العمل من المنزل.. حيلة الشركات لتقليص المصاريف

  • تلجأ الشكرات إلى اعتماد العمل من المنزل لتخفيف الطلبات على الزيادات
  • لتجنب التكاليف الاضافية.. شركات التكنولوجيا تشغل موظفين من خارج البلاد

تتحدث بيزنس إنساير تتحدث عن وضع أكثر قتامة للأشخاص الذين اختارو أو أجبروا عن العمل من المنزل، حيث تتوقع أن نتنهي موضة العمل من المنزل مع دخول العالم في حالة الركود المتوقعة.

مع كثرة التوقعات الاقتصادية حول اقتراب حدوث حالة ركود عالمية، يخشى ملايين الموظفين في العالم من صعوبة المعيشة في فترة الركود.

لماذا سينتهي العمل من المنزل؟

ببساطة، إذا كان العمال يخشون التسريح من العمل أثناء الركود، كما هو معتاد، فسيضطرون إلى الخضوع لما يطلبه أصحاب العمل.

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرًا أن الرؤساء التنفيذيين يعتقدون أن الانكماش الاقتصادي سيمنحهم “ترخيصًا أكبر لإعادة موظفيهم إلى المكاتب”.

قد يحدث العكس

لكي نعرف كيف ستتعامل الشركات مع العاملين من المنزل علينا أن نرجع عامين للوراء ونعرف لماذا أقرت العديد من الشركات العمل من المنازل خلال فترة كورونا.

تقول بيزنس إنسايدر إن الشركات فعلت ذلك من أجل توفير المال، في فترة كان الاقتصاد متباطئ فيها، فإذا حدث انكماشًا أكبر،  فمن المرجح أن ينظر أصحاب العمل إلى العمل عن بعد كطريقة أخرى لخفض التكاليف.

هناك 4 أسباب ستجعل الركود يدفع أصحاب الشركات لترك بعض العمال يعملون من المنزل، أو توسيع نطاق العمل من المنزل ليشمل الجميع.

1- أزمة المكتب

في أوقات الانكماش الاقتصادي، فإن أول ما يفعله المسؤولون التنفيذيون هو البحث عن طرق لخفض التكاليف.

من بين أكبر المصروفات لأي شركة: الاحتفاظ بمكتب، فهذا يشمل مصاريف إيجار وإضاءة وتكيييف هواء وتخزين طعام، بالإضافة لأجور لعمال نظافة وموظفي أمن.

في استطلاع حديث أجرته Robin، وهي منصة لإدارة مكان العمل، قالت 46٪ من الشركات إنها تخطط لتقليل مساحة مكاتبها خلال العام المقبل – معظمها إلى النصف على الأقل.

حتى لو أعطى الركود مبررًا لأصحاب العمل الذين يكرهون العمل عن بُعد، فلا يمكنهم أن يأمروا الجميع بالعودة إلى المكتب إذا كان المكتب صغيرًا جدًا بحيث لا يستوعب الجميع .

2- أزمة المرتبات

مع معدل تضخم يبلغ 8.5٪، يطالب العمال بزيادات كبيرة لمواكبة ارتفاع الإيجارات وفواتير محلات البقالة، لكن في فترات الركود الاقتصادي، سيتعرض أصحاب العمل لضغوط شديدة لإنفاق المزيد على الرواتب.

تتمثل إحدى طرق استرضاء الموظفين هي السماح لهم بالحفاظ على الميزة التي يهتمون بها كثيرًا – العمل من المنزل.

وجدت إحدى الدراسات الاستقصائية الوطنية أن الموظف العادي يقدر العمل من المنزل لدرجة أنهم رأوا أنه يعادل زيادة بنسبة 7٪ .

في دراسة استقصائية للشركات، قال 38٪ منها إنهم سمحوا لموظفيهم بالعمل من المنزل كوسيلة لتخفيف الطلبات على الزيادات. وفي الأشهر المقبلة، مع تحرك الشركات اليائسة لخفض التكاليف، من المرجح أن ترتفع هذه الحصة أكثر.

