نيويورك، الولايات المتحدة، 1 ديسمبر 2013، وكالات –
يتذكر الأميركيون أسلافهم الذين شارفوا على الهلاك جوعا في صقيع نيو إنغلند. وفي أجواء عائلية تقليدية، يعبرون عن الحمد والقناعة.. لكنها صورة ما تلبث أن تتغير مع منتصف الليل.
ما أن ينهي كثيرون طبقهم من لحم طائر الحبش، حتى يهرعون إلى مراكز التسوق، حيث يقفون في صفوف طويلة، ويتزاحمون باستماتة مع غيرهم من المتسوقين، علهم يظفرون بعرض جيد: حاسوب لوحي بربع سعره الأصلي، معطف من ماركة مشهورة بسعر الجملة.. وهكذا.
جنون التسوق في الجمعة السوداء، وهي الجمعة التي تلي عيد الشكر، يزحف عاما بعد عام إلى ليلة عيد الشكر ذاتها، وهو ما يثير حنق كثيرين. فهذا العام، أعلنت بعض المحلات أن مبيعات الجمعة السوداء ستبدأ الساعة الثامنة من مساء الخميس، مساء عيد الشكر.
ويشكو آخرون من بؤس أوضاع العمال في محلات التجزئة الضخمة، الذين يكدحون لتلبية الطلب المحموم من أمواج المتسوقين في هذا اليوم، ويتساءل بعضهم: أليس من حق هؤلاء العمال أن يحتفلوا بعيد الشكر هم أيضا؟
شجارات بسبب البضائع
وتمتلئ وسائل الإعلام الأميركية صبيحة كل جمعة سوداء بقصص عن شجارات حقيقية يخوضها المتسوقون للحصول على بضائع خضعت أسعارها لتخفيضات كبيرة.
في عام 2008، مات بواب أحد المحلات في نيويورك تحت أقدام المتسوقين، أما في كاليفورنيا، فتشاجرت سيدتان على سلعة مخفضة السعر، ولما انضم صديقاهما للشجار، ارتفعت المسدسات، وقتلا بعضهما البعض.
وفي عام 2012، مات متسوق وسط الحشود دون أن يساعده أحد من المشغولين باقتناص السلع!
في الحقيقة، مات خمسة متسوقين على الأقل في زحمة الجمعة السوداء منذ 2008، وجرح 136 منذ 2002.
حسب هذا الموقع، فإن بعض هؤلاء الجرحى أصيبوا بسكتات قلبية، فيما تعرض آخرون للدوس أو اللكم أو الطرح أرضا أو الرش بمسدس ماء الفلفل، أو إطلاق النار.
وتمنع ثلاث ولايات في شمال شرق الولايات المتحدة (رود آيلند، ماين، وماساشوستس) المحلات التجارية الكبرى من تشغيل عمالها يوم عيد الشكر، وهذا ما يحرم تلك المحلات من الافتتاح باكرا يوم الجمعة السوداء. وأمام حمى التسوق التي تجتاح بقية الولايات، تتعاظم الدعوات في الإعلام للاحتذاء بتلك الولايات الثلاث.