عزيزتي الأم هل تعلمين أن طفلك الأوسط معرض للإصابة بـتر”متلازمة الطفل الأوسط”؟!
فما هي هذه المتلازمة التي تتسبب في أن يكون معظم القتلى المتسلسلين ومدمني المخدرات من أبناء هذه الظاهرة.
بعد ولادة الطفل الثالث تحدث للطفل الأوسط ظاهرة قد تضر بنفسيته، واستقراره، الأمر الذي قد يسبب بعض الاضطرابات في شخصيته في المستقبل إذا لم يتم تدارك سلبيات هذه الظاهرة.
حيث يستحوذ الطفل الثالث على كل الاهتمام والانتباه الشديد نظرا لما يحتاجه من ارعاية، ويكون الطفل الأول قد أصبح أكبر حيث تبدأ الأم بتكليفه ببعض المهام بحجة أنه الأكبر وأكثر قدرة على تحمل بعض المسؤوليات والتي يكون انجازها عادة مصحوبا بالمزيد من الثناء.
وفي ركن منطفئ من حياة العائلة، يتم إهمال الطفل الأوسط، ويظل يتساءل في نفسه هل هناك أحد يهتم بي أو أحد يهتم لغيابي في هذا المنزل؟ هل هذه العائلة تحبني حقا؟! وما هي فائدتي فيها؟
أعراض متلازمة الطفل الأوسط
إذا لم تنتبه الأم في وقت مبكر لإصابة الابن الأوسط بالمتلازمة، فإن هذا ما سيتعرض له الصغير:
سيصاب الطفل الأوسط بالخجل الشديد والانطواء نتيجة تعرضه لأزمة نفسية قاسية ويبدأ في الإحساس بالغيرة والغضب وانعدام الثقة في النفس والسلوك غير المعتاد واذا تطورت حالته دون ملاحظة من الأبوين، سينفصل الطفل عن دائرة الأسرة، ويصبح عنيداً بصورة كبيرة للدرجة التي يرفض فيها تلبية أي طلب من أمه، حتى لو كان في مصلحته، وقد يصل الأمر أن يشعر الطفل بالسعادة عندما يتشاجر والداه مع بعضهما أمام ناظريه.
لكن.. للمتلازمة وجه آخر مضيء:
تشير الأبحاث إلى أن أبناء متلازمة الابن الأوسط يكونون في أحيان كثيرة منفتحين ومستعدين لتجربة أشياء جديدة، مقارنة بأشقائهم الأكبر والأصغر سنا، وهو ما فسره الباحثون بأنهم كثيرا ما يجبرون على الاستقلالية والاعتماد على النفس، وبالتالي يكسبهم هذا الأمر خبرات وتجارب أكثر، ويجعلهم يختارون طريقهم وأسلوبهم الخاص.
ويمتاز الطفل الأوسط بأنه مفاوض جيد، فهو يعتاد أن يحصل على كل ما يريده بأسلوب خاص، وفي الغالب فإنه يفهم الموقف من جميع جوانبه، ولدى الطفل الأوسط مقدرة على تقديم التنازلات، وهو الأمر الذي يجعله يكسب دائما.
ويستطيع الطفل الأوسط أن يواجه التغيرات الطارئة أكثر من أشقائه، ويعود ذلك إلى المزج بين المخاطرة والانفتاح على التجربة، وهو الأمر الذي يجعله يتأقلم مع الجديدويصبح أكثر مرونة عن نظرائه.
وكذلك يسعى إلى أن يحقق العدالة حيث إنه يرى أي ظلم في الأسرة قبل غيره، وعندما يكبر يتفهم احتياجات الآخرين، ويقف إلى جانب المستضعفين.
ماذا يفعل الأبوان لاحتواء طفلهما الأوسط
لكي يتمكن الأبوان من الحصول على طفل يحمل ايجابيات المتلازمة ليصير قائدا في المستقبل ويتفادى سلبياتها، حتى لا يقفون يوما امام ابنهم في قفص الاتهام تتم محاكمته كمقاتل متسلسل؟ عليهم القيام بمجموعة من الأفعال هي:
- عندما يلاحظ كل من الأب والأم كل تلك التغيرات على طفلهم عليهم أن يبدأوا في اتخاذ بعض القرارات الحكيمة لوقف المعاناة التي يمر بها طفلهم.
- إعطاء الطفل الأوسط المزيد من الأشياء الجديدة، مع ضرورة مراعاة تجنب إعطائه الأشياء المستعملة من قبل أخويه كالملابس والألعاب أو الأدوات المنزلية.
- عند شراء شيء جديد للطفل الأصغر أو الأكبر يفضل شراء شيء مثله تماما للطفل الأوسط حتى يكون برهانا على أن الوالدين لا يزالون يتذكرون طفلهم الأوسط ويحبونه كما كان ذلك قبل الطفل الجديد.
- تخصيص وقت إضافي خلال اليوم للابن الأوسط فقط للعب معه وقضاء بعض الوقت معه.
- تجنب تماما إعطاء وقت للطفل الأوسط ليكون بمفرده أو منحه بعض الانعزالية حتى لو كان مؤهلا لذلك.
لذا على كلا الأبوين ملاحظة الحالة النفسية لأبنائهما للتعامل مع أي طارئ يشير إلى بدايات متلازمة الطفل الأوسط، فكما أن للطفل احتياجات مادية، فلديه احتياجات نفسية وعاطفية يجب ان يراعيها من حوله.