في نفس الاستطلاع، قال 41٪ من أرباب العمل إنهم سيسمحون لموظفيهم بالعمل من المنزل خلال العام المقبل كوسيلة للسيطرة على الرواتب .

3- تنويع المواهب

ربما تكون الشركات قد انتقلت إلى العمل عن بُعد أو العمل الهجين لتوفير الإيجار وإرضاء موظفيها، لكنهم بدأوا الآن في اكتشاف واحدة من أكبر فوائد عمل موظفيهم عن بعد: القدرة على التوظيف من مجموعة مواهب أكبر وأوسع.

لم تعد تقتصر على المدن الكبرى حيث يوجد بها مكاتب، فقد أصبحت الشركات قادرة على توظيف العمال الذين يعيشون في المناطق النائية، حيث الرواتب أرخص بكثير.

هذا وفر عليهم مبلغًا كبيرًا من المال. في أوستن، تكساس، حيث شهدت صناعة التكنولوجيا موجة توظيف منذ انتشار الوباء، يتقاضى المهنيون من ذوي الياقات البيضاء 73٪ من رواتب نظرائهم في وادي السيليكون. وفي المدن الأصغر، مثل لويزفيل بولاية كنتاكي، يقترب هذا الخصم من 50٪، كما وجد مزود بيانات التعويضات LaborIQ . وكلما كان العامل بعيدًا، زادت الصفقة .

والأفضل من ذلك هو تخفيض الرواتب في الخارج. يبلغ السعر السائد لمهندس برمجيات كبير يعمل عن بعد في الولايات المتحدة حوالي 190 ألف دولار. لكن منصة التوظيف Laskie قالت إن الموقع يدفع في أمريكا اللاتينية حوالي 91000 دولار.

لهذا السبب، بدأت العديد من شركات التكنولوجيا في تعيين موظفين من خارج البلاد، وإذا تعثر الاقتصاد، فمن المرجح أن يحذو المزيد حذوهم.

4- تجنب تسريح العمال

في بداية الوباء، أصيبت الشركات الأمريكية بالذعر وسرحت عددًا قياسيًا من العمال، لكن تبين أن ذلك كان خطوة سيئة، فبعد أن عاد الاقتصاد إلى الانتعاش بعد عام، لم تكن العديد من الشركات مستعدة لمواجهة الزيادة في طلب المستهلكين.

كان عليهم أن يعينوا موظفين جدد، وتقديم رواتب ضخمة ومكافآت.

لقد اتضح أنه كان من الممكن أن يكون الأمر أرخص بكثير، لو تطرد الشركات موظفيها خلال فترة كورونا.

في الأسابيع الأخيرة، اقترح بعض الاقتصاديين أن المديرين التنفيذيين، بعد أن تعلموا هذا الدرس بالطريقة الصعبة، سيكونون أكثر ترددًا في تقليل القوى العاملة لديهم في المستقبل.

لكن إذا لم يكونوا مستعدين لتسريح العمال لتوفير المال، فهذا يعني أن الشركات ستكون تحت ضغط هائل لإيجاد طرق أخرى لخفض النفقات، مما سيضطرهم لقبول العمل من المنزل.

في استطلاع Robin، قالت 73٪ من الشركات التي جعلت موظفيها يعملون من المكتب بدوام كامل، أنها ستفكر في التحول إلى جدول مختلطة لخفض التكاليف قبل اللجوء إلى تدابير مثل تسريح العمال.

بالتأكيد، يتوق الكثير من الرؤساء إلى العودة إلى الأيام السابقة عندما كان الجميع في مكاتبهم، ولكن على مدار العامين الماضيين، أصبح من الواضح أن فوائد العمل عن بُعد والعمل الهجين أكبر من أن تتجاهلها الشركات، سواء في الأوقات الجيدة أو السيئة.

لقد تطلب الأمر وباءً عالميًا لإثارة ثورة العمل من المنزل،  ومن المرجح أن يستغرق الأمر أكثر من مجرد ركود لإيقافه .