لندن، المملكة المتحدة، 27 سبتمبر 2013، وكالات
افتـُتح في لندن معرض لفن الجرافيك والتصميم لمبدعين من الشرق الأوسط يقدمون لمحات من أربع مدن عربية هي نابلس والأسكندرية وبغداد والجزائر.
يحاول القائمون على المعرض أن ينقلوا نبض الشارع إلى مساحة العرض من خلال مزيج فني دقيق لإعمال فنانين عرب معروفين وناشئين في مجال التصميم والفيديو.
وقالت دانا عبد الله أمينة المعرض الذي يحمل عنوان (في المدينة) لتلفزيون رويترز “المعرض مزدحم بالأعمال لكن كل هذا مقصود. الفكرة في المدينة والمدينة مزدحمة وفيها عناصر كثيرة. واحد يستمع إلى عظة دينية وآخر إلى موسيقى الهيب هوب وسيارة تمر تخرج منها موسيقى (مشغل اسطوانات الموسيقى الهولندي) تييستو وبائع يفعل شيئا ما والناس في السوق. عناصر كثيرة مختلفة وهذا تناسب فن التصميم جدا.”
وتتولى دانا عبد الله رئاسة تحرير والإدارة الفنية لمجلة كلمات المستقلة التي لا تهدف إلى الربح والتي تشارك في رعاية معرض (في المدينة).
وأضافت دانا “أرى أن فن التصميم عندما يوضع في معرض يخرج من سياقه. تصبح معروضات داخل جدار زجاجي أو تحت ألواح من زجاج. وتراها على جدران بيضاء أو داخل أُطر. لا يتفق ذلك مع التصميم لأن التصميم أساسه السياق وعندما تخرجه منه يفقد كل معنى.”
المعرض يحتل طابقين وملحقة به غرفة تضم أعمال التركيبات الفنية لمبدعين منهم الكندي المصري الأصل ابراهيم يوسف.
يشارك يوسف في المعرض بعمل فني ضخم عن التصب التذكاري للشهداء في العاصمة الجزائرية. وذكر الفنان الذي يفضل أن يصف نفسه بأنه “مبدع” أنه لم يكن يعرف شيئا عن الجزائر لكنه أجرى أبحاثا عنها على مواقع الإنترنت وساعده أصدقاء في سبر أغوار المدينة.
وقال يوسف في معرض لندن “طبعا دور أي حد مبدع أو فنان أو مصمم (بالانجليزية) مهم لأن فيه مسؤولية لأن الشغل اللي بيعمله بيتشاف من الناس. ففيه مسؤولية أن هو ح يعمل إيه بالمشاهدين (بالانجليزية). وحتى كل ما يكون الفنان ناس كثير بتشوف شغله أو المبدع ناس كثير بتشوف شغله بيبقى فيه مسؤولية جامدة أنه لازم يعمل حاجة ذات قيمة. وبتتنوع من شخص لشخص.. اللي عايز يعمل حاجة سياسية.. اللي عايز يعمل حاجة بعيدة عن السياسة وحس جمالي فقط.”
فنانة الجرافيك المصرية الشابة نورا علي لم تكن تعرف شيئا يذكر عن مدينة نابلس التي تبعد نحو 49 كيلومترا عن القدس في شمال الضفة الغربية. لكن نورا التي تخرجت حديثا من الجامعة ذكرت أن قصور معلومات الفنان تكون أحيانا مصدرا للإلهام الإبداعي.
وأشارت الفنانة إلى أحد أعمالها على جدار داخل المعرض مكتوب فه “نابلس ترحب بكم” وقالت “أنا قعدت اتفرجت على صور وحاجات وقعدت أقرأ شوية عن الثقافة (بالانجليزية) بتاعة فلسطين وبالتحديد يعني نابلس. وبعدين جاءت لي فكرة أن أنا عايزة أعمل حاجة بترغب الناس في المعرض (بالانجليزية) كأنهم يعني يأخذوا التجربة (بالانجليزية) بتاعة المدينة (بالانجليزية).. أنهم داخلين يعني نابلس.”
عمل آخر لنورا علي عبارة عن مجموعة مختلفة الأشكال من العيون تعبر به عن آبار أو “عيون” الماء الكثيرة في مدينة نابلس الفلسطينية.
وقالت “الفكرة نفسها أن نابلس مكانها متميز (بالانجليزية) قوي.. هو بين جبلين. فعشان موقعها دا خلاها عندها عيون مية (ماء) كثيرة قوي. هي عندها 16 عين مية.. دول الرئيسيين (بالانجليزية) وكل عين لها اسم. فأنا قررت أن أنا كنت عايزة أصور (بالانجليزية) الموضوع دا بطريقة مختلفة فأخذت كلمة عين وصورتها حرفيا (بالانجليزية) وعملت 16 عين مختلفين عن بعض وكل واحدة لها اسمها. وهنا مثلا.. كل عين باسمها.”
يشارك 13 فنانا في معرض (في المدينة) تكون أعمالهم خليطا ممتعا للحواس.
وذكرت دانا عبد الله أن المعرض يهدف إلى تقديم صورة غير نمطية للتنوع الكبير لفن الجرافيك والتصميم في الشرق الأوسط.
وقالت “أريد أن يرى الناس أن المصممين يتناولون مواضيع مختلفة. الأمر لا يقتصر على الخط والخيول والحيوانات الخرافية. ليس هذا هو الموضوع. أريد أيضا أن يروا أنه رغم ارتباط الكثير من أعمال فن التصميم في العالم العربي بالأزياء والمنتجات فثمة الكثير من أعمال فن الجرافيك الرائعة.”
يضم المعرض عملا تركيبيا عبارة عن مصابيح كهربائية موضوعة حول إطار دراجة لتكون ثريا مبتكرة للفنان المصري محمد نبيل لبيب.
وذكر لبيب الذي يعمل في قطر حاليا أنه باع خمس ثريات بنفس الشكل من ابتكاره حتى الآن. ويشارك الفنان في المعرض أيضا بعمل فني أنتجه بوحي من انتفاضات الربيع العربي.
وقال لبيب “طبيعي لأن أنا عايش في الأحداث. فطبيعي أنا أتأثر وكل الناس تتأثر. فبأطلع شغلي.. هو أنا مش قاصد به حاجة بس غصب عني بيطلع له معاني كثيرة. تؤثر علي الأحداث اللي في الوطن العربي كله يعني مش مصر بس.”
من المعروضات أيضا مجموعة لوحات للفنانة المصري عادة والي اجمع بينها عبارة “مين قال” تسعى من خلالها للرد على بعض الصور النمكية الثقافية والاجتماعية للرجال والنساء من قبيل “مين قال مش محترمة اللي تشرب سجاير” ولوحى أخرى كتب فيها “مين قال مسترجلة اللي تقص شعرها”.
ويشارك في المعرض أيضا الفنان القطري المولد محمد زكريا بمجموعة (بدون عنوان) عن حركة وإيقاع وتناغم التزلد بالألواح.
يستمر معرض (في المدينة) حتى 15 ديسمبر كانون الأول بقاعة (بي. 21 )للمعارض الفنية في العاصمة البريطانية.