيارته ذات الدفع الرباعي إلى الأمام عبر خراطيم الهواء، والسير بها حول المنطقة بسرعة تتراوح بين 20 إلى 40 كيلومتراً في الساعة.

وحول مواصفات السيارة، يقول محمد إنها بطيئة إلى حد ما بسبب استخدامه لماكينة رخيصة الثمن، ولكن من الممكن أن تتجاوز سرعتها المائة كيلومتر في الساعة إذا تم تغيير الماكينة بأخرى أصلية، لافتاً إلى أن من أهم ما يميز السيارة أنها تعمل من دون بترول، وأن تبديل الزيت يتم مرة واحدة في السنة، فضلاً أن هناك خراطيم مياه وصمامات، ومفاتيح كهربائية تعمل بالتناوب لتوزيع الكهرباء في الأجزاء المختلفة للسيارة كالإشارات والإضاءة وغيرها.

ملاءمة الأجواء الصحراوية

فيما يتعلق بنجاح فكرته، التي كانت تستغرق أكثر من 12 ساعة عمل متواصلة، وبصفة يومية لمدة ستة أشهر، يقول محمد إن لجنة خاصة من إدارة المهام الخاصة أعجبت بالاختراع فقامت بفحص السيارة، حيث اكتشفت مزايا أخرى من ضمنها عدم ارتفاع درجة حرارة السيارة نهائياً، وأنه كلما سارت أكثر انخفضت درجة حرارتها لعدم وجود (راديتر) ما جعلها الأكثر ملاءمة للأجواء الصحراوية.

ويضيف محمد، الذي استأجر ورشة صغيرة في منطقة المصفح لاستكمال اختراعه نظراً لقربها من أماكن بيع معدات السيارات، أنه يأمل أن يجد من يتبنى الفكرة لتتحول إلى مشروع اقتصادي يفيد المجتمع، ويحافظ على البيئة، خصوصاً أن السيارة لا ينبعث منها دخان لعدم وجود عادم، كما لا تكلف مستخدمها شيئاً سوى الماء والهواء وهما متوافران.

ويلقي محمد الضوء على مؤهلاته العلمية، التي بدأها بالتخصص في مادة الرياضيات حتى الثانوية العامة بيد أنه تحول إلى دراسة الكهرباء الصناعية في معهد التقنية العالي، لافتاً إلى أن شقيقه الأكبر درس ميكانيكا السيارات في المعهد نفسه، ما يؤكد أن أحد أفراد العائلة يقاسمه الهواية نفسها، وأنهما إذا توافرت الإمكانات سيحدثان تغييراً جذرياً في مجال ميكانيكا السيارات.