نشر حساب مؤيد لتنظيم القاعدة عبر تطبيق تليغرام، وثائق مسربة تبرز انتهاكات عناصر هيئة تحرير الشام في بعض المناطق المتواجدين فيها وتحديدا في إدلب شمال سوريا.
وتظهر الوثائق التي بدأ حساب يدعى”رد عدوان البغاة” نشرها في أواخر أكتوبر /تشرين الأول من العام الحالي، عدة تجاوزات لأنصار أبو محمد الجولاني، حيث يرجع معظمها إلى 2019. كما تشير الوثائق إلى جهة إصدارها بواسطة ما يدعى” جهاز الأمن” التابع لهيئة هيئة تحرير الشام.
وبحسب الوثائق، فإن قيادات وعناصر بهيئة تحرير الشام متورطون في عمليات فساد مثل الاختطاف والاختلاس و حتى الاغتيالات. ومن الواضح جليا، أن تلك الوثائق المسربة تندرج ضمن سياسات النشر لحساب “رد عدوان البغاة ” الذي يرصد تجاوزات هيئة تحرير الشام، وتأكيد سوء إدارة الجولاني في ما يخص التوجه الجهادي، وفساد عناصره في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في إدلب، كما لا يخفي الحساب الولاء للقاعدة وسياستها، لكنه لم يوضح تفاصيل حول تسريب تلك الوثائق أو الجهة التي قامت بذلك، مكتفياً بتعليقات لمتابعيه عن كل وثيقة على حدة.
كذلك لم يتم رصد أي إجراءات رادعة تجاه تجاوزات عناصر هيئة تحرير الشام، بما يزيد من تأكيدات تهم الفساد، وأشار الحساب إلى أن بعض مسؤولي هيئة تحرير الشام المتورطين في مخالفات، إما لم يحاسبوا أو تلقوا عقوبات مخففة، بسبب قربهم من زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني أو بسبب ولائهم لقيادة هيئة تحرير الشام.
وفي منشور بعنوان “سلطان الاحتطاب والسرقة” يشير الحساب إلى وقوف أهالي قرية عرب سعيد ضد ظلم الهيئة، حيث بدأوا بحشد أهالي المناطق ضد الهيئة، ما اضطر الهيئة للاستجابة لبعض مطالب الأهالي.
ووفقا للحساب، فقد بدأت بعد ذلك حالات سرقة الدراجات النارية، وآخرها كانت عمليات سرقة بشكل تدريجي لإحدى المحال، ليتبين بعد وضع كاميرا للمراقبة أن سيارة تابعة للمدعو “رواد الغوطاني” القيادي الأمني في الهيئة، وعندما تم التعرف على من يقوم بالسرقة وبدأت تنتشر القصة داخل البلدة أرسلت عناصر الهيئة تهديدا لصاحب المحل في حال تم نشر الفيديو.
وتشير وثيقة أخرى مسربة من ديوان الأمنيين العام حول قضية اختطاف دكتور عراقي من قبل مجموعة تابعة للمدعو “أبو الشيخ بنش” مسؤول الكراجات في باب الهوى سابقاً ووضعه في بلدة تفتناز
ويوضح الحساب أن العراقي المختطف تم نقله إلى أكثر من منزل داخل البلدة ظناً من عناصر الهيئة أنه دكتور جراح يريد أن يفتح عيادة خاصة به، حتى تم رصده واعتقاله بهدف سرقة المال الذي كان بحوزته.
وفي إحدى الوثائق المسربة الأخرى، تشير إلى اقتحام منزل أحد الأشخاص ويدعى “أبو آية” وقتله إثر اصابته من قبل مجموعة تابعة للأمنيين في قطاع البادية بعد إعطائهم أمراً من قبل المدعو “أبو خديجة صوران” مسؤول ملف الجريمة المنظمة في الهيئة.
الحساب علق على هذه الحادثة قائلاً إن تلك الوثائق السابقة المسربة تؤكد أن أفعال الهيئة كأفعال العصابات، حيث تجعل من لديه ولاءً تاماً للقيادة يفعل مايريد وتحاسب من تريد أن تحاسبه فقط.
وثيقة أخرى تم الحصول عليها من الأمن الداخلي في قطاع إدلب، تثبت قيام المدعو “أبو رامي الشامي” التابع “لرواد الغوطاني” بخطف أحد الأشخاص، وطلب فدية من أهله مقابل إطلاق سراحه قبل أن يتم كشف عملية خطف المهرب.
واستكمالا لهذا الأمر، تبرز تلك الوثيقة، شهادة مسربة من ديوان الأمنيين العام للمدعو “أبو بشير بسقلا” مسؤول متابعة الأمن الداخلي في الهيئة ومسؤول الانتساب للمفصل الأمني عن إخلاء سبيل المدعو أبو رامي الشامي التابع لرواد الغوطاني بعد توقيفه لمدة أسبوع فقط إثر إثبات تورطه في عملية خطف أحد الأشخاص، والسبب وفقا لحساب ” رد عدوان البغاة” أنه مدعوم من قبل الأمني رواد الغوطاني.
وتتعرض هيئة تحرير الشام لانتقادات عديدة من جماعات متطرفة وجهادية، خصوصا ما يخص محاولات التودد للغرب والتنكيل بمعارضي الجولاني، وذلك بعد مقابلة أجرتها الهيئة مع صحيفة سويسرية قالت فيها إنها لا تشكل تهديداً للغرب.
واستخدم المتطرفون عبر الإنترنت، ومعظمهم من أنصار الجماعات المرتبطة بالقاعدة في سوريا، المقابلة مع الصحيفة السويسرية لاتهام هيئة تحرير الشام مرة أخرى بالتخلي عن الجهاد وذلك عبر رسائل عدة على تطبيق Telegram.
وفي حزيران / يونيو 2018، أصرت الهيئة أيضًا على عدم ارتباطها بأي جماعة، في إشارة واضحة إلى القاعدة، بعد أن أدرجت الولايات المتحدة الهيئة على القائمة السوداء كمنظمة إرهابية.
وتعليقاً على ما ورد، قال المختص في الجماعات الجهادية عروة عجوب لـ”أخبار الآن“: “إن التسريبات التي ظهرت هي جزء من الحرب الإعلامية بين الهيئة والفصائل التابعة للقاعدة ورغم عدم إمكانية تاكيدها رلا أنه يمكن أن تكون صحيحة”، مشدداً على أن الخلاف بين الهيئة والفصائل التابعة للقاعدة بدأ منذ مدة طويلة وأنه إيديولوجي”.
كما أشار عجوب إلى أن الخلاف بين الهيئة والقاعدة يتمحور في وجهات النظر حول كيفية إدارة الصراع وأن الهيئة تقدم نفسها على أنها فصيل محلي”.