بيروت، لبنان، 6 ديسمبر 2013، القدس العربي —
من آية الزعيم ـ أطلقت جمعية لبنانية تعنى بشؤون الفلسطينيين بشكل رئيسي، امس الثلاثاء، حملة ضد التحرش الجنسي، وذلك مع ارتفاع نسبة التحرش التي تشهدها خاصة مخيمات اللاجئين في لبنان.
الحملة، التي أطلقتها جمعية “النجدة الاجتماعية” ( غير حكومية تٌعني بشؤون اللاجئين الفلسطينيين) وتحمل عنوان “ابقي يدك بيدي وليس على يدي، أنت وأنا يمكننا أن نوقف التحرش”، وتستمر لعام واحد، تتضمن نشاطات توعوية عدة اضافة إلى أفلام وثائقية واجتماعات تنصب جميعها لنشر الوعي حول “التحرش الجنسي”.
فاتن (40 عاماً)، وهي احدى الفلسطينيات اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي داخل مخيم “برج البراجنة” في بيروت، تحدثت عن التجربة “الأليمة” التي تعرضت لها بعمر العشر سنوات في المخيم، إذ تحرش بها شاب كان يبلغ آنذاك 20 عاماً ويقطن في المبنى المجاور لهم.
وقالت فاتن خلال مؤتمر عقدته الجمعية، في العاصمة بيروت، لاطلاق الحملة، “كان هناك شاب في المخيم يسير ورائي في كل مرة اخرج بها، في المرة الأولى واجهته وضربته، ولكن في ليلة شتوية أخرى أوقفني في شارع ضيق ومزق ثيابي وحاول أن يلمسني وايضاً استطعت الهروب منه”.
وأوضحت أن هذا الحادث لايزال عالقاً في ذهنها حتى اليوم، لذا فضلت أن تتحدث لتساعد غيرها من النساء وتكون عبرة لهم.
وقالت فاتن: “السكوت لا يفيد في مثل هذه الحالات .. بداية كنت أشعر بالخجل ولكن اليوم أشجع أي فتاة تعرضت للتحرش بأن تتحدث، فهي الضحية”.
من جانبها، عرضت عزيزة الخالدي، عضو الهيئة الادارية في الجمعية، ملخصاً لاهم نتائج وتوصيات دراسة ميدانية نفذت في مخيم برج البراجنة حول موضوع التحرش.
وقالت الخالدي خلال المؤتمر إن “إحصاءات الدراسة تظهر حدوث حالات تحرش جنسي في مخيم برج البراجنة عند الكبار، إما عن طريق التعرض الشخصي أوالمشاهدة، كما تشير إلى تعرض الأطفال للتحرش أيضا حيث أنهم اعتبروا الأكثر هشاشة تليهم النساء”.
وأضافت أن “هناك تداخل في هذه الظاهرة، مترافق مع إحساس متدن بالامان في المخيم وخاصة عند النساء مرتبط بالشوارع الضيقة التي يحدث فيها التحرش وبوجود ظاهرة الادمان على الكحول والمخدرات”، مشيرة الى ان المخيم شهد تغيراً بنسيجه السكاني إذ تحول إلى “مركز استقطاب للفقراء”.
وأوضحت الخالدي أنه تم إجراء دراسة إحصائية خلال عامي 2010-2011 على عينة من سكان برج البراجنة التي أظهرت أن 12 من أصل 226 شخص قد تعرضوا للتحرش، وتتراوح أعمارهم بين 20 و 48 عند النساء ومن 31 إلى 51 عند الرجال.
وتشير تقارير لبنانية عدة إلى ارتفاع عدد السيدات اللواتي يتعرضن للتحرش الجنسي في السنوات الأخيرة على الرغم من حملات التوعية.
ولم تستثن اللاجئات السوريات الهاربات من الصراع في سورية إلى لبنان من التعرض للتحرش، حيث كشف تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية المعنية بحقوق الإنسان حالات من التحرش الجنسي تعرضت له اللاجئات.
وأوضحت المنظمة في تقرير لها أنها أجرت مقابلات مع 12 امرأة وصفن كيف تعرضن لاعتداءات جسدية وللتحرش وضغوط لممارسة الجنس، ولم يبلغن السلطات بهذه الحوادث خوفاً من الانتقام من جانب المنتهكين أو خوفاً من الاعتقال لأنه ليس لديهن الوثائق المطلوبة.
يذكر أن جمعية النجدة الاجتماعية مسجلة كجمعية لبنانية غير حكومية تعمل في أوساط اللاجئين الفلسطينين وفي محيطهم في مجال التعليم والتنمية، وتركز على تمكين المرأة “باعتبارها عنصرا اساسيا في المجتمع الفلسطيني”.(الاناضول